2013-06-21 | 19:24 مقالات

للتاريخ المراكز الصيفية

مشاركة الخبر      

في النصف الثاني من الثمانينيات الهجرية (الستينيات وبداية السبعينيات الميلادية) كانت المراكزالصيفية تمثل مرحلة هامة من مراحل حياتنا وكان لها تأثيرها الإيجابي في المجتمع. كان في الرياض مركزان: الأول في المتوسطة الثانية بشارع الوزير(الملك فيصل) عند تقاطعه مع شارع الخزان شمالا بجوارالمكتبة الوطنية ومديره المربي الفاضل الأستاذ إبراهيم الفريح (رحمه الله) وتشرف عليه وزارة المعارف (التربية والتعليم) وكان هو المركزالرئيس والمشهور في المنطقة. الثاني في مركزالخدمة الاجتماعية بشارع الأعشى في نهاية شارع الوزير جنوبا ومديره الأستاذ ناصرالماجد (أمده الله بالصحة والعافية) وتشرف عليه وزارة العمل والشؤون الاجتماعية. كانت المراكز تحرص على القيم التربوية والدينية وتنمية المواهب إذ تخصص الفترة الصباحية للصغار والمسائية للكبار حيث يتم تقسيم الشباب إلى مجموعات يطلق على كل منها (أسرة) تزاول كل منها وفق جداول مرتبة العديد من النشاطات المسرحية وحفلات السمر وإعداد الصحف الحائطية والإذاعة والقراءة وتلتقي لأداء الصلاة جماعة حيث تتوقف النشاطات أو في البرامج المشتركة كالحفلات والمنافسات الثقافية والرياضية وهذا هو طابع كل المراكز. كانت مكتبة المركز تضم العديد من الكتب والروايات العالمية مثل قصة مدينتين لتشارلزديكنز وذهب مع الريح لجين إير وأحدب نوتردام والبؤساء لفيكتورهيجو وكتب المنفلوطي والعقاد وطه حسين وغيرها من المؤلفات في مختلف المعارف والعلوم ومازلت أتذكربالخيرالأستاذ عبدالرحمن العميري (رحمه الله حيا وميتا) أمين المكتبة في مركزالخدمة الاجتماعية وتوجيهاته لنا ونحن صغارا نرتادها في الفترة الصباحية وحرصه على أن نترك الكتب على الطاولة ليقوم بإعادتها إلى أماكنها. في النشاط المسرحي كان يتواجد العديد من الرواد بالمسرح، وكذلك في النشاط الثقافي وفي النشاط الرياضي يتواجد نجوم المملكة والمنتخب في الألعاب المختلفة لمزاولة نشاطهم خلال الصيف حيث يتوقف الموسم وفي المجال الفني الكثير ممن أصبحوا رواد الفن التشكيلي في المملكة إلى جانب هواة في المجال الغنائي والموسيقي حيث تقام العديد من المسابقات الثقافية ومسابقات القرآن الكريم والحفلات والنشاطات المسرحية والرياضية. هذا النشاط امتد إلى الأندية حيث الأمسيات الثقافية والنشاط المسرحي بمختلف فنونه بتواجد العديد من الرواد آنذاك أمثال محمد العلي وأحمد الهذيل وعبدالعزيز الهزاع وسعد التمامي وسعد خضر وعلي إبراهيم والمزيني والهويريني وغيرهم الكثير وسعد إبراهيم وعبدالقادر حلواني وسلامه العبدالله وطلال ومحمد عبده وعبادي والمخرج الكبيرسعد الفريح (رحم الله من توفي منهم وعفا عنه وأمد الله الأحياء بالصحة والعافية وأعانهم على طاعته) هذا إلى جانب الأسابيع الثقافية المتبادلة مع الدول حيث شهدت قاعة المسرح في المربع المجاورة لليمامة الثانوية (تم هدمها لصالح مركزالملك عبدالعزيزالتاريخي الآن) الأسبوع الثقافي المغربي وبعض الاحتفالات. جاءت فترة تغيرت فيها الهيئة الإشرافية على المراكز وتغيرت أهدافها وبرامجها وبدأ الشباب يبتعدون حيث اتجه البعض إلى الأندية التي لم تكن مهيأة لذلك وتلاشى ذلك الدور للمراكزالصيفية ثم عادت كاسم لكنها ظلت قاصرة على ممارسة دورها الريادي في المجتمع. أعتقد أننا الآن وفي ظل هذه الظروف والمتغيرات أكثر حاجة لتفعيل هذه المراكزوإعادة الثقة بها وفتحها للجنسين ووضع البرامج التي تستقطبهم بمختلف توجهاتهم وميولهم فهي المجال الأكثر رحابة لفتح الحوار معهم والوقوف على آمالهم وتطلعاتهم في بلد يمثلون ثلثي سكانه فكثير من رواد العمل الإعلامي والثقافي والاجتماعي والأكاديمي اليوم هم خريجي تلك المراكز وهم النموذج الأمثل لما كانت عليه. المراكز الصيفية ليست ميزانيات فقط دون رقابة وليست برامج معلبة لكنها المجال الأنسب لتفريغ الطاقات والتعبير عن الذات دون إغفال للضوابط. والله من وراء القصد،،،