إنها الرياضة سادتي الكرام
(بدأ دوري جميل ودارت عجلة الرياضة فتنفس الشباب وابتعد تلقائيا عن الاشاعات والهشتاقات المغرضة تجاه الوطن .. هذه من الفوائد السامية للرياضة)
هذا نص تغريدة كتبها الأخ العزيزالأستاذ محمد النويصرنائب رئيس الإتحاد العربي السعودي لكرة القدم رئيس رابطة دوري أندية المحترفين قبل أيام على موقعه في تويتر واختلفت حولها ردود الفعل باختلاف فهم مابين سطورها وربما لم يفهم البعض المغزى العميق منها كما فهمته من وجهة نظري إن كان فهمي لها صحيحا بعد أن أطلقها (ابوعبدالله) ونام عن شواردها وأعتقد أن الأمريتعدى ماورد في التغريدة لكن الهدف أوالمحصلة النهائية واحدة.
وإذا كنا نتحدث عن الرياضة كوسيلة تنمية للعقل أوالجسم بعيدا عن القول المتداول المعروف فإن الأمرلم يعد نظريا فقط أوينطبق على الحالات الفردية بقدرمايمتد أثرها إلى المجتمع بصورة عامة فهي لم تعد جزءا من منظومة التنمية في جانبها الحضاري والثقافي فحسب وإنما تدخل بصورة مباشرة كجزء أساس في مكونات هذه المنظومة وتحديدا في منظومة الأمن الشامل الغذائي والاجتماعي والتربوي.
وقد أثبتت الدراسات والبحوث الميدانية لدى الجهات المسؤولة في مختلف القطاعات ذات الاهتمام بالشأن الاجتماعي والأمني أن الجريمة بمختلف أنواعها ودرجاتها تقل في أيام المباريات وفي الموسم الرياضي بمجمله والحال ينطبق على الممارسات الخارجة عن أعراف وتقاليد المجتمع أو التي تسعى لتقويض أمنه وتؤثرعلى وحدته.
وفي رالي القصيم الذي أقيم قبل سنوات وعلى سبيل المثال انخفضت نسبة التفحيط في المنطقة إلى أدنى درجاتها ملامسة الصفروالحال ينطبق على رالي حائل السنوي وهذا مثبت من خلال التقاريروالدراسات الاجتماعية ليس لأن الشباب ينشغل مع هذه البرامج والنشاطات لينصرف عن تلك الممارسات الخاطئة أوأن وجود متسع من الفراغ في حياته يؤدي إليها كتنفيس عن طاقات مكبوتة لديه وهذه المعادلة وإن كانت صحيحة إلى حد ما فإن ثمة أسبابا أخرى أكثرأهمية تتعلق بالرياضة ذاتها كوسيلة لتهذيب النفوس وتربيتها وتثقيف الممارس والمتابع لها وتنمية الحس الوطني لديه بعيدا عن الاهتمامات الشخصية بالفوزوالخسارة ولعل خلوالجماعات الإرهابية والمتطرفة على مدى العقود الماضية والجريمة المنظمة أوالعشوائية من أي من المنتمين للوسط الرياضي خيردليل على ذلك.
ما أريد أن أصل إليه هوتوضيح خطأ النظرة لدى البعض الذين يرون في الصرف على الرياضة ــ رغم شحه ــ وأعني على المستوى الرسمي هو هدر للمال العام إذ ان الهدف ليس الوقوف في الميادين العالمية ونيل الأوسمة والميداليات وهذا وإن كان أحد الجوانب الحضارية فيها إلا أن الهدف الحقيقي والأسمى هوالحفاظ على الشباب وهم أمل الأمة وعمادها من الإنجراف خلف كثيرمن التيارات الهدامة والممارسات الخاطئة التي تؤثرعلى الفرد بذاته بقدرمايمتد أثرها إلى مجتمعه وبالتالي وطنه وهومايؤكد مقولة أن خيراستثمارللوطن هوالاستثمارفي شبابه وتنمية روح الولاء والعطاء لديه.
إنني وكثيرون غيري ندعوإلى الإنفاق بسخاء على البرامج الشبابية بمفهومها الواسع للجنسين وما الرياضة إلا أحد هذه البرامج وليست كل البرامج حتى لايساء الفهم وعندما نطالب بهذا السخاء في الإنفاق فإن هذا لا يعني عدم تقنين الصرف ومعرفة قنواته ومراقبته بل وحتى رسم السياسات والبرامج الشبابية وفق متطلبات المرحلة وما يتناسب واحتياجات الشباب وفق الأعراف الاجتماعية وعادات وتقاليد المجتمع حتى يؤتي أكله ولا يصبح (هدرا للمال العام)
والله من وراء القصد