المنتخب ومرحلة الإياب (1)
يلتقي منتخبنا بعد غد الجمعة في الدمام نظيره العراقي في بدء جولة الإياب للتصفيات المؤهلة لنهائيات أمم آسيا 2015 يطير بعدها إلى الصين لملاقاتها يوم الثلاثاء المقبل هناك. يدخل المنتخب هذه الجولة بمعنوية عالية افتقدها منذ زمن وثقة بدأ يستعيدها بعد فوزه في جميع مباريات الذهاب محققاً 9 نقاط وهو الوحيد في المجموعات التأهيلية الخمس الذي حقق ذلك إلى جانب الإمارات التي تضم في مجموعتها أوزبكستان وهونج كونج وفيتنام. والحقيقة أننا لم نشاهد المنتخب بهذه الصورة من الحيوية والمعنويات المرتفعة والأداء منذ خسارته نهائي أمم آسيا 2007 أمام العراق بهدف حيث قدم في 2011 نتائج متواضعة لا تتناسب ومكانته الآسيوية وحل في آخر ترتيب مجموعته مغادرا المجموعة بعد أن خسر مبارياته الثلاث أمام اليابان 0ـ5 والأردن 0ـ1 وسوريا 1ـ2. وبنظرة على المجموعة نجد أن منتخبنا يتصدرها بـ 9 نقاط ثم الصين بـ 4 ثم العراق 3 وأخيرا أندونيسيا بنقطة واحدة ووفقاً لنظام البطولة يتأهل أول وثاني كل مجموعة إلى جانب أفضل ثالث من المجموعات الخمس أي أن منتخبنا تكفيه نقطة واحدة كي يتأهل لكن نظرتنا يجب أن تتجاوز ذلك إلى مواصلة الانتصارات والتأهل بجدارة لما فيه من انعكاس إيجابي على الكرة السعودية. فنياً لا أعتقد لدينا مشكلة في ذلك لكن ما هو مطلوب منا كجماهير وإعلام أن نستثمرهذه الفرصة والوقوف مع المنتخب في هذه المرحلة حتى يتجاوزها بمعنى أن تنتهي مرحلة التصفيات كما وقفنا معه في مباراة الذهاب أمام العراق ورغم تلك النتيجة المشرفة التي توجت مرحلة الذهاب إلا أن ثمة أصوات لا زالت تمارس الضغوط على المنتخب وجهازه الفني سواء من حيث عدم القناعة بما يقدمه المنتخب رغم ما تحقق أو ما يتعلق بضم عناصروإبعاد أخرى حتى وصل الأمر بالبعض إلى الإتهام المباشر والدخول في ذمم وأعراض اللاعبين والتشكيك في الأجهزة الفنية والإدارية للمنتخب. وإذا كانت مقاصد وأهداف البعض معروفة وبالتالي يسهل التعامل معها وتجاوزها من قبل المعنيين فإن المشكلة في بعض الإعلاميين الذين يشكلون الرأي العام عندما يتبنون مثل هذه القضايا ويسيرون خلف هؤلاء إما تحقيقاً لذاتهم وعواطفهم أو بحثاً عن إثارة غي مقبولة ناهيك من توقيتها أو لأسباب أخرى. المنتخب يدخل بعد غد مباراة هامة وحساسة أمام العراق ليس لكونها عتبة التأهل فهو وارد بإذن الله سواء في هذه المباراة أو غيرها ولكن لأن لهذه المباراة وضعا مختلفا في نوعية الفريق المقابل وظروف المنافسة معه وبالتالي يحتاج لإعداد نفسي ومعنوي لا يقل عن الإعداد الفني إن لم يكن أكثرأهمية في هذه المرحلة ويمتد هذا الإعداد لمباراة الصين الثلاثاء القادم. نعترف وهذه حقيقة أن هناك بعض السلبيات والأخطاء في إعداد المنتخب أو أدائه، وحديثنا هذا لا يعني التجاوزعنها بقدر ما هو تأجيل لمناقشتها إلى ما بعد هذه المرحلة وأعني التأهل بإذن الله إذ أن أمامنا 9 أشهر قبل الدخول إلى النهائيات وهي فترة كافية لمناقشة كافة الأمورالمتعلقة ببرامج المنتخب وإعداده وعناصره فنياً وإدارياً على أن النقاش في كل الأحوال والظروف يجب أن يكون عقلانياً بعيدا عن تأثيرالعواطف والميول وتصفية الحسابات الشخصية على حساب الوطن.. وغداً نكمل. والله من وراء القصد،،