للتاريخ مونديال 1978
شاركت المملكة في تصفيات كأس العالم التي أقيمت في الأرجنتين عام 1978 لأول مرة في تاريخها لكنها لم تتأهل حيث خرجت على يد إيران بطل آسيا آنذاك والتي تأهلت للمونديال. جاء هذا المونديال كأول مونديال بعد فصل رعاية الشباب عن وزارة العمل كجهازمستقل بدرجة وزارة وكعادة الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) وحرصه على تأهيل الكوادروالكفاءات السعودية وإعطائها الفرصة للاستفادة من خبرات الآخرين فقد أصدر توجيهاته بإيفاد وفد إداري وإعلامي كبير تجاوز40 شخصا برئاسة عثمان السعد وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب آنذاك ضم عددا من الحكام والإداريين والإعلاميين لحضورالبطولة ودعم المنتخب التونسي الشقيق، المنتخب العربي الوحيد في المونديال والذي تأهل كممثل لإفريقيا. الوفد الإعلامي كان برئاسة علي آل علي (رحمه الله) مديرالإعلام والنشرآنذاك وضم ممثلين لجميع الصحف السعودية بما في ذلك رسالة الجامعة الصادرة عن جامعة الملك سعود أذكر منهم عميدنا آنذاك علي الرابغي وصديق جمال الليل وعبدالعزيزسالم الغامدي وعبدالرحمن الكريدا وعدنان باديب (رحمه الله) وعبدالعزيزشرقي وعادل عصام الدين وفوازالعجمي (رسالة الجامعة) إلى جانب سليمان العيسى (رحمه الله) ممثلا للتلفزيون والمعلقين زاهد قدسي (رحمه الله) ومحمد رمضان (شفاه الله)، حيث تم نقل المباريات مباشرة عبرالتلفزيون السعودي. كنت أصغرالوفد سناً (بداية العشرينيات) وأحدثهم خبرة إذ لم يمض على عملي في الصحافة أكثرمن 3 سنوات فكانت بالنسبة لي تجربة ثرية سواء في السفر أو الأحداث التي أكدت ذلك. تم إصدارالتذاكر للوفد على الدرجة الأولى كما يقتضي النظام وكل يسافر بطريقته الخاصة لنلتقي هناك وحولناها إلى سياحية لنستفيد من الفرق كتذاكرحيث مررت بعدها بالولايات المتحدة ولندن لقضاء الإجازة أما رحلة الذهاب فقد اتفقنا عبدالعزيز سالم الغامدي وأنا على السفر سوياً عن طريق باريس لنمارس تجربة لن تتكرربركوب طائرة الكونكورد من باريس إلى ريودي جانيروفي البرازيل. كانت الكونكورد قد دخلت الخدمة بداية 1976 كفتح جديد في عالم الطيران وهي عبارة عن درجة واحدة ومقاعد قليلة وأعلى سعرا من الدرجة الأولى وسرعتها تسبق سرعة الصوت وتبلغ عند الإقلاع 400 كم/الساعة (الطائرات العادية165) مختصرة الزمن إلى النصف لذلك يستخدمها رجال الأعمال الأوروبيون للسفر إلى نيويورك لتوقيع العقود والعودة سابقين التوقيت (المسافة من لندن إل نيويورك في 3 ساعات ونصف) وقد تم إيقاف العمل بها في 2003 إثر وقوعها في مطار شارل ديجول بعد إقلاعها مباشرة وراح ضحيتها 113 شخصاً. كانت تجربة ثرية لنا ووصلنا البرازيل بعد توقف في السنغال وقضينا فيها بضعة أيام قبل المواصلة لبوينس آيرس حيث سبق لي زيارتها في العام السابق لحضورنهائيات كأس العالم للشباب في الكرة الطائرة. أما الأرجنتين فحكاية أخرى أينما تتحرك أو تحل تعيش أجواء المونديال وتستمع إلى أغنية البطولة (أرجنتينا أرجنتينا) التي بيع منها عشرات أو مئات الآلاف من الأسطوانات والكاسيت حيث لا سي دي ولا كمبيوترمحمول ولا جوالات وكنا نتنقل مع الأشقاء التوانسة نحضرمبارياتهم حيث حققوا نتائج جيدة وبحكم التباعد الجغرافي وعدم الإنفتاح الإعلامي والتواصل وبحكم الجذورالعربية لكثيرمن الأرجنتينيين كان التعاطف مع المنتخب التونسي الشقيق وكانوا يطلبون تواقيعنا في الأماكن العامة ويشيدون بنا ظناً منهم أننا أفراد المنتخب. (وفدنا الإعلامي ضائعون ضائعون) وكانت بدايتي وموقف أنقذني منه بعد الله علي آل علي وعلي الرابغي وله حكاية قادمة. والله من وراء القصد،،