العرب ومونديال 2014
في الوقت الذي كنا نأمل فيه حضورا عربيا أفضل من السابق في مونديال البرازيل 2014 خاصة من الجانب الأفريقي يبدو أن هذا الحلم قد تبدد أو أنه أوشك على ذلك. آسيوياً ودعت المنتخبات العربية المونديال مبكرا لتغيب عنه للمرة الثانية على التوالي وهذا نتاج طبيعي لفارق المستوى بين شرقها وغربها وظل الأمل متعلقاً بالأردن من خلال الملحق الآسيوي مع أمريكا الجنوبية إلا أنه هو الآخر كان امتدادا لسابقيه. أفريقياً لم تتح الفرصة للمنتخبات العربية كما أتيحت هذه المرة بعد التعديل الذي جرى على التصفيات الأفريقية ووصول 3 منتخبات عربية لأدوارها النهائية هي مصر وتونس والجزائر من أصل 10 منتخبات أفريقية يتأهل منها 5 ولعبت القرعة دورا كبيرا في إبعاد المنتخبات العربية عن مواجهة بعضها ليتجدد الأمل بحضور جيد في المونديال لكن نتائج مرحلة الذهاب لم تكن مشجعة للأسف خاصة مصر وبقي الأمل متعلقاً بتونس والجزائر. مصر ـ غانا مصر التي كانت تصطدم بمنتخبات عربية في هذه الأدوار وتعاني من عقدة التأهل للمونديال بسببها جاءت الفرصة هذه المرة مواتية لها وهي سيدة أفريقيا خاصة في العقد الأخير لكن يبدو أن مشكلتها هي مع كأس العالم أو أن هناك أسباباً أخرى. التقت مصرغانا في غانا ذهابا وخسرت 1ـ6 ولم تكن المشكلة في الخسارة بقدر ما كانت في حجمها التي كانت مذلة للكرة المصرية وتاريخها وإذا كانت الظروف السياسية والاجتماعية لمصر انعكست على أداء المنتخب كما يرى البعض فقد جاء فوز النادي الأهلي بطولة الأندية الأفريقية بعد تلك الخسارة مباشرة كأبلغ رد على ذلك مما يؤكد أن المشكلة ليست في عقدة المونديال فقط وإنما ربما كانت في داخل المنتخب. مصر تلتقي غانا يوم الثلاثاء في القاهرة وتحتاج لمعجزة حتى تتأهل تتمثل في الفوز 5ـ0 بمعنى أن أي هدف لغانا سيضاعف المشكلة ومهمة مصر تتركز في اللعب لحفظ ماء الوجه بعد أن طار حلم التأهل. الأردن ـ الأوروجواي لم يكن الأردن وهو ما تبقى من أمل للعرب في التمثيل الآسيوي في المونديال أوفر حظاً من شقيقه المنتخب المصري وأعني على صعيد النتيجة فقد مني بخسارة على أرضه وبين جماهيره أمام الأوروجواي في الملحق 0ـ5 مما يعني أنه يحتاج لمعجزة وأن يفوز6ـ0 على الأقل في مباراة الإياب التي ستقام الأربعاء المقبل في مونتيفيديو وهي أقرب للمستحيل. ربما لا يلام الأردن كما تلام مصر لفارق الخبرة لكن يبدو أن الأردن لم يتعامل مع الموقف بواقعية فقد تصور أو صوروا له قدرته على التفوق وأن التأهل مسألة وقت دون مراعاة لفارق الخبرة والإمكانات الفنية بينه وبين الأوروجواي. الإصابات والغيابات في المنتخب الأردني وتواجد عدد من لاعبيه كمحترفين في الخليج ليست مبررا لهذه النتيجة وكان بإمكانه الخروج بنيجة أفضل حتى لو خسر المباراة لو تعامل معها بواقعية وهذا ما سبب ردة الفعل في الشارع الأردني ولدى بعض الإعلاميين غير المبررة التي صبت جام غضبها على اللاعبين الذين عاشوا تحت ضغوطات أفرزت الأهداف الخمسة. الخسارة واردة ومقبولة لفارق الإمكانيات والخبرة كما أشرت إلى جانب كونها المرة الأولى التي يصل فيها الأردن إلى هذه المرحلة ويقف مثل هذا الموقف لكن حجمها هو مصدر الغرابة ولا شك أنها تجربة استفاد منها المنتخب بعد أن ينهي مشواره الأربعاء المقبل. مصر والأردن في حكم عدم المتأهلين، وبقي الأمل في الجزائر وتونس وغدا نكمل. والله من وراء القصد،،