2013-06-19 | 17:13 مقالات

المنطقة الولادة

مشاركة الخبر      

جاء انتقال رباعي الاتفاق يوسف السالم وعبدالله الحافظ وفايزالسبيعي للهلال ويحيى الشهري للنصرخاصة الثلاثي دفعة واحدة ليعود بالذاكرة 30 عامًا عندما سجل الاتحاد 7 لاعبين منهم 4 من المنطقة الشرقية عيسى حمدان (النهضة) وأحمدالشهري(الاتفاق) وعثمان مرزوق (الترجي) ومحمد أبوسمرة (الخليج) تحت مبررات انتقال العمل. والواقع ان هجرة ــ إن جازالتعبيرــ أوانتقال لاعبي المنطقة الشرقية لأندية الرياض أوجدة ليست وليدة هذه الفترة فهي تعود الى البدايات عندما انتقل ثلاثي النهضة حمندي وأحمد الدنيني رحمهما الله وعثمان بخيت إلى النصر في بداية الستينيات الميلادية ثم عوض صالح وبشيرالغول من القادسية ومرشد العتيبي وعبدالباقي المحيفيظ من هجروعبدالله قصاب شمروخ رحمه الله من الترجي إلى الهلال وإن كان المحيفيظ لم يجد فرصته في ظل وجود ضاري وسعيد النصير في الحراسة الهلالية وأحمد حكيم وعبدالله يحيى من الاتفاق وصالح عبدالكريم من النهضة إلى الأهلي وما بين البدايات وعهد الاحتراف كانت هناك موجة انتقالات على فترات متفاوتة من أندية المنطقة إلى المناطق الأخرى وتحديدًا مدينتي الرياض وجدة لوحاولنا تعدادها لتجاوزت المساحة المحددة للزاوية. والحقيقة أن المنطقة الشرقية هي منطقة ولادة وحبلى بالمواهب ربما لكونها منطقة ساحلية وهذه لها أثرها في ذلك وأتكلم هنا عن زمن ما قبل الاحتراف بل وما قبل الدوري الممتازإلى جانب تأثرها بالمناطق المحيطة وتاريخها الكروي القديم دون أن ننسى عاملا مهما وهوتأثرمجتمع المنطقة بصورة عامة بمجتمع أرامكو وإنعكاس هذه الثقافة عليه وتحوله إلى مجتمع عملي مرتبط في غالبيته بالمصانع والشركات وهوما جعله أكثر انضباطا واللاعب هوجزء من هذا المجتمع فكان يجمع بين الموهبة والثقافة. العامل الآخر .. يتعلق بالجانب الإقتصادي والتعليمي لتوفرفرص معيشية ومداخيل أفضل في الرياض وجده من خلال الأندية الغنية أوالدراسة في معهدالتربية الرياضية في الرياض كمعهد وحيد في المملكة ومتخصص. في العصرالحالي أوفي زمن الاحتراف تغيرالوضع وأصبح اللاعب الشرقاوي هوجزء من تركيبة اللاعب السعودي يحمل ذات الثقافة ومتفرغ للكرة والحال كذلك مع الأندية ولهذا تغيرت أسباب الترحال أوالانتقال وإن ظلت تتمحورفي الجانب الاقتصادي لكنها امتدت إلى الأندية لتأخذ أسباب الانتقال وبيع عقود اللاعبين جانبين: النادي: ــ أما حاجة الأندية لسيولة مادية لسد الكثيرمن العجزفي ميزانياتها وتنفيذ برامجها مثل الرواتب المتأخرة أوالحقوق المادية تجاه الغيرأواستقطاب عناصرجديدة بحيث تبيع عقود بعض النجوم مستغلة فرصة رغبة أندية أخرى فيهم والتعاقد مع بدلاء أوتقديم أسماء واعدة جديدة بمبالغ أقل بحيث تستفيد من الفارق. اللاعب: ــ أوظروف اللاعب نفسه ورغبته في تحسين وضعه المعيشي بحصوله على عرض أفضل مما يقدمه له ناديه وقد يصل به الأمر إلى التنازل عن بعض حقوقه أوشراء بقية عقده وهي حالة تنطبق على جميع الأندية واللاعبين دون استثناء وليس لاعبي أوأندية منطقة معينة. في زمن الاحتراف ومع شح الموارد المالية للأندية في عمومها لم يعد أمام كثيرمنها خيارآخر في الحفاظ على اللاعب بعد أن باتت المادة هي المحرك الرئيس والأساس في مسيرة النادي ومصدر الدخل الوحيد للاعب والقادرون عليها قلة وجاء فوزالفتح ببطولة الدوري وصعود النهضة لأندية الممتاز كمنافس تقليدي للاتفاق لتؤكد قدرة المنطقة على المنافسة وأنها لا زالت البيئة القادرة على انتاج اللاعبين. والله من وراء القصد