الاحتراف أنقذت الاتحاد
أعتقد أن على الاتحاديين أن يشكروا الله سبحانه وتعالى أولا ثم لجنة الاحتراف ثانيا على الأزمة ألتي مرت بناديهم وعلى موقف اللجنة المتشدد وعدم موافقتها على تسجيل أي لاعب مالم يتقدم الاتحاد بما يثبت تسديده لجميع الالتزامات المالية عليه تجاه الكيانات أوالأفراد المطالبة بحقوقها أوجدولتها المشروطة بموافقة الطرف الآخر. هذا الموقف من لجنة الاحتراف جعل الاتحاديين يسددودن معظم هذه الديون ويتوصلون إلى حل مشاكلهم المادية وإن لم يكن حلا جذريا لكنه خطوة كبرى للأمام بمعنى أنه لم يتبق إلا القليل وبالتالي التخلص من هم ثقيل على قلوبهم كان سيقف حجرعثرة في طريقهم طوال الموسم وعندما أقول (هم) فإنني لا أعني هما ماليا أوماديا فقط بقدرما يشمل إلى جانب ذلك هما معنويا وهوالأخطر. والعارفون بالشأن الاتحادي كانوا يرون بصيصا من ضوء في آخرالنفق وأن (بطلا) سيخرج في نهاية هذا المسلسل يمثل دور(الاتحادي المنتظر) الذي يطهرالنادي من مشاكله محاولا إلغاء نجومية الأبطال الآخرين أوسحب الأضواء منهم. العارفون بالشأن يدركون أيضا ومن مواقف سابقة أن الاتحاد (يمرض ولايموت) وقد مربالعديد من الأزمات لا تساوي هذه شيئا بالنسبة لها ولومرت على غيره ربما أخرجته من خارطة الأندية الرياضية لكنه تجاوزها وعاد أقوى مما كان. لست قريبا من الدائرة الاتحادية وخباياها لكنني كنت أتابع بحسرة وألم ما يدورعبر وسائل الإعلام المختلفة بين الاتحاديين أنفسهم من أفعال وردود أفعال وتبادل اتهامات وممارسة لأدوارالبطولة كل يدعي وصلا بليلى وأنه الأكثرحبا وبحثا عن مصلحة الاتحاد. لكن السؤال المطروح: لماذا تأخرالحل إلى هذه المرحلة المتأخرة؟ رغم تعهد بعض الأطراف ومن بداية الأزمة بحلها والالتزام بذلك. ربما كانت هذه الأطراف تعتقد أن لجنة الاحتراف ستتنازل عن تشددها في النهاية أوأن أطرافا أخرى قد تضغط على اللجنة من أجل ذلك وإذا لم يتم شيء من هذا فإنني أعتقد أن هناك ثلاثة سباب وراء هذا الموقف: ــ ممارسة نوع من الضغط على أصحاب الحقوق للتنازل عن بعض حقوقهم بما يخفف المديونية أوتأجيلها بما يحل المشكلة. ــ أوممارسة الضغط على أعضاء الشرف والداعمين بما يسهم في حل هذه المشكلة وتحميلها لأكثرمن طرف. ــ أوممارسة الضغط على الإدارة نفسها حتى تقدم استقالتها لأهداف يعرفها الإتحاديون قبل غيرهم. المهم .. وهذا ما يبحث عنه الاتحاديون أن المشكلة انتهت أوعلى وشك لكن تساؤلا أكثرأهمية لماذا وصلت إلى هذه المرحلة ؟ ولماذا وصلت القضايا الاتحادية إلى رقم قياسي لدى لجنة الاحتراف (34 قضية من أصل 91) أي ما يعادل اكثرمن37% من المطالبات المالية على الأندية ذات القضايا التي كانت معلقة لدى اللجنة وبفارق 22 مطالبة عن أقرب ناد. أعتقد أن هذا هوالسؤال المطروح حاليا ومعرفة الإجابة عليه وتفاصيله هوالخطوة الأولى في الطريق الصحيح الذي سيسيرعليه النادي مستقبلا لضمان عدم تكرارمثل هذه المشاكل والأزمات التي ماكان ليحدث بعضها وبهذه المبالغة لوكانت هناك سياسة واضحة لدى الإدارات السابقة وكان لها شخصيتها المستقلة والقوية التي تديرالنادي والتي كادت أن تجعل منه (كيكة) كل يحاول الحصول على أكبرقطعة منها. الاتحاديون الآن أمام اختبارحقيقي لرسم مستقبلهم ولسان حالهم يقول (عسى أن تكرهوا شيئا وهوخيرلكم) والله من وراء القصد