الهلال ودورالـ 16
أتمنى أن يكون لقاء الأهلي بالجيش والشباب بالغرافة القطريان مساء البارحة قد انتهى إيجابيا لصالح فريقينا السعوديين الأهلي والشباب وعندما أقول (أتمنى) فإنني اضع نسبة ضئيلة لابد منها لاحتمالات كرة القدم.
النتيجة الإيجابية متوقعة بإذن الله لأن كل الظروف تستدعي ذلك فالأهلي تعادل ذهابا2/2 في الدوحة مما يعطيه أكثرمن فرصة للتأهل(الفوزأوالتعادل بأقل من هذه النتيجة) والشباب فاز على الغرافة في الدوحة2ـ1 مما يعطيه هوالآخرفرصا أكثر(الفوزأوالتعادل أوالخسارة بهدف) هذا إلى جانب الاستقراروالروح المعنوية وكون المباراتين على ملعب كل منهم وبين جماهيره.
المشكلة الوحيدة ألتي قد تواجه الفريقين هي الإرهاق جراء تداخل مباريات نصف نهائي كأس الملك الذي يجمع الفريقين مع مباريات آسيا وإن كانت العوامل السابقة كفيلة بإذن الله بالتغلب على هذه المشكلة وتجاوزها.
الهلال
إذا كان الهلال يعاني من ضعف العنصر الأجنبي وعدم كفاءته بما يتناسب واسم الفريق ونجوميته فإن المشكلة الكبرى هي في إستسلامه للعوامل المحبطة لعزيمته والمؤدية لخسارته أكثرمن قدرته على استثمار مقومات التفوق لديه والأمثلة كثيرة في هذا المجال.
ــ فعقدة الآسيوية والعالمية ألتي أوجدها البعض وأدخلوه في دوامتها لأهداف معينة عجزعن تجاوزها والخروج منها مهما حاول إخفاء ذلك أونفيه.
ــ والضغوطات الجماهيرية سواء من المنتمين إليه الذين يريدون أن يروا هلالهم دائما في القمة أوالآخرين الذين يستغلون مثل هذه الفرص لإضافة المزيد من الملح على الجرح الملتهب.
ــ والملاحظ استقبال المرمى الهلالي لكثيرمن الأهداف الحاسمة في الدقائق الأخيرة في عدد من المباريات المؤثرة والهامة وهذا دليل ضعف التركيز لدى اللاعب الناتج عن الإعداد النفسي أوضعف العامل اللياقي.
في دورالمجموعات وقع الهلال في الأصعب وخرج من دورالذهاب بـ 3 نقاط فقط أيقن معها الجميع مغادرته التصفيات إلا أنه تمكن في مرحلة الإياب من تحقيق العلامة الكاملة والفوزبجميع المباريات بما فيها الإستقلال الإيراني في طهران مما يؤكد الطرف الثاني من المعادلة التي أشرت إليها سابقا وأكد كثيرمن المراقبين والمحللين والهلاليين أنفسهم أن تجاوزتلك المرحلة وبهذا النجاح خيردافع للمضي قدما في البطولة بعد تعديل صفوفه في المرحلة المقبلة لكن مباراته في ذهاب دورالـ16 أمام الخويا أعادته للمربع الأول عندما خسرعلى ملعبه وبين جماهيره بهدف جاء في الدقائق الأخيرة من المباراة عندما اصطدمت الكرة بساق المدافع الأجنبي أوزيا وتغير اتجاهها للمرمى.
خطأ واحد غيرمتوقع قلب كل الموازين وهذه مشكلة الهلال مع مثل هذه الأخطاء وهذا ليس مبررا للأداء المتواضع الذي كان عليه لكنه يؤكد التحولات تجاه الفريق والتعامل معه.
الخويا فريق قوي لايستهان به ومنظم وكونه حديث التأسيس لا يعني قلة الخبرة لديه فهويملك عناصرمؤثرة وفاعلة بدليل نتائجه في الدوري القطري بل إن حداثته قد تكون عاملا إيجابيا في صناعة التفوق ولديه مدرب (جيريتس) قادرعلى توظيف قدرات اللاعبين واستثمارها ويعرف الهلال وإمكاناته.
والهلال فريق يملك الخبرة في التعامل مع مباريات الحسم ولديه القدرة على صناعة الفرق والخوف عليه اليوم من الضغط والشحن النفسي الزائد والحديث عن مواضيع سابقة لأوانها لم يكن هناك مايبررالحديث عنها وإذا ما استطاع الهلال تجاوزذلك وبالتالي تجاوز المباراة فلديه الوقت الكافي لإعاة البناء وترتيب أوراقه من جديد لجولة مقبلة قد يصل من خلالها إلى الأفق وربما ماوراء الأفق.
والله من وراء القصد