رمضان والدوري
جاء شهررمضان المبارك سابقا لبدء الدوري هذا الموسم بأيام قلائل وفي الفترة التي عادة ما تكون فترة استعداد الأندية ليجبرها على اختصار معسكراتها الخارجية والتركيزعلى الداخلية بل إن بعضها اكتفى داخليا إما لضيق الوقت أوضيق ذات اليد على طريقة (مكره أخاك لا بطل) هذا التوقيت للشهرالكريم جاء أيضا على طريقة (رب ضارة نافعة) فقد كان له انعكاسه الإيجابي سواء على الأندية أو الجماهيرالرياضية من جوانب عدة لعل من أبرزها: ـ اختصار مدة المعسكرالخارجي أو إلغاؤه من شأنه أن يسهم في تقليل المصاريف وتوجيهها إلى قنوات أخرى يحتاجها النادي أوعلى الأقل توفيرها لوقت الحاجة. ـ المعسكرالداخلي أدى إلى أن تتجه الأندية إلى السوق المحلي ـ إن جازالتعبيرـ فيما يتعلق بالمباريات الودية والمشاركة في دورات في دول قريبة ومجاورة أو دعوة فرق خارجية وهو ما كنا ننادي به وشاهدنا لقاءات ودية من العيارالثقيل نسبيا، فلعب الشباب مع الهلال والنصر والنصر مع الفتح ولقاءات مع فرق خارجية أيضا كالهلال والأهلي مع الوداد المغربي والأهلي مع الفيصل الأردني وغيرها. من جانب آخر فقد كان جمهورالنادي على مقربة من الفريق واستعداداته للدوري عن كثب بدلا من تقارير قد لاتكون صادقة يساعده هذا القرب على تقييم الفريق والاطمئنان على وضعه قبل بدء الدوري. وإذا كان هذا الموسم استثنائيا أو قد يكون كذلك على اعتبار بدء الموسم القادم متأخرا قليلا عن رمضان وغيره مما يليه من مواسم بحكم دورة الزمن فإننا نأمل أن ماحدث هذه المرة يشجع الأندية على تكرارالتجربة مستقبلا. نحن لا ندعوا إلى إلغاء فكرة المعسكرات الخارجية فهذا مستحيل لما يتوفرفيها من إمكانات مازلنا عاجزين عن توفيرها محليا إلى جانب عامل الترفيه لكن على الأقل تقنينها واختصارها وإكمالها محلياً من خلال بعض اللقاءات الودية والدورات المحلية. إن اللقاءات الودية خاصة بين فرق الديربي والفرق التنافسية من شأنه أن يذيب كثيرا من الحساسية بين هذه الفرق ويجعلها أكثر تآلفاً وقرباً وكذلك جماهيرها خاصة فرق الديربي التي تتحاشى مثل هذه اللقاءات خوفاً من الخسارة وتسجيل ذلك ضمن تاريخ لقاءات الفريقين وهي أمور يفترض أن نكون بعيدين عنها إذا ما أردنا المصلحة العامة ومصلحة الفرق نفسها. لنا أن نتصورأن فريقي الهلال والنصرلم يلتقيا ودياً طوال تاريخهما سوى3 مرات فقط اثنتان منها بأمر من الأمير خالد الفيصل مديرعام رعاية الشباب آنذاك وذلك قبل 45 سنة أو أكثر، وأن الاتحاد والأهلي يخرجان بهذه الصورة في لقائهما الأخيرالذي فرضه عليهما محمد الخليوي (رحمه الله). أتمنى أن يشهد رمضان القادم وما يليه مباريات ودية بين فرق الديربي أوعلى الأقل دورات بين فرق المنطقة الواحدة كأندية الرياض أوالغربية أوالشرقية والقصيم وغيرها وأن تسعى أنديتنا لتنظيم دورات إما محلية أو أخرى تشارك فيها أندية خارجية كما فعلت أندية الإمارات على أن يكون الإعداد لها مبكرا حتى تتمكن من تأمين رعاة رسميين لها مع الأخذ في الاعتبارأن رمضان القادم سيتوافق في بعض أيامه مع مونديال البرازيل. مثل هذه الدورات واللقاءات من شأنها أن تعود عليها بالنفع الفني والمادي وعلى غيرها من المستفيدين من هذه الدورات واللقاءات إلى جانب شغل أوقات الفراغ لدى الشباب في فترة الصيف. ربما كان ذلك صعب التنفيذ ليس من النواحي الإدارية والفنية ولكن من النواحي النفسية واتخاذ القرار لكنه غير مستحيل في كل الأحوال. والله من وراء القصد،،