2013-09-25 | 06:47 مقالات

لعبة المدربين الأجانب

مشاركة الخبر      

عندما تعاقد نادي الشباب مع البلجيكي ميشيل برودوم بداية موسم 2011 بعقد ينتهي في نهاية 2014 اعتبرنا ذلك خطوة مثالية وغيرمسبوقة في الأندية السعودية إذ تعودنا ألا تتجاوزعقود المدربين سنتين تنتهي أو ينهى كثير منها قبل إنتصاف مدته وربما ربع المدة أو تبدأ مفاوضات جديدة معه بعد نهاية عقده إذا ما حقق نتائج جيدة وبعقد مضاعف لأنه يصبح في مركزالقوة وعادة ما ينهى هذا العقد (الجديد) قبل مدته وأحيانا ينهي عقده ثم يعود له النادي مرة أخرى أومرات في مواسم مختلفة وبعقود مختلفة أيضا والشواهد على ذلك كثيرة. نفرح كثيرا عندما نتعاقد مع مدرب أو لاعب أجنبي بأقل من القيمة التي طلبها وأننا استطعنا إخضاعه لرغبتنا ونشكرالوسيط لإقناعه والحقيقة هي العكس فجميع عقود هؤلاء المدربين (العالميين) وحتى اللاعبين الأجانب تفوق في واقعها قيمتها الحقيقة قي سوق البورصة الخاصة بهم ومن خلال السماسرة والوكلاء توضع قيم مضاعفة في كثير من الأحيان حتى إذا ما (أخضعناهم) على حد زعمنا على التخفيض فإننا في الواقع ندفع لهم ما يريدون بترتيب وتدبيرمن هؤلاء السماسرة بما في ذلك الشروط الجزائية التي كثيرا ما ندفعها وربما فاقت قيمة العقد ونفاوضهم على تخفيضها. هؤلاء المدربون يضعون مثل هذه الشروط لأنهم يرون أن السوق السعودية هي سوق طاردة للمدربين وتهدد سمعتهم لسرعة إنهاء العقود وكأنهم بذلك يعتبرون هذه الزيادة أوالمبالغة نوعاً من (بدل السمعة) وإذا كانوا محقين في ذلك إلى حد ما فيما يتعلق بإنهاء العقود دون سبب مقنع فلا ننسى أيضا أن السوق السعودية في الوقت نفسه سوق رائجة لصناعة المدربين وتقديمهم للساحة والميادين الرياضية وهذا شأن آخر ليس موضوع حديثنا اليوم. ويلجأ بعض من هؤلاء عند رغبته ترك العمل لسبب أو لآخر إلى أساليب تعجل برحيله وتجبرالنادي على إنهاء عقده حيث يصبح هذا الأمرالحل الوحيد وينتقل الشرط الجزائي من المدرب إلى النادي وهذه مشكلتنا لعدم احترافيتنا في صياغة العقود أو استشارة ذوي الاختصاص بما يكفل حق النادي في كل الظروف. هذا الكلام ينطبق على الجميع وهناك حالات عديدة مرت على معظم الأندية إن لم يكن جميعها ولا أعني نادياً دون غيره. وعودة لبرودوم الذي قدم عملا جيدا مع الشباب في بداية عقده وحقق معه بطولة الدوري إلا أنه ظهر الموسم الماضي بصورة مغايرة تماما من حيث علاقته مع بعض اللاعبين فاستغنى عن أبرز نجوم الفريق كناصر الشمراني وخالد فلاته وسبستيان تيجالي ولم يقدم خلال هذه الموسم وفي البطولة الآسيوية ما يشفع له أويتناسب مع مكانته وكانت رغبته في المغادرة واضحة ويبدو أن الشرط الجزائي كان يحول دون ذلك بدليل أنه تعاقد بعد ساعات من إنهاء عقده مع الشباب مع نادي بروج البلجيكي الذي أقال مدربه الأسباني جاريدو بعد خروجه من تصفيات الأندية الأوروبية وهو الذي أمضى مع الفريق 10 أشهر لم يخسر خلالها في الدوري المحلي. كان على الإدارة الشبابية من وجهة نظر شخصية ولا أعلم ظروفها أن تتخذ قرارها في وقت مبكروتحديدا منذ نهاية الموسم الماضي لكن يبدو أنها لم تكن على علم بتوجهات برودوم ونواياه. لفت نظري شيئان: قول برودوم (نعم طلبت الرحيل فمنافساتكم لا تعجبني) وقول إدارة الشباب (إنه أعفي بناء على طلبه لظروفه الخاصة) والله من وراء القصد،،