2013-04-17 | 07:53 مقالات

الفتح المبينفي دوري زين (2)

مشاركة الخبر      

 



قلت في خاتمة زاويتي أمس إن فريق الفتح وهو يحقق بطولة دوري المحترفين هذا الموسم أبان عن كثير من الحقائق فاستحق أن يكون (الفتح المبين في دوري زين).


فوزالفتح ببطولة الدوري لم يكن فوزا عاديا كأي فريق آخر لكنه كسر احتكار فئة معينة للبطولة وخرج بها عن خطها الذي اعتادت السير فيه.


الفتح


سابع فريق يفوز بالبطولة من بين 30 فريقا تقريبا مروا على الدوري الممتاز (المحترفين) على مدى أربعة عقود تقريبا منهم من صمد ومنهم من غادر ومنهم من عاد من حيث أتى وهو الرابع خلال عقدين تقريبا كاسرا احتكارأندية ثلاثة في هذين العقدين.


الفتح لم يفز بالبطولة فقط ولم يتجاوز كثيرين سبقوه خبرة وفاقوه إمكانيات ويحظون بدعم لوجستي بل إن فوزه جاء بمنجز قياسي نسبة لتاريخه عندما حققها قبل نهاية الدوري بجوليتن وهي خطوة لم يسبقها إليه إلا أقل القليل ومرشح لأن يسجل الرقم القياسي في رصيد النقاط.


لم يكن أحد يتصورأن تخرج بطولة الدوري ذات يوم ـ على الأقل على المدى المنظور ـ عن فرق معينة لأنها تملك كل مقومات البطولة من إمكانات فنية وعناصرية ودعم لوجستي وإعلامي وغير ذلك لكن أي من هؤلاء نسي عاملا هاما من عوامل النجاح وهو الإرادة.


الإرادة تصنع المعجزات 


والإرادة لا تبرز إلا عند الرغبة في أن تكون أو لا تكون 


والإرادة لا تظهر إلا مع التخطيط السليم.


ظل الفتح في الدرجة الأولى بعد صعوده إليها 6 مواسم نصفها الأول قضاه في مراكز متأخرة كان يتقدم خلالها ببطء ونصفها الأخير يتحرك بخطى ثابتة من السابع إلى الخامس ثم الوصيف لكنه وهو الذي يملك الرؤية الثاقبة وبعد النظر وجد في المدرب التونسي فتحي الجبال ضالته فتمسك به.


لم يكن تقييمه له يبنى على نتائج المباريات أو مواقف معينة.


ولم يصبه غرورالصعود إلى دوري المحترفين بالبحث عن مدرب (عالمي) يتناسب وطبيعة المرحلة.


ولم يدفعه الحصول على مراكز متأخرة في تجربته الأولى والثانية على البحث عن بديل لأن تقييمه له كان مبنياً على العمل الفني وعامل الاستقرار بعيدا عن الأرقام ومعالجة أسباب القصورالأخرى فكان القفز للمركزالخامس الموسم الماضي ثم البطل هذا الموسم.


والذين حاولوا التقليل من هذا الانتصار بحجة ضعف المنافسة أو ظروف المنافسين لا يدركون لعبة الدوري وأن الفتح هو الآخر فقد نقاطاً لم يكن ليفقدها أو تضيع عليه.


والذين سعوا في البداية لدعمه بحثاً عن ذاتهم أو نكاية بآخرين وجدوا أنفسهم يعترفون له بعد أن فرض نفسه عليهم بجدارته.


فاز الفتح وحقق المهم


وعاشت الأحساء ليلة فرح كبرى زفت فيها عريسها (الفتح) إلى عروسه (البطولة) لكن (المأذون) لم يصادق على العقد بعد وأبقى عنده (الشبكة) ولم يحضرها لتكتمل الفرحة ويتم (التتويج) دون مبرر مقنع وقد كتبت عن ذلك قبل ثلاثة أسابيع دونما حاجة لإعادته.


الفتح


لم يدخل في صراعات جانبية مع الآخرين طوال الموسم


ولم يبحث عن مبررات لخسارة أو يعترض على قرار


ولم يتسابق القائمون عليه للبحث عن ذاتهم من خلاله عند أي انتصار.


تلك مقومات نجاح وتبقى مقومات أخرى تتعلق بالأمورالفنية والمحافظة على عناصرالفريق واستمراره ودعمه بعناصر أخرى وتلك قادرعليها بعد أن فتح الآفاق أمام المستثمر ورجل الأعمال والمحب للفريق.


يبقى المهم وهي كيفية التعامل مع المرحلة القادمة واستمرار المقومات الثلاثة الأولى لأنها الأهم إذا ما أراد الفريق الاستمرار وأن يكون (الفتح المبين).


والله من وراء القصد،،