التهديد بالقتل
يبدو أن قضية مشجع الخليج أشرف الحكيم وما يقال من (تهديده بالقتل) لحكم مباراة فريقه أمام النجمة محمد الهويش أخذت أبعادا أكبر من حجمها.
المشجع أكد أنه قال ما نصه (حكم ضميرك ياحكم ترى بندعي عليك وتموت) وأنه تم ضبط ذلك في مركزالشرطة وخرج بتعهد وهذا يعني اكتفاء الجهات الأمنية بذلك واعتماده.
فيما أكدت إدارة النادي في بيان رسمي أنه قال (ياحكم لو ما تحكم زين ماتطلع من الملعب إلا وإنت ميت) معتذرة عما بدر منه، وفرق بين قول المشجع وبيان الإدارة.
بعض إداريي الخليج عتبوا على الحكم وأنه السبب في تصعيد القضية بإيقافه المباراة بضع دقائق وطرد المشجع دون أن يستشيرالحكم الرابع وأن المفروض ألا يتم ذلك على اعتبار أنها كلمة عابرة وعادية.
ومستشارون قانونيون حكموا على المشجع بالسجن والجلد تعزيرا وأن من حق الحكم رفع القضية للمحاكم الشرعية التي تحيلها لهيئة التحقيق والإدعاء العام للحكم عليه.
سنتوقف هنا عند أربع نقاط مرتبطة بالقضية.
أولاً:
أن من حق الحكم اتخاذ أي قرار يرى أنه يسهم في نجاح المباراة حتى لو أدى إلى إخراج جميع الجماهير من الملعب وهو غير ملزم بأخذ رأي الحكم الرابع أوأي من مساعديه في أي قرار حول المباراة إذ إن آراءهم استشارية لكن التشاورمعهم والأخذ بها إذا كانت مقنعة هو من باب التعاون على نجاح المباراة ولا أعتقد أن الحكم اتخذ القرارعلى أنه تهديد بالقتل لأنه يدرك أن ذلك لن يحدث بقدر ما اتخذه حتى لا يتجاوز الأمر مشجعا واحدا إلى بقية المدرج وتكوين رأي عام يؤثرعلى سير المباراة وقد يحدث ما لا تحمد عقباه لذلك اتخذ مثل هذا القرارمن باب (سد الذرائع) كما يقولون في القاعدة الفقهية وأعتقد أنه كان موفقاً في اتخاذه.
ثانياً:
أيا كان قول المشجع فمن المؤكد أنه لن يقصد القتل أوالموت بذاته لكنه مخطئ في كل الأحوال وللأسف أن البعض ينسى نفسه لحظة الغضب أوالفرح أوالانفعال في بعض المواقف.
ثالثاً:
مع احترامي لآراء المستشارين القانونيين لا يحق للحكم رفع القضية إلى القضاء الشرعي فالقضايا الرياضية ذات الأطراف المنتمية للمنظومة الرياضية لايجوز عرضها على محاكم إدارية وفق تعليمات الاتحاد الدولي لكرة القدم وإنما يتم البت فيها من خلال اللجان والمحاكم الرياضية.
رابعاً:
أما عتب الخليجيين على الإعلام فأرجو أن يدركوا وغيرهم أن لا مجال للعتب ربما يكون الأمر مقبولا لو كان إعلاماً رسميا لكن في ظل الإعلام التجاري وهوالسائد اليوم لايمكن التحكم في منهجيته وهوالقائم على الربحية والربحية لايمكن أن تأتي إلا من خلال الإثارة.
هناك إعلام سيتعامل معه كحدث عابر وانتهى، وإعلام سينظر لها من زاوية أخرى فيسرد تهديد الحكام بالقتل عبرالتاريخ وأنها أول حالة تهديد بالقتل في الملاعب السعودية ويأخذ رأي مستشار قانوني في الموضوع وحكم دولي في قرارالحكم واختصاصي في علم النفس والاجتماع عن حالة المشجع ودوافعه ويعتبرهذا عملا صحفياً حيث يخلق من حادثة عابرة قصة خبرية يبيع من خلالها الملايين من مطبوعته أو يجذب الملايين من المشاهدين لأنهم مصدر ربحيته من خلال المعلن الذي يبحث عن أكبر قاعدة من الجمهورالمستهدف.
المهم ألا تتأثرالجهة التي ستنظر في القضية بما يثار حولها فقد تكتفي بقرارالحكم وقد ترى غير ذلك والأكثر أهمية أن تكون العقوبة متناسبة مع الحدث حتى لا تعطيه أبعادا أخرى هو في غنى عنها.
والله من وراء القصد،،