العميد والتقاعد
مليون ريال فقط لا غير هو ما تبرع به 52 عضو شرف اتحادي اجتمعوا لمناقشة أمور ناديهم ومشاكله الإدارية والمالية.
لفت نظري هذا الخبر وأنا أطالع الصحف أمس وإن كنت لم أعتد على مناقشة الأوضاع الخاصة بالأندية، لأن لذلك أهله ونقاده، ولأنها مشبعة النقاش عبر وسائل الإعلام المختلفة، إلا أن بعض الأوضاع تجبرك على مناقشتها أوالتوقف عندها.
لن أدخل في الشئون الداخلية لنادي الاتحاد فليس ذلك من شأني، ثم إنني لست خبيراً بهذا الشأن لكنني كمتابع ومحب للكرة السعودية أتألم كغيري أن يصل الوضع بناد مثل الاتحاد إلى هذه المرحلة.
مليون ريال من 52 عضواً (طبعا ليست من كل الـ 52) وإنما من البعض وهذا يعني معدل 20 ألف ريال فقط من كل عضو شرف اتحادي.
هذا المبلغ قد لا يعادل المصروف اليومي لأحد هؤلاء الأعضاء (ما شاء الله وزادهم من فضله وكرمه)، وهذا يعني أن القضية ليست في الدفع ولكن في الامتناع عنه، وهذا ما يجب أن يكون على طاولة النقاش، ولا أخالهم إلا فعلوه وكان أهم فقرات جدول الأعمال؛ ثم الموقف الآخر وهو مغادرة أحد الأعضاء بعد (تلاسن) من عضو آخر أو اتهامات، هذه الأمور هي التي تعصف بالبيت الاتحادي أوغيره من الأندية. الوضع الاتحادي لم يكن نتاج هذا الموسم لكنه فيما يبدو نتيجة تراكمات من مواسم سابقة.
الاتحاد كان بطل الدوري 2008ـ2009 ثم وصيف دوري 2009ـ2010 ووصيف 2010ـ2011 والخامس في 2011ـ2012 وفي هذا الموسم يراوح في أندية الوسط وعلى مستوى آسيا من وصيف 2009 ثم خروج من نصف نهائي 2011 و 2012 هذا التراجع في النتائج يعطي مؤشراً واضحاً على وضع الفريق.
الموسم الماضي كان الفريق يعيش في مرحلة انعدام وزن وتغيير مدربين وتعاقد مع كانيدا الذي أعاد للفريق توازنه وأنهى الموسم دون خسارة منذ استلامه مهامه ووصل إلى نصف نهائي آسيا، لكن هذا الموسم عاش معه مرحلة صعبة وغادر في حفل وداع لم يصافح فيه اثنين من أبرز أعمدة الفريق ونجومه، مما طرح حول ذلك العديد من علامات الاستفهام.
معسكر الكويت هذه الأيام في فترة توقف الدوري بهدف استغلال هذه الفترة لترتيب أوضاع الفريق غاب عنه أهم اللاعبين وهم المستهدفين من المعسكر وسافر بعدد لا يرتقي إلى مسمى معسكر والهدف منه وبعد تدخلات وتوسلات انتظم البقية أو على الأقل معظمهم.
ليست المرة الأولى التي تتأخر فيها رواتب العاملين ومنهم اللاعبون ولم تكن الأولى التي يختلف فيها الأعضاء.
وليس الاتحاد فقط هو من مر أو يمر بهذه الظروف فمعظم الأندية تعيش أوضاعاً مشابه..
لكن الوضع الاتحادي وظهوره على السطح بهذه الصورة التي أدت إلى كشف المستور والدخول إلى الخطوط الحمراء في بعض التعاملات هو الذي لم يعتد عليه الاتحاديون.. وهو الذي يوحي بما وراء هذه المشاكل.
والذين يرون أن نجاح الاتحاد أوعودته مرهونة بأشخاص معينين هم أول من يرتكب الخطأ في حق العميد، الذي ظل على مدى سنين عمره التي تزيد عن العقود العقود الثمانية يقف على أرضية صلبة وعندما تنتابه ظروف الزمن ونوائب الدهر يتكئ على أحد أبنائه أو يتسابقون لمساعدته والذين ينفون هذه الأوضاع ويحاولون إخفاءها بحجة أن الوضع عادي وأن الاتحاد بلا مشاكل هم الذين يعيقون الحلول أو لنقل يمارسون معه (العميد) العقوق فيجبرونه على التقاعد مبكراً (بناءً على طلبه).
والله من وراء القصد،،،