من يحمي هؤلاء؟
تساءلت في ختام زاوية سابقة عن من يحمي الإعلاميين؟ تعليقا على ماقالت وزارة الثقافة والإعلام من أنها سوف تتخذ الإجراءات اللازمة بحق كل إعلامي يخرج عن النص عبرأي وسيلة إعلامية داخلية كانت أوخارجية وبحق القنوات الفضائية بما يحفظ للمهنة شرفها وللأفراد حقهم وكرامتهم، وهوالقرارالذي جاء في وقت مناسب بعد تجاوزالبعض الخطوط الحمراء ليس في مجال حرية التعبير بقدرماهوفي الوصول إلى ذات الآخرين وحرياتهم، ثم تطرقت لنفس التساؤل في مختصرالخميس الماضي بإيجازمن جوانب أخرى.
وإذا كانت الوزارة بهذا قد حمت أوتحمي هؤلاء من الإعلام بأفراده أوكياناته كالقنوات الفضائية والوسائل المقروءة والمسموعة، وتحمي الإعلاميين أيضا من بعضهم البعض، لكن ماذا عن حمايتهم من الآخرين؟
والتساؤل أعلاه وإن كان ظاهره للإعلاميين لكنه في الحقيقة عام لكل المنتمين للوسط الرياضي.
أعرف ــ وقبل أن يقول فائل ــ إن هناك لجانا خاصة بذلك في اتحاد الكرة لكن المشكلة الكبرى والحقيقية أن هذه اللجان لاتقوم بهذا الدورأوأنها لاتمارسه على الوجه المطلوب إما نتيجة ضعفها ككيان أوضعف أفرادها أوأنها هي الأخرى تفتقد لمن يحميها ويحفظ لها حقها ممن تطالهم قراراتها أوعقوباتها.
منذ أن تم انتخاب مجلس إدارة اتحاد الكرة الجديد وحتى قبل ذلك ورغم ماقيل وماصدرمن أن اللجان ستستمرفي عملها حتى نهاية الموسم، إلا أن الملاحظ هوالغياب التام لمثل هذه اللجان التي تضبط مثل هذه الأموروتضعها في نصابها وأهمها لجنة الانضباط.
حقيقة لا أعرف أعضاء اللجنة سواء على الصعيد االشخصي أوكأسماء، وحتى لوعرفت ذلك فإنه لايمنع من قول الحقيقة.
كثيرمن التجاوزات حدثت وتحدث والاتهامات والدخول في الذمم من قبل المنتمين للأندية تجاه أعضاء لجان أوإعلاميين دون أن تتحرك اللجنة أوتسعى لضبط الأموروهي التي كانت تتحرك بل وتبادربسرعة (لجباية) الأموال من الأندية ورؤسائها أواللاعبين عند صدورماتراه مخالفا للأنظمة من قبلهم أوحتى من الجماهيرالرياضية.
ومن غيرالمنطق والمقبول أن تنتظراللجنة تقاريرالحكام أورفع دعوى المتضررين حتى تتحرك ـــ هذا إذا تحركت دون أن تبادرمن نفسها لضبط الأمور.
هناك الكثيرمن القرارات والعقوبات التي تتخذها لجان الاتحادات الدولية بمبادرة منها وبعد اطلاعها على التسجيلات أو رؤية الحادثة والموقف دونما حاجة لتقريرحكم أوغيره، لأن الهدف هوحماية الحقوق ومعاقبة الخارجين عن القانون.
مانراه من صمت لجنة الانضباط حيال مايحدث لايتعدى أحد احتمالات ثلاثة:
ــ إما أنها عاجزة عن القيام بدورها وغيرمؤهلة لذلك.
ــ أوأنها تقربالتهمة الموجهة إليها من أنها تحابي كيانات وأفرادا دون آخرين.
ــ أوأنها تتعمد الصمت كاعتراض مبطن أوتحفظ على تعاونها مع الاتحاد الجديد.
وهنا عليها أن تكون صادقة مع نفسها وأن تعلن ذلك صراحة وتبتعد لمن هوأقدر أوتبحث عن من يحميها ويدعمها لتقوم بدورها على الوجه الأكمل حفاظا على سمعتها ومصلحة العمل، وفي كل الأحوال لابد من تحرك جهات أعلى لضبط الأمور ووضعها في نصابها الحقيقي.
المنتمون للوسط الرياضي والإعلاميون عاجزون عن حماية أنفسهم وممنوعون من البحث عن ذلك لدى الجهات القضائية، ويفترض في الجهات المسؤولة عن الرياضة أن تعطيهم هذا الحق بطريقة أوبأخرى أو أن تحميهم وتحفظ للرياضة شرفها وفق الأنظمة والقوانين الرياضية.
والله من وراء القصد.