للتاريخ الأغنية والسينما
استكمالا لموضوع الأغنية الرياضية الذي تحدثت عنه الجمعة الماضي عندما أشرت إلى بداياتها وعن الأغاني الخاصة بالمنتخب فقد شملت حتى بعض النجوم من اللاعبين عند اعتزالهم حيث تغنى لهم بعض الشعراء وكبار المطربين على أن الأغاني الخاصة بالأندية هي البداية وسبقت الأغنية الوطنية والأخرى الخاصة باللاعبين وهذا أمر طبيعي حيث بدأ ظهور هذه الأغاني في النصف الثاني من السبعينيات الميلادية مع بداية الدوري الممتاز وتحقيق الأندية للبطولات خاصة الهلال والأهلي والنصر، فكانت تقيم حفلات فنية في مقراتها أو في ملعب الصايغ بالنسبة لأندية الرياض ابتهاجاً بفوزها ببطولة الدوري أو الكأس ويغني فيها كبارالمطربين أمثال: طلال مداح ومحمدعبده وغيرهما من الفنانين والمطربين الشعبيين وآخرين من الخليج أيضا أمثال: عبدالكريم عبدالقادروغريد الشاطئ وعبدالله بالخير وعلي عبدالستار ومن اليمن وكانت هذه الحفلات تمثل دخلا يستفيد منه النادي في دفع مكافآت اللاعبين على أن الدخل الكبيرالذي كانت تستفيد منه الأندية عدا دعم أعضاء الشرف وإعانة رعاية الشباب هو ما كان يأتيها من (السينما) فكانت تقيم قاعات كبرى بصورة بدائية عبارة عن أماكن مسقوفة وكراسي وشاشة عرض وتعرض فيها ليلياً أفلاماً سينمائية أبيض وأسود مثل أفلام عبدالحليم وفاتن حمامة وغيرها حيث يتم استئجارالأفلام وماكينة العرض من منطقة السينما في المربع التي كانت تحتل مربعا كبيرا وحيا كاملا في المنطقة الواقعة شمال مركزالملك عبدالعزيز التاريخي حاليا وكانت الأفلام تدور بين الأندية وكثيرا ما كان الجمهور في أحد الأندية ينتظر وسط الفيلم حتى تأتي البكرة الثانية (بقية الفيلم) من ناد آخر.
وعودة للأغنية فقد كانت أغنية العراقي سعدون جابر(هلا بيك هلا) من أفضل الأغاني وأكثرها شهرة في ذلك الوقت وذات إيقاع خفيف ومطلعها:
هلا بيك هلا
وبجيتك هلا
إلنا يبه الكاس واسمنا يلوق له
أعبرياهداف سجل لنا هدف
جمهورك اليوم ملا الدنيا وهتف
أهجم وحاول رواغ وناول
واللي لعب زين رفع راية هله
يابورجل الذهب
يامحبوب الشعب
يافنان العرب
هلا ومية هلا بيك
وذكر الأستاذ علي داود في برنامج وثائقي عن دورة الخليج تم بثه قبل الدورة الأخيرة أنها وضعت في ماجد عبدالله، والحقيقة أن هذه الأغنية ظهرت في دورة الخليج الخامسة في بغداد 1979 قبل بروز ماجد لكن سعدون كان يتلاعب بالكلمات إرضاء لجماهير الأندية عند استضافته للمشاركة في حفلة فنية ففي حفل النصر يقول:
اعبر يا ماجد سجل لنا هدف
وفي حفل الهلال:
اعبر يا سلطان .. (بن نصيب)
وهكذا في بقية كلماتها مع بقية اللاعبين. على أن أشهر الأغاني الخليجية الرياضية في ذلك الوقت تلك التي غناها الثلاثي الكويتي عبدالكريم عبدالقادروغريد الشاطئ وعبدالمحسن المهنا عندما تأهلت الكويت لنهائيات مونديال 1982 في أسبانيا كأول منتخب خليجي يتأهل لكأس العالم ومطلعها:
هايدو هايدو آوركامل
هايدو هايدو لوفلي كامل
زرق الفنايل راكبين جمال
فخرالملاعب غنوا اليامال
هايدو
ياحلوالاسم كويتي
والله والنعم كويتي .. إلخ
وهذه لها قصة كانت الكويت الفريق العربي الوحيد المتأهل للمونديال فقال عضو في (فيفا) هؤلاء عرب أهل صحراء وجمال كيف يتأهلون؟ فكتب الشهيد الشيخ فهد الأحمد هذه الكلمات. نجاح الأغنية كان يعتمد إلى جانب عواملها الثلاثة الرئيسة إلى مناسبتها لذلك نجحت أغاني المنتخب 84 وأغاني الكويت في تلك الفترة وكانت راقية بعيدة عن الإسفاف وتمثل دعماً معنوياً للفريق.
والله من وراء القصد،،