2013-01-27 | 06:51 مقالات

منتخب ألمانياهل تريدون مثالا لاستقرار المدربين؟

مشاركة الخبر      

 


طرحت هذا السؤال في ختام زاوية أمس الأول الجمعة (ما بعد الخليج .. للتأريخ) عندما تحدثت عن 43 مدربا تعاقبوا على المنتخب السعودي على مدى 43 عاما بدءا من دورة الخليج الأولى، مشيرا إلى أهمية الاستقرارفي نجاح المدرب.


يعتبرالمنتخب الألماني أعظم منتخب كرة قدم في التأريخ من حيث الإنجازات والأداء القوي وتأهل لجميع نهائيات كأس العالم عدا 1930 شأنه شأن بعض المنتخبات الأوروبية نظرا لبعد المسافة حيث يستغرق السفر لأورغواي 3 أسابيع بالباخرة، وغاب عن 1950 بسبب العقوبات الدولية المفروضة على ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية وفازبكأس العالم 3 مرات، لكنه أفضل حضورا من البرازيل فقد جاء وصيفا 4 مرات ومثلها ثالثا وهما رقمان قياسيان، وفازبأمم أوروبا 3 مرات ومثلها الوصيف.


على مدى 60 عاما منذ عودته للساحة الرياضية بعد الحرب تعاقب على المنتخب الألماني 10 مدربين فقط منهم 4 في الـ 40 سنة الأولى تقريبا وهم على الترتيب: سيب هيربرجر، وهيلموت شون، وبوب ديرفال، وفرانز باكنباور. أفضلهم كان هيلموت شون (1964 ــ 1978) فازفيها بكأس العالم 74 والوصيف 66 وكأس أوروبا 72 والوصيف 76 وخسرنهائي 66 أمام إنجلترا في ويمبلي (4/2 الوقت الأصلي 2/2) بعد أن احتسب الحكم هدفا غيرصحيح لإنجلترا (الثالث) عندما ارتدت الكرة من العارضة لداخل الملعب هوالأشهرعندما يذكرتأريخ كأس العالم، وفي 1970 خسرقبل النهائي أمام إيطاليا 4/3 بعد أن انتهى الوقت الأصلي 1/1 وحرمه الحكم ضربتي جزاء لإعاقة باكنباورداخل المنطقة، وهو أول من جعل قلب الدفاع المتأخرأوالظهيرالقشاش يشارك في الهجوم بل ويسجل ويتحول إلى صانع لعب، عندما ابتكر مركز الليبرو للقيصرفرانزباكنباور.


بعد هيلموت جاء بوب ديرفال (1978 ــ  1984) وهوأول من أدخل خطط كرة القدم في الكومبيوترعام1978، حيث كان استعماله مقصورا على الأمورالعسكرية، وفازبأمم أوروبا80 ووصيف كأس العالم 1982.


ثم جاء القيصر باكنباور (1984ــ 1990) الذي كان وصيف كأس العالم 1986 وفازبها 1990 وهوأول من طبق طريقة 3:5:2.


الاستقرارلم يكن فقط في استمرارية المدرب ولكن أيضا في أسلوب التدريب،


فـ(بوب ديرفال) الذي جاء بعد هيلموت شون كان مساعدا له، وبيرغتس (1990 ــ 1998) الذي جاء بعد بيكنباوركان مساعدا له، والمدرب الحالي يواكيم لوف الذي استلم مهامه (2006) ولازال كان مساعدا لسلفه كلينسمان (2004ــ 2006) وفازمعه بوصيف أوروبا وثالث كأس العالم، ورغم أن المنتخب الألماني لم يحقق في عهده بطولات كبرى تتناسب وسمعته وتأريخه وبطولاته، إذ حقق فقط وصيف أوروبا 2008 وثالث المونديال 2010 إلا أنه يعتبرفي نظرالكثيرين من أفضل المدربين الذين مروا على تأريخ ألمانيا رغم سجله المتواضع كلاعب، وفي عهده تحقق أكبرعدد من مرات الفوزلمدرب ألماني رغم المشاكل الفنية والعناصرية التي مرت على المنتخب والصعوبات التي واجهها، إلا أنه أعطى للكرة الألمانية نكهة جديدة وجعلها أكثرإمتاعا ومرعبة للفرق المقابلة وهي معادلة صعبة التحقيق.


ما أريد الوصول إليه التأكيد على أهمية الاستقرار واختيار المدرب الكفء ومنحه الثقة والصلاحيات والصبرعليه كعوامل أساسية في النجاح، إذ إن التقييم لايرتبط بخسارة بطولة أوالفوزبها وإنما من خلال التقييم الشامل لعمله بعيدا عن الآراء الفردية والعواطف التي لاتستند على المعايير السليمة للنقد.                       


والله من وراء القصد.