اختلفوا ولاتخالفوا
يجب أن ننظرلما حدث في اجتماع رابطة دوري المحترفين من اختلافات في وجهات النظربينها وبين بعض الأندية الأعضاء وتهديدهم بالانسحاب وإصرارالرابطة على قرارها فيما يتعلق بتوزيع عوائد النقل على أنه ظاهرة صحية بل وإيجابية، والحال ينطبق على ما حصل في اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم والتراجع عن قرارالاتحاد بتأجيل الاجتماع بناء على اعتراض أحد أعضاء الجمعية بحجة قانونية وتنفيذ الاجتماع في موعده المقررسابقا. ما حدث يؤكد أن هناك رغبة في العمل من قبل الأعضاء بما ينعكس على تطويرالكرة السعودية والرفع من مستواها بغض النظرعن الهدف من هذه الاعتراضات والمناقشات سواء كانت تحقق مصالح خاصة لبعض الأندية وهذا من حقها أوتحقق المصلحة العامة المهم أن يكون هناك رأي ورأي آخرونقاش على طاولة المفاوضات بهدف الوصول إلى قناعات مشتركة بين الأطراف. ما حصل يذكرني بقصة ذلك المعلم الذي تخرج حديثا فاتجه إلى برناردشو يطلب نصيحته فقال برناردشو: (ستجد في كل فصل طالبا لجوجا كثيرالنقاش والأسئلة فلا تنزعج منه فربما كان الوحيد الذي يستمع إليك) لقد تعودنا نحن الذين عاصرنا الكرة السعودية على مدى عقود أن ينتظرالصحفيون ومندوبو الصحف خارج القاعة حتى يخرج مسؤول كبيرفي الاتحاد ويتلوعليهم ما اتخذه الاتحاد من قرارات بما في ذلك جداول الدوري أوتشكيلة المنتخب وبرنامجه إذا ماكان يستعد لبطولة أودورة معينة، حيث يحضرمدرب المنتخب تلك الجلسة حتى أننا في كثيرمن الأحيان لانحضرإلى هناك لأن الخبرسيأتينا كما هومن وكالة الأنباء السعودية أومن إدارة الإعلام والنشرفي الرئاسة العامة لرعاية الشباب، أما الصورفكنا ننتظرمصورالرئاسة فتحي العيوطي أمده الله بالصحة والعافية ليمرعلى الصحف يزودها بنسخ من صورالاجتماع. ولهذا يستغرب البعض ما حدث بل إن البعض ذهب لأبعد واصفا ماحدث وكأنه شرخ في الاتحاد وانقسام في منظومته يهدد كيانه وهوفي الحقيقة يدعم بقاءه. لم نتعودعلى ذلك لأن الاتحاد كان مرتبطا برعاية الشباب ولم تكن هناك جمعية عمومية منتخبة تنتخب أعضاءه وتناقشهم فيما قدموا ومالم يقدموه، ولم تكن هناك لجان وروابط بهذا النوع من التنظيم والأدواروالمسؤوليات إذ لم نكن نعرف سوى لجنة الحكام وحلها أوتشكيلها من جديد وعليه فقد كانت قراراته نهائية وإلزامية وغيرقابلة للمناقشة. الآن .. تغيرالوضع وأصبح لزاما على جميع الاتحادات المحلية أن ترتبط بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وتطبق لوائحه وتتبع تعليماته وبالتالي لم يعد للجهات الحكومية أوالمؤسسات الرياضية الرسمية في الدول القدرة على التدخل في شؤونها أوالتأثيرعلى قراراتها. اتحاد القدم أصبح منتخبا من جمعية عمومية هي الأخرى منتخبة من الأندية ومن جهات أولجان تشكل منظومة كرة القدم، وهذه الجهات لابد أن تكون لها روابط تسعى لتحقيق مصالحها وتدافع عنها وتتحدث باسمها، فالعمل أصبح الآن مؤسساتيا ويعتمد على ركائزولهذا فمن الطبيعي أن يختلف هؤلاء مع بعضهم كل يبحث عن مصلحته أومايراه يحقق الصالح العام، ويأتي هذا كله متزامنا مع إعلام مفتوح يصعب تحييده أوتوجيهه بل ربما يصعب إقناعه بوجهات النظرحتى لوكانت سليمة أوصحيحة، وعليه فلابد أن يكون النقاش مبنيا على أسس وفي ظل الأنظمة والقوانين ليؤكد فهم هؤلاء لها وأهليتهم للنقاش. فالمهم أن يختلفوا .. والأهم أن لا يتخالفوا. وحول هذه نكمل غدا بإذن الله. والله من وراء القصد. raseel_sa@hotmail.com تويتر @A_Aldhuwaihy