ما بعد الخليج خليل جلال
بعد أن أطلق خليل جلال صافرته معلناً نهاية مباراة الإمارات والعراق على نهائي خليجي 21 تذكرت عنوان مقابلة أجرتها مجلة اليمامة مع الأستاذ عبدالرحمن الدهام عقب دورة الخليج الأولى في البحرين 1970 (لقاء مع الرياضي الذي شرفنا في البحرين) وكان الدهام قد مثلنا كحكم مرافق وأدار مباراة الكويت وقطر وشارك كمساعد حكم في مباراة الإفتتاح بين البحرين وقطر والختام بين البحرين والكويت.
التاريخ يعيد نفسه وخليل جلال يحفظ ماء وجه الرياضة السعودية ويشرفنا في خليجي 21 بالبحرين وهذا يؤكد أن حكامنا الوطنيين بخير ولا تنقصهم الكفاءة مما يعيد طرح التساؤل عن سر نجاحهم في الميادين الخارجية أكثر منها في المسابقات المحلية والمعروفة إجابته أن البعد عن الضغوط الإعلامية وغيرها هي الأساس في هذا النجاح.
ما ينقص الحكم السعودي هنا هو الثقة:
ـ ثقة الوسط الرياضي عموماً كأندية أوإعلام وبالتالي ثقة الجماهيرالمستمدة من ذلك.
ـ ثقته بنفسه إذ إن بعض هؤلاء الحكام يدخل المباراة تحت تأثير الخوف من التأويل والتفسير وبالتالي يخطئ في إتخاذ القرار ولا يتعمده كما يتهمه البعض وإذا كانت هناك عينات غير مؤهلة أو قد تتخذ قرارات تحت تأثيرات أخرى فهي ليست نموذجاً لهذا الحكم وأعتقد أن هذه مسؤولية لجنة الحكام في اتحاد الكرة بإيجاد منهجية واضحة أوخطة طريق تسهم في نجاح التحكيم.
لنترك هذا ونظل مع خليل الذي أشاد الجميع بنجاحه فنحن ندرك أن الخاسر عادة ما يبحث عن شماعة ليبرر بها خسارته أمام جماهيره أوالمسؤولين عنه خاصة عندما يقع أمام ضغط من المسؤول يشعره بأهمية الانتصار في ذلك المحفل لأسباب تخص المسؤول لكن أن يتطاول المعلق العراقي على خليل وعلى أسرته وعشيرته ومجتمعه ويدعوعليه ويؤلب الرأي العام ويتطاول على دول مجلس التعاون من أجل خلق مبررات وهمية للخسارة فهذا فيه تجاوزلأعراف المنافسة الرياضية والجوار وأهداف دورة الخليج ولعلنا لاحظنا كيف امتد ذلك إلى تهكير صفحة خليل في الفيس بوك ونشر رقم جواله والتجاوز في وصفه بأقذر وأبشع الألقاب.
أعتقد أن القضية أكبر من خسارة منتخب ومن الإساءة لخليل لأنه يدرك أبعاد هذه الحملة ولأنه لا ينتظر منهم الإشادة ولا جزاء ولا شكورا لكنها إساءة لدورة الخليج وأهل الخليج وهي تعيدنا إلى البدايات وإلى توظيف الإعلام وما كان يمارسه بعض الإعلاميين من غير أبنائه من تأثير سلبي على مسيرتها وإثارة قضايا لم تكن موجودة لتنفيذ أجندات معينة وبالتالي فإن المسؤولية هنا تقع على القائمين على الدورة بإيقاف مثل هذه التجاوزات ومثيريها خاصة وأننا مقبلون على دورة يستضيفها العراق ولابد من اعتذار رسمي من الجهات العراقية المسؤولة والإقرار بخطأ ذلك المعلق الذي أثق شخصيا أنه لايمثل الشعب العراقي الشقيق الذي أكن له كل محبة وتقدير وعلاقتي بهم تمتد لأكثر من ثلاثة عقود ذاكرا بالخير عمالقة الإعلام الرياضي مؤيد البدري وضياء حسن ويحيى زكي وصكبان الربيعي والزميل أحمد إسماعيل المقيم في قطر حاليا بحسن تعاملهم وتقديرهم للمسؤولية.
دورة الخليج وجدت دورة إخاء ومحبة قبل أن تكون فوزاً وخسارة، ويجب أن تبقى كذلك وطبيعة المنافسة الرياضية لابد أن تنتهي بفائز واحد وهو ما يجب أن يدركه الجميع وتبرير الوسائل للوصول إلى غاية الفوز أو نبذ الخسارة لتحقيق أهداف خاصة وداخلية لا يعني الخروج عن النص وتقويض دعائم الآخرين.
والله من وراء القصد،،،