2013-03-30 | 07:29 مقالات

الاتصالات والأربعة

مشاركة الخبر      

من حق الأهلي والاتحاد والنصر والشباب أن تدافع عن حقوقها أمام الشريك الإستراتيجي وأن تتخذ موقفاً موحداً إذا رأت في ذلك ما يحقق مصلحتها أو أن تبحث عن بديل آخر إذا رأت أن ذلك أفضل ومن حق شركة الاتصالات السعودية stc هي الأخرى أن تضع رقماً محدداً وشروطاً معينة لرعايتها هذه الأندية مجتمعة أو بعضها أو بصورة جزئية لكن خطوة الأندية يجب أن تكون محسوبة ومدروسة بعناية. وعندما أقول الأندية لأنها في النهاية هي من يستفيد أو يتضرر من الموافقة على العقد أوعدم الموافقة فمن المؤكد أن شركة الاتصالات لم تقدم على خطوة كهذه إلا بعد تأنٍّ ودراسة متكاملة من جميع النواحي وبعد مرورها بتجربة ميدانية مع هذه الأندية استطاعت من خلالها تكوين فكرة كاملة عن السوق وجودة المنتج والجمهور المستهدف. الشركات الكبرى ومنها الاتصالات السعودية تدفع الملايين للحصول على دراسة معينة قبل أن تقدم على أي خطوة استثمارية والذي أعرفه أنها استعانت ببيوت خبرة عالمية وكبرى في هذا المجال من أجل مفاوضاتها مع هذه الأندية الأربعة. وعلى سبيل المثال فإن شركة موبايلي وقبل التوقيع مع نادي الهلال استعانت بأحد بيوت الخبرة العالمية في مجال الدراسات والبحوث والذي أعطاها ضوءاً أخضر للتوقيع وحدد سقفاً معيناً بإمكانها الوصول إليه وتحقق الربحية (ليس من حقي ذكر الرقم) ومع ذلك وقعت مع الهلال بأقل من ذلك الرقم بكثير ومع الأيام اكتسب الطرفان خبرة في هذا المجال وبدأ الرقم يتغير في صالح الهلال. للأسف الشديد أنه لا يوجد لدينا في المجال الرياضي في عمومه والأندية على وجه الخصوص دراسات يمكن الاستناد إليها نستطيع من خلالها تقييم أنفسنا ومعرفة موقعنا في السوق وإذا ما جاءت شركات محايدة رفضناها من منطلقات عاطفية لآن نتائجها لا تتوافق مع توجهاتنا ورغباتنا الشخصية. شركة الاتصالات والتي تدفع لهذه الأندية الأربعة مجتمعة ما يقارب 170 مليون ريال أو180 وهي تدرك أنها عملية توازن فهي تخسر من جهة وتربح من أخرى لا أعتقد أن لديها الاستعداد لدفع نفس المبلغ بنفس الشروط السابقة بعد تجربة حية على أرض الواقع لأنها ترى الرقم كبيراً لا يحقق لها المردود الذي تريد ومقارنة ما تدفعه الاتصالات لأربعة أندية مقابل ما تدفعه موبايلي لنادٍ واحدٍ ليست صحيحة أو واقعية بالنظر إلى المردود والعائد الاستثماري على الشركة الراعية من خلال البنود التي تضمنها العقد والبرامج المنفذة والجمهور المستهدف. أرجو ألا يفهم من كلامي هذا أنني أدعو هذه الأندية للقبول بالعقد والرضوخ لشروط الاتصالات، ففي فن المفاوضات كما هو معروف يبدأ الراعي أو الذي سيدفع برقم أدنى فيما يبدأ الآخر برقم أعلى لأن كلاً منهم يدرك رغبة الآخر وتطلعاته وتبدأ المفاوضات حتى الوصول إلى رقم في الوسط مقنع للطرفين لكنني أدعو هذه الأندية للتعامل مع الأرقام بواقعية والتكتل والإصرار على الرأي قد لا يخدمها وقد يضطر بعضها إلى المفاوضة منفرداً وهذا من حقه إذا ما رأى مصلحته في ذلك. أتمنى أن تحصل الأندية على أكبر من رقمها السابق وأن تحقق ما تريد لكن الواقع يقول إن الاتصالات السعودية لن تتأثر أو تخسر إذا لم تجدد مع هذه الأندية فلها منافذها التسويقية كما لها القدرة على فتح منافذ أخرى خاصة أنها تمر بفترة إعادة هيكلة فيما ستخسر الأندية مورداً مالياً ثابتاً وإن لم يرض طموحاتها إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق. والله من وراء القصد،،،