(العافية ماتجي جميع)
هذا مثل شعبي معروف لدينا في المنطقة الوسطى أو قول دارج ومن المؤكد من خلال دلالته أنه موجود في بقية المناطق بطريقة أو بأخرى ويقال عادة لمريض يرجو الشفاء أو يتماثل إليه أو لمصاب بداء أو كسر لا سمح الله أوما إلى ذلك من صروف الدهر ونوائبه.
تذكرت هذا القول وأنا أتابع مباراة منتخبنا أمام الصين أمس الأول في التصفيات الآسيوية المؤهلة لأمم آسيا الـ17 وقلته لأحد الأصدقاء وهو يهاتفني مهنئا بعد أن انتهت المباراة بفوزنا 2ـ1 ويسألني رأيي في المنتخب بعد أن قال (أتركك من النتيجة عطني رأيك في المنتخب) فصادق على قولي.
في هذه المباراة وبحكم الظروف التي كانت تمربها الكرة السعودية في السنوات الأخيرة وخاصة بعد دورة الخليج ونتائجها كان الفوزهدفا بحد ذاته وكان الحد الأدنى المطلوب في هذه المرحلة ليستعيد الفريق ثقته بنفسه قبل أن يستعيدها أمام جمهوره.
المستوى اليوم لم يعد هوالمطلب والمتعة الكروية كذلك قدرأهمية حصد النقاط فتوالي الفوز والإنتصارات يمنح الفريق الثقة ويقدم المستوى المقرون بذلك فيما بعد دون أن نغفل أن المنتخب استعاد بعضا من مستواه وروحه في هذه المباراة.
منذ 2007 لم يذق منتخبنا طعم الفوزفي كأس الأمم الآسيوية بل لم يسجل سوى هدف واحد فقط فقد تاهلنا لنهائيات 2011 كوننا الوصيف في (2007) وخسرنا جميع مبارياتنا أمام سوريا 2ـ1 والأردن 1ـ0 واليابان 5ـ0 وخرجنا من الدورالأول.
وفي التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2010 فزنا مرتين على كل من الإمارات وسنغافورة ولبنان ومرة واحدة فقط على إيران وأوزبكستان وفي تصفيات 2014 فزنا فقط على هونج كونج وتايلند بمعنى 10انتصارات على 5 منتخبات آسيوية فقط منذ نهاية يوليو2007 (خمس سنوات ونصف) وهي انتصارات وإن ذقنا فيها طعم الفوز لكننا لم نتلذذ به أونستمتع بمذاقه فهي نتائج لم تكن مقنعة ولاتحقق الحد الأدنى من الطموح.
من هنا كانت النظرة إلى الفوزعلى الصين كبداية السيرأوالوقوف لمريض ظل مقعدا عدة سنوات لايستطيع الحراك والسيرعلى قدميه.
وعلى هذا الأساس يجب أن يكون تعاملنا معه في المرحلة القادمة نابعا من هذه النظرة دون أن نغفل طابع النقد أوالتوجيه فيما لو أخطأ في مشيته أوالوقوف حتى لا يصاب بالعرج لكنه توجيه يأخذ في اعتباره التشخيص السليم والصحيح للخطأ وأسلوب معالجته.
أعتقد أن أكبرمشكلة واجهها المنتخب في السنوات الماضية إلى جانب التشخيص الخاطيء وعدم وجود المعالج الكفؤ والمتخصص هو التعنيف والصراخ والضغط عليه بالوقوف والسير واستعجال ذلك دون إدراك لحالته الحقيقية ودون أن نمد له يد العون أوالعكاز الذي يتكيء عليه.
نتيجة الأمس يجب أن نتعامل معها كواقع وحاضر وأن ننسى الماضي بكل مافيه ودون إسقاطات لوضع كان قائما أولأشخاص كانوا متواجدين فيه حسبهم أنهم اجتهدوا وقدموا ماعليهم خاصة ما يتعلق بالجهازالإداري واللاعبين فقد عاشوا ظروفا مختلفة وأجواء ربما لوعايشها غيرهم لما استطاع أن يقدم أكثرمما قدموه.
أقول هذا لأنني قرأت وسمعت بعضا منه سواء من داخل المنتخب الحالي أومن خارجه في وقت كان علينا أن نشكرهم على تلك الفترة وتلك الجهود ونقدرها لهم وأن نطوي صفحة سنكون فيها يوما من الأيام.
والله من وراء القصد