لغز الانتخابات الآسيوية
كان من المفروض تناول هذا الموضوع قبل أيام لكن ترتيب الأولويات الذي ذكرته أكثرمن مرة أدى إلى تأخيره وقد أشرت له في غير زاوية واعدا بمناقشته في وقت لاحق وأجد اليوم مناسباً لذلك خاصة وأنه قابل للنقاش في أي وقت ولازال حديث الشارع الرياضي.
الموضوع يتعلق بالمقابلة ألتي أجراها مذيع العربية بتال القوس عبر برنامجه (في المرمى) مع المرشح السعودي لرئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم د.حافظ المدلج وانسحابه ورغم الهدوء الذي يتصف به د. حافظ وماكان عليه من هدوء أثناء المقابلة إلا أن كلماته كانت مدوية وأشبه ماتكون بالانفجارات المتعددة هنا وهناك ولعلها من المرات النادرة جدا إن لم تكن الأولى التي يستمتع فيها بتال بالصمت أثناء الحوار وأن يتحول إلى مستمع مايقارب 30 دقيقة إلا من بعض التحركات التي يفرضها الحدث عندما يحتاج الأمرذلك كمن يقف على بركة بيده مجموعة من الأحجاركلما هدأت المياه ألقى فيها حجرا يرسم دوائر تأخذ في التمدد والاتساع الأفقي حتى إذا ما اختفت ألقى حجرا آخر.
لا أدعي المعرفة ولكن بحكم خبرتي الرياضية وفي مجال الانتخابات فقد قلت في زوايا سابقة إنني أعتقد أن الأمير نواف واتحاد كرة القدم وكذلك حافظ نفسه يدركون أن الرهان على مرشح سعودي لرئاسة الاتحاد الآسيوي في ظل هذه الظروف هو رهان خاسر وكنت أعني بالظروف التوقيت والعمل الذي قام ويقوم به المرشحون الآخرون .. إلخ ولهذا أضفت من المؤكد أن هناك سرا سينكشف أو سيتم الكشف عنه ذات يوم حتى ولو لم يكن على الصعيد الرسمي ولم نفق من الصدمة حتى كشف حافظ بنفسه عبر تلك المقابلة عن نصف السر عندما أكد أن هناك شخصية خارج المؤسسة الرياضية كانت وراء ترشيحه مبرئاً ساحة الأمير نواف عندما نسب إليه قوله إن الوقت لايكفي وأن عملا كهذا يحتاج لميزانية وهي غير متوفرة بمعنى لم يتم الإعداد للموضوع بشكل جيد وأن هذه الشخصية ـ والكلام لحافظ ـ تعهدت بالدعم الكامل إلا أنها في النهاية تخلت عنه وورطت حافظ وورطت الأمير نواف ولم يقل من ورطت بعد رافضاً الإعلان عن هذه الشخصية وهو أمر طبيعي وهو ما يكشف عن الكثير من الغموض الذي أحاط بالعملية ويطرح العديد من التساؤلات حولها وهدف هذه الشخصية من التدخل والترشيح.
هل كانت رغبة شخصية سعى لها حافظ بنفسه وأقنع هذه الشخصية بدعمه لفقده الثقة بمن هم حوله ممن يعنيهم الأمر بدليل ما قاله من الطعن في الظهر وغير ذلك من إتهامات لها حديث آخر فيما بعد، أم أن تلك الجهة قصدت ترشيح سعودي ـ أيا كان ـ ولأن حافظ هو الأقرب فقد وقع عليه الاختيار؟
ولماذا أعلنت دعم حافظ مادياً بتحمل الميزانية ولوجستيا بإقناع البحرين ليسحب الشيخ سلمان ترشيحه مشترطة إقناع قطر للسركال بسحب ترشيحه هو الآخر وعندما تمت موافقة السركال لم يتم ذلك بالنسبة للشيخ سلمان متعذرة بحراجة الموقف ثم تخلت حتى عن الدعم المادي.
هل كانت تبحث عن حضور للكرة السعودية من خلال هذا المقعد تعويضاً عن غيابها على صعيد النتائج لكنها لم تكن تدرك لعبة الانتخابات وصعوبة الخطوة وعندما أدركت تراجعت أم أن هناك من أقنع هذه الشخصية بالتراجع وهو ما أكده حافظ من خلال من نعتهم بـ (طعنة من الخلف) والحديث لم ينته بعد.
والله من وراء القصد،،،