الخطرفي ملف قطر (1)
يبدو أن قطر ستواجه العديد من المصاعب جراء تنظيمها مونديال 2022 ولن تنتهي حتى يسدل الستارعلى المونديال وربما استمرت بعد ذلك. والصعوبات التي أتحدث عنها هنا لا أعني أنها من داخل البيت القطري واستعداداته فهم أهل لذلك ولكن من جهات خارجية عز عليها أن ترى دولة بهذا الحجم الديمغرافي والتاريخ السياسي والرياضي تسحب البساط من أمامها وتنتصرعليها في سباق قام على الأهلية والجدارة. قبل أكثر من ثلاث سنوات فاجأت قطر العالم برغبتها في تنظيم المونديال واعتقد كثيرون أن هذا نوعاً من الحضورالإعلامي فقط كدول كثيرة تعمد إلى ذلك لكنها فاجأتهم أكثر بحضورها القوي عند عرض الملف والإجابة بذكاء وحنكة على جميع المناقشات والأسئلة المطروحة ووضع الحلول لكل الصعوبات المحتملة بما في ذلك حلول مبتكرة للحرارة مثل تكييف الملاعب وغيرها التي كانت مثار التساؤلات خاصة وأن الحرارة الخارجية قد تصل إلى ما فوق 45 درجة مئوية وهي أجواء لم تعتد عليها كأس العالم طوال تاريخها ولا غالبية المنتخبات التي عادة ما تتأهل لها مما أهلها للفوز بهذا الشرف. هذا الفوز لم يعجب دولاً كبيرة وعريقة مثل أمريكا وإنجلترا وأستراليا خسرت السباق أمامها ليس لأنها خسرت ولكن لأن المنافس هي قطر بطبيعتها الديموغرافية كما أشرت على الخارطة العالمية ولكونها دولة عربية ومسلمة وتنتمي لمنطقة حضورها متواضع في كأس العالم. وعلى مدى الثلاث سنوات الماضية ظلت قطر لا تغادر الإعلام الأوروبي وأجندات اجتماعات الاتحادات الأوروبية وألسنة المسؤولين في هذه الاتحادات وفي (فيفا). أولى المصاعب بدأت باتهامات بعدم نظافة الملف القطري وإتهام بالرشاوى ودورها في فوز قطر وجرت تحقيقات مكثفة في ذلك لم يخرج منها (فيفا) بما يدين قطر ووقف بلاتر أمام ذلك بقوة عندما قال (مونديال2022 منحت لقطر كيف نسحبها منها لا يوجد أي سبب مقنع لذلك) وبعد أن تم إغلاق هذا الملف بدأ العزف على وتر الصيف ودرجة الحرارة والمطالبة بنقلها ثم المطالبة بتغيير الموعد. الصحافة الإنجليزية تتبنى هذا التحرك وتفتح العديد من الملفات وآخرها وفاة 44 عاملا من الجنسية النيبالية خلال الصيف (ثلاثة أشهر) قائلة إن بعضهم بسبب الإجهاد وآخرين نوبات قلبية بسبب الحرارة والضغط مضيفة لذلك عدم إعطائهم حقوقهم علما أن وفاة هؤلاء ومشروع عملهم لا علاقة له في أعمال المونديال. ومع الصحافة الإنجليزية سار الركب الأوروبي في عمومه الذي يطالب بتغيير موعدها وهناك تيار أوروبي آخر يرفض إقامتها في الشتاء بسبب تعارضه مع الدوريات والبرامج الأوروبية وممن دعا لذلك ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي في مؤتمر دبي الرياضي السابع الدولي نهاية ديسمبر الماضي عندما قال في كلمة الافتتاح (إنه ظل من الداعمين لإقامة مونديال2022 في الشتاء وليس في الصيف كما جرت العادة) جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بدأت آراؤه تتغير ويلعب بأكثر من ورقة وعلى الحبلين ــ إن جاز التعبيرــ فقد أصبح يميل إلى تغييرالموعد ويساير الكثير من الآراء خاصة الأوروبيين لضمان تصويتهم إلى جانبه في انتخابات (فيفا) التي ستجرى 2015 طمعاً في تجديد رئاسته لولاية خامسة فقد صرح قبل أسبوع على هامش دورة خيرية في سويسرا قائلا: (أعتقد أن اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي سيكون عليها أن تتخذ قرارا بتعديل موعد البطولة، لا يمكن أن تقام البطولة في ظل حرارة الصيف المرتفعة في قطر) (فيفا) سيجتمع خلال هذين اليومين وغدا نكمل الحديث. والله من وراء القصد