دوري المظاليم (2)
تحدثت في زاوية أمس عن دوري الدرجة الأولى بصورة عامة والنظرة إليه، وكيف تطور مستواه بعد أن أصبح دوري محترفين وبرعاية شركة ركاء وعدم الاهتمام به سواء من قبل بعض اللجان لعدم قدرتها على التوفيق بينه وبين مباريات دوري زين للمحترفين أو من قبل الإعلام أو أندية دوري زين التي يمكن أن تجد فيه ضالتها من العناصر المؤهلة القادرة على سد احتياجاتها أو صقل موهبتها وتطويرها وبتكلفة أقل بدلاً من البحث عن عناصر من نفس الدوري ربما كانت أقل كفاءة أو من الخارج قد لا تحقق طموحات الفريق مقارنة بقيمة العقد تاركاً الحديث عن قوة المنافسة وإثارة الدوري لزاوية أخرى والمتابع لدوري ركاء خاصة هذا الموسم يلمس هذه الحقيقة.
على أنني وقبل الدخول في تفاصيل ذلك لابدّ أن أشير هنا إلى أن عدم الاهتمام هذا خاصة من الجانب الإعلامي كان سبباً مباشراً في إحجام الشركات الكبرى وغيرها عن رعايته لأنها تدرك أن حجم المردود أوالعائد من وراء مثل هذه الرعايات لا يتناسب، والمدفوع على الرعاية أو المصروف حتى وإن جاء من باب التشجيع والدعم الوطني، ولعلنا لاحظنا كيف أقبلت شركة ركاء على رعاية الدوري بعد أن أصبح الاهتمام به أكبر وتم دخول المحترفين إليه والنقل التلفزيوني، وإن كانت قيمة العقد لا ترتقي إلى المطلوب فإنها في الوقت نفسه تجربة محفوفة بالمخاطر من قبل ركاء التي تعتبر تجربتها الأولى في هذا المجال وبالتالي فهي بحاجة لتقييمها، وقد تكون سبباً في دخول آخرين وبعقود أعلى في المواسم القادمة.
وعودة إلى قوة المنافسة فإن الفارق النقطي بين الفرق متقارب، خاصة إذا أدركنا أن الفارق بين المتصدر وصاحب المركز الأخير 30 نقطة تقريباً وأن الأخير حقق 25 نقطة حتى الآن من أصل 29 مباراة في حين أن الفارق في دوري زين بين المتصدر والأخير 50 نقطة والأخير حقق 11 نقطة فقط من 25 مباراة.
وللتأكيد على قوة المنافسة في هذا الدوري أيضاً فبالرغم من وصوله لهذه المرحلة إلا أن كثيراً من ملامحه لم تتضح بعد والمنافسة على المراكز دخلت مرحلة أكثر قوة وإثارة.
وإذا كان من الطبيعي أن يتم حسم الصدارة وكذلك المركز الأخير في هذه المرحلة فإن ثلاثة فرق مازالت تتنافس ليرافق أحدها العروبة لدوري عبدالطيف جميل، وأربعة يتنافسون على الهروب من مرافقة "الربيع" على توديع الدوري إلى دور الدرجة الثانية.. بمعنى أن 5 فرق فقط هي التي تنفست الصعداء وبقيت في دائرة الأمان ضمن مراكز الوسط.
هذه القوة والإثارة في نظري تعود لأكثر من سبب لعل من أبرزها:
ـ أن معظم فرق هذا الدوري سبق لها اللعب في دوري المحترفين (دوري زين) وبعضها لأكثر من موسم مما أكسبها سواء على صعيد الفريق أو العناصر العديد من فرص الاحتكاك وبالتالي الخبرات في هذا المجال.
ـ انتظام الدوري وعدم توقفه أو تأجيل بعض الجولات حيث تستمر الـ 30 جولة على مدى 8 أشهر تقريباً دون توقف.
ـ وجود 16 فريقاً ضمن الدوري وتحديد الفرق الهابطة إلى الدرجة الثانية بـ 3 فرق.
هذه العوامل وغيرها ارتفعت بمستوى الدوري وانعكست بالتالي على مستوى اللاعبين بصورة فردية.
الجولة القادمة جولة هامة وحساسة ولا توجد مباريات لدوري زين الذي أسدل الستار عليه يوم أمس، وهنا تأتي مسؤولية لجنة الحكام في اختيار الأكفأ والأقدر لإدارة مبارياتها ليكتمل نجاح الدوري هذا الموسم.
والله من وراء القصد،،،