الاتحاداتوماذا بعد؟(2)
السؤال أعلاه نحاول أن نجيب من خلاله على العديد من التساؤلات المطروحة عقب تشكيل الاتحادات الرياضية الذي صدر أمس الأول وهي إجابة من شقين: الأول: سابقة للتشكيل ومتزامنة مع انتخابات نصف الأعضاء التي جرت قبل شهرين وقد تناولت ذلك في حينه عبر5 زوايا تركزت على أن يكون التعيين للكفاءات المؤهلة بعيدا عن المحسوبية حتى يراعى جوانب النقص الوارد في الانتخابات التي من المؤكد أنها لا تأتي بالأكفأ أوالمؤهل في كل الأحوال. الثاني: بعد التشكيل النهائي والتعيين وهو ما نحن بصدده الآن وقد تحدثت عن بعض منه يوم أمس وخرجت بتساؤلات ثلاثة تتمحورحول إمكانية نجاح هذه الاتحادات وتحقيقها لنقلة نوعية في عملها وإنتاجيتها أم سيتكررالحال كما في الدورة السابقة؟ النقطة الأولى ما يقال رسميا بأن مدة عمل هذه الاتحادات3 سنوات وهي في الحقيقة أقل من ذلك إذ إن مدتها الأولمبية والمفترضة 4 سنوات وقد تأخرنا كثيرا عن موعدها الأصلي. هذه الاتحادات ستبدأ العمل بعد أسبوعين بعد الانتهاء من إجراءات الاستلام والتسليم وتنتهي دورتها مع أولمبياد ريودي جانيرو التي ستقام في الفترة من 5 إلى21 أغسطس 2016 ومعظم الاتحادات لن تشارك في هذه الدورة وبالتالي ستنتهي أعمالها قبلها بفترة أي أن مدة عمل الاتحادات الفعلي سنتان ونصف تقريبا بل إن الواقع يقول أقل من ذلك وهذا ما سأشير إليه في الأسطر المقبلة. السؤال المهم: هل هذه الفترة كافية لتقدم عملا ناجحا وملحوظا على أرض الواقع؟ وهنا لا أعني التأهل للأولمبياد فهذا شأن آخر وله وضع خاص لكن على الأقل يعطي انطباعا عن إمكانياتها وقدرتها على النجاح. المشكلة أن العمل في اتحادتنا الرياضية شأنه شأن الكثير من القطاعات ليس عملا مؤسساتيا بحيث يبدأ من حيث انتهى من سبقه وإن كانت الرياضة مهيأة على الصعيد الفني أكثر من غيرها لكنني أعني على الأقل ما يتعلق بالتخطيط والإستراتيجيات، هذا إن وجدت، وإنما يأتي كل اتحاد بخططه وبرامجه ويبدأ من جديد خاصة وأن كثيرا منها ليس لديه قاعدة وسجلا ينطلق من خلاله وإنما يحتاج لبناء وتطويراللعبة المسؤول عنها. النقطة الأخرى: أن هذه الاتحادات ستبدأ مالياً من الصفر، فالسلف ستسلم صناديقها خاوية لأسباب لا مجال لشرحها وسينتظرالخلف الميزانية الجديدة للدولة التي ستعلن مع نهاية العام وترد الصناديق بعدها بأيام أي بعد ثلاثة أشهر من الآن وإذا أضفنا هذا إلى ما سبق يتأكد أن عمل هذه الاتحادات الفعلي لن يتجاوزالسنتين والنصف وربما أقل وهذا يعيدنا للتساؤل السابق: هل هذه المدة كافية لتقدم هذه الاتحادات عملا إنتاجيا وناجحا؟ وكيف سيكون شعورالقائمين عليها ونظرتهم لهذه المرحلة أو الدورة وهو يرى أنه لن يعمل إلا نصفها؟ هل سيكون في سباق مع الزمن لإنجازما يمكن إنجازه خلال هذه الفترة الوجيزة أم يصابون بالإحباط؟ ومن ثم نأتي بعد سنتين لنطالب بالتمديد لهم لأنهم لم يأخذوا فرصتهم كاملة في العمل وهذا ما أتوقعه فيما يتعلق بالتعيين ورؤساء الاتحادات أوعلى الأقل معظمهم. المؤكد أن المجالس الجديدة ستأتي كغيرها بمعنويات مرتفعة ومتحمسة للعمل لتقديم ما يشفع لها وتكون على مستوى ثقة الناخبين أوالمؤسسة الرياضية التي عينتهم لكنها في النهاية ستنتهي إلى ما انتهى إليه الآخرون إذا لم يتعدل الوضع. وهذا له حديث آخرالأسبوع المقبل. والله من وراء القصد،،