الديربي الخضوع للمقاييس
“مباراة لاتخضع لأية المقاييس”
على مدى أكثرمن ثلاثين عاما ونحن نقرأ هذه العبارة ونرددها في الصحافة وسوف نسمعها اليوم كثيرا وستتردد على ألسنة المحللين وعبروسائل الإعلام حتى باتت أشبه بـ (اللوغو) أوالشعارالثابت لمباريات الديربي أوالكلاسيكوبل إنها تجاوزت ذلك إلى المتلقي العادي الذي أصبح يرددها وكأنها نوع من ثقافة جديدة تشيرإلى فهمه وتحضره.
نحن اليوم موعودون بأكثرمن ديربي وكلاسيكومحلي وعالمي:
ــ االهلال والنصرفي الرياض في دوري زين
ــ ريال مدريد وبرشلونة في كأس إسبانيا
ــ الأرسنال وليفربول في الدوري الإنجليزي
ــ وغدا التعاون والرائد في بريدة ضمن دوري زين
والمصطلح لاينظر إلى تأريخ الفريقين وموقعهما من سلم الترتيب في الدوري وسجلهم البطولي قدرنظرته إلى تأريخ التنافس بينهما وطبيعته.
ويعود مصطلح ديربي في الأصل إلى سباق للخيل كان يقام دائما بين إثنين من أثرياء مدينة "ديربي كاونتي" الإنجليزية في القرن الـ 19 ثم أصبح يطلق عليه اختصارا سباق الـ "ديربي" ولكونه تنافسا ثنائيا انطلقت التسمية لتشمل لقاءات فريقين متنافسين في كرة القدم من نفس المدينة ثم انتشر المصطلح على نطاق أوسع وأصبح يطلق على أي لقاء يجمع فريقين من مدينة واحدة يحمل لقاؤهما تاريخا خاصا أوطابعا يميزهذه المباراة عن غيرها ثم أصبح يطلق أيضا على أي لقاء بين منتخبين من قارة واحدة يحمل لقاؤهما تأريخا حافلا ومميزا بالتنافس.
أما الكلاسيكوفهونفس الديربي في دلالة المصطلح إذ أن أصل الكلمة (classic) بمعنى تقليدي أو من الطراز الأول أي أنها يمكن أن تطلق على فريقين من مدينة واحدة وقد أطلقتها الصحافة الإنجليزية لأول مرة على لقاء برشلونة وريال مدريد وأخذته عنها الصحافة الإسبانية وأصبحت تطلق على لقاءاتهما (ElClasico) باللغة الإسبانية ومنها بدأ يطلق على لقاء بين فريقين من مدينتين مختلفتين له طابع تأريخي مميزوأصبح هناك أكثرمن ديربي في المدينة الواحدة وكلاسيكوفي الدولة الواحدة وفي أكثرمن مسابقة إذ لم يعد الأمرمقتصراعلى ديربي الدوري.
ولدينا هنا في المملكة العديد من الديربيات كان من أشهرها النصروالهلال,والأهلي والإتحاد,والاتفاق والنهضة ثم دخل الشباب طرفا في ديربي الرياض مع الهلال والنصرواختفى ديربي الدمام بعد هبوط النهضة ودخل مصطلح الكلاسيكوللعديد من المباريات وإن كنت أميل شخصيا إلى إطلاق ديربي واحد في كل مدينة بناء على طبيعة اللقاء التنافسي وتأريخه بين الطرفين وهو السائد عالميا.
السؤال الأكثرأهمية من هذا كله:
كيف نتعامل مع مثل هذه اللقاءات ؟
وكيف ننظرإليها ؟
مثل هذه المباريات في نظري وماتحمله من طابع تنافسي وإثارة هي اختبارحقيقي لقدرة اللاعب على التعامل مع أحداثها وردود الفعل تجاه قرارات الحكم خاصة الخاطئة منها التي لها تأثيرعلى مجرياتها وعلى استفزازالخصم وقدرة الفريق ككل على حفظ توازنه ومحافظته على الفوز أو قدرته على العودة إلى المباراة وبالتالي قدرة النادي إدارة وجهازا فنيا على إعداد الفريق لذلك ولكل الظروف المحتملة.
أتمنى وهي مجرد أمنية أن تخضع مثل هذه المباريات لـ (لمقاييس) من خلال تقييم حقيقي ودراسات نخلص منها إلى كيفية إعداد اللاعب والفريق عموما وتجهيزه لمثل هذا النوع من المباريات على صعيد النادي والمنتخب بدلا من الاكتفاء بعبارة (لاتخضع لأية مقاييس)
والله من وراء القصد