فوزي خياط
التقيت الزميل ثم الصديق فوزي خياط (رحمه الله) لأول مرة في مونديال الأرجنتين 1978 كان رئيساً للقسم الرياضي في صحيفة (الندوة) وكنت أرأس القسم الرياضي في صحيفة (الرياض) وأعتقد أنه كان لقاؤنا الأول إذ لا أذكر أنني التقيته من قبل إلا أن يكون لقاء عابرا لا يرسخ في الذاكرة لكننا نعرف بعضنا بحكم الزمالة شأن بقية الزملاء ثم التقيته بعدها ببضعة أشهر في بانكوك أثناء دورة الألعاب الآسيوية الثامنة كان ممثلا لصحيفة الندوة وكنت ممثلا للصحافة السعودية في المؤتمرالتأسيسي للاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية، وفي هذا اللقاء كانت المعرفة الحقيقية من الداخل وعن كثب وقد كتبت عن لقاءاتنا والزملاء في كلتا الدورتين في الأسابيع الماضية في زاوية الجمعة التي أخصصها للتاريخ كما كنت مع الزميل عابد الحربي في حديث عن دورة بانكوك بعد أن كتبت عنها وتناولنا بعض الذكريات متحدثين بإسهاب عن الزملاء وعن فوزي خياط بالذات. فوزي من جيل سبقني زمنياً وصحفياً حيث عمل في الصحافة في وقت مبكر في صحيفة البلاد ثم مجلة قريش ومجلة الرائد وعكاظ عندما كانت تصدر أسبوعيا ثم يوميا ثم الرياض وأخيرا الندوة حيث طال به المقام ورغم هذه الخبرات إلا أنه تأخر في تقلد منصب قيادي ربما لأنه جاء الندوة متأخرا وكان فيها الأساتذة فايزحسين كرئيس للقسم ثم عدنان باديب وزكريا لال وعندما ترأست القسم الرياضي في الرياض كان باديب واللال يشرفان على الصفحة الرياضية في الندوة وكان فوزي نائبا لهما ثم تولى بعد ذلك بفترة قليلة الإشراف عليها واستطاع بما يملكه من خبرة وذكاء أن يحدث انقلاباً كبيرا في صفحتها الرياضية ويستقطب بعض المحررين والكتاب ويعطيها شخصية مميزة ومقروءة رغم المنافسة من صحف أخرى كبيرة سواء في المنطقة أو خارجها تفوق الندوة إمكانيات وحضورا. تميز أبو نواف (رحمه الله) بشخصية تحظى بالقبول لدى الجميع، كان طيب القلب دائم الابتسامة حاضر الذهن وهدوء في أصعب المواقف وقد شهدت على ذلك وغيري من الزملاء في رحلاتنا الخارجية، وكان من المحررين الرياضيين النادرين الذين لديهم حس عال من الثقافة والأسلوب الأدبي الرفيع لتعدد قراءاته. كان (رحمه الله) وفياً مع كل من يعرفهم لا تنقطع رسائله في المناسبات وقبل حلولها حتى لا نسبقه إليها وكانت رسائل مميزة يصبغها بطابع أدبي وأسلوب شاعري يبحر بقارئها بعيدا يعيش معها أمتع اللحظات ورغم أنها تأتي بين مئات الرسائل إلا أن جمالها يجبرنا على قراءتها حتى وإن طالت أسطرها وتعددت كلماتها. التقيته آخر مرة في رمضان المبارك قبل ثلاث سنوات عندما تم تكريمي من قبل جائزة المرحوم زاهد قدسي وفوجئت بتغير في صحته لكنه كان يحتفظ بحيويته وابتسامته المعهودة توادعنا على أمل أن نلتقي وكنت حريصاً على ذلك لكنني لم أعد لتلك الديار وهذا قصور مني أرجو الله العزيز أن يعوضني بلقاء خير منه في مقعد صدق عند مليك مقتدر إلا أن فوزي ظل وفياً مع الأصدقاء ومع القلم إلى آخر ساعات حياته. رحم الله فوزي خياط وجعل ما أصابه من تعب ونصب تكفيراً له وتطهيراً ورفعاً لمنزلته في الجنة، وأسكنه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. وعزائي لابنه نواف ولعائلته الكريمة ولزملاء المهنة والإعلام الرياضي الذي فقد أحد رموزه ومؤسسيه في العصر الحديث. والله من واء القصد،،