مورينيو والمفاطيح
عاقب البرتغالي جوزيه مورينيو المديرالفني لريال مدريد حامل لقب الدوري الأسباني لكرة القدم مهاجمه الأرجنتيني الدولي جونزالوهيجوين بخصم يوم من رصيد إجازة مستحقة بسبب الحالة الفنية السيئة التي ظهربها مؤخرا.
مورينيو كان قد منح الثلاثي الموقوف هيجوين ولوكا مودريتش والفارواربيلوا أربعة أيام راحة كونهم لن يشاركوا في المباراة الدورية أمام فريق رايوفاليكانو لكنه عاد وخصم يوما من هيجوين أما السبب الرئيس لذلك فهو مايراه مورينيو من أن هيجوين يعاني من زيادة كبيرة في الوزن وهو ما يؤثر كثيرا على مستواه مع النادي الملكي.
وأنا أقرأ هذا الخبر قفز إلى ذهني تساؤل:
ماذا لو هبط على دورينا فجأة مدرب بصرامة مورينيو وشجاعته ونظام احترافي كما هو معمول به في أسبانيا كم سيكون عدد الأندية التي ستتمكن من الدخول للمباراة بفريق كامل بمعنى أن يكون كشف المباراة متكاملا بأسماء اللاعبين الأساسيين والاحتياطيين؟ بل ربما وصل التساؤل إلى عدد الأندية التي تستطيع أداء مباراة بفريق مكون من 11 لاعبا فقط دون الاحتياطيين؟
تحدثت قبل أيام في هذه الزاوية عن لاعبين يتعاطون (الكحول) أوبعض الممنوعات وأثر ذلك السلبي على حياتهم الاجتماعية والعامة وكذلك الرياضية على وجه الخصوص وهي حقيقة قلت عنها إننا يجب أن ننظر إليهم كجزء من المجتمع وليسوا حالات منتمية لفئة معينة منه فنحن كغيرنا مجتمع بشري لا نخلو من الأخطاء والمشكلة ليست في هذه النقطة بالذات ولكن أيضا في النظام الغذائي لدى اللاعب في عمومه.
بعضهم يسهر حتى ساعات الفجر الأولى ثم ينام خلال ساعات النهار بعد تناوله وجبة دسمة من النشويات واللحوم والدهنيات ويأتي التمرين متثائبا بعد أن يتناول إحدى الوجبات السريعة وهو في طريقه للنادي ومعظم لاعبينا إن لم يكن كلهم مدمنون على المشروبات الغازية خاصة الكولا ومشتقاتها ولهذا تترهل أجسامهم وتزيد أوزانهم خلال إجازاتهم حتى وإن كانت قصيرة ويحتاجون لفترة طويلة حتى يستعيدوا لياقتهم ويعودوا لوضعهم الطبيعي، وأعتقد أن لاعبينا هم الوحيدون في العالم الذين تزيد أوزانهم بسرعة ويفقدونها بصورة بطيئة.
في المعسكرات الخارجية ثلاثة أرباع الوزن أكياس رز وهذا ليس سراً بل هو حقيقة معلنة وفي الدورات يتناولون (المفاطيح) والأكلات الشعبية الدسمة على مائدة السفير التي عادة ما تكون أثناء الدورة وفي عز منافساتها ويسهرون تلك الليلة بحجة أن اليوم التالي راحة، وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد أويتعلق بحالة خاصة يمكن تجاوزها لكنها حالة إدمان على هذا النظام في حياتهم العامة ولذلك نجد أنهم الأكثر سقوطاً في الملعب والأبطأ برءاً وشفاء عند الإصابات.
اللاعب لدينا ثقافته متدنية في هذا الجانب والإدارات لا تهتم بنظامه الغذائي ولا تراقب سلوكياته وتصرفاته في عمومها خارج النادي وكلاهما (الإداري واللاعب) يجامل في حالات كثيرة على حساب مصلحته.
تحدثنا كثيرا ومل الحديث منا عن أهمية إلزام اللاعب بالتواجد اليومي في النادي مدة لا تقل عن 8 ساعات بدءا من الصباح وإخضاعة لنظام إعدادي سليم يأتي النظام الغذائي كأحد أركانه ولكن .. والآن ننادي في أضعف الحالات بمعسكر داخلي مغلق يسبق المباريات بـ 48 ساعة على الأقل يخضع فيها اللاعب لبرنامج إعدادي سليم للمباراة من كل النواحي نضمن من خلاله الحد الأدنى للمحافظة عليه.
والله من وراء القصد،،