ما بعد الخليج المسحل وريكارد
غادر ريكارد ومعه الجهازان الفني والإداري للمنتخب وهو ما كان يطالب به البعض وأقنعوا به كثيرين لكنني لا أدري هل ارتاح هؤلاء وتنفسوا الصعداء أو أنه هدوء يسبق عاصفة أخرى قادمة؟
ولست هنا في مجال الدفاع عن ريكارد وغيره أو تقييم أدائه على أننا إذا كنا نشرك آخرين فيما يتحقق من نجاحات فمن الإنصاف أن نطبق ذلك في الحالة الأخرى.
عندما تم تعيين محمد المسحل مديرا عاما لشؤون المنتخبات كانت نظرة القبول والرضا هي المصاحبة لذلك القرار باعتباره (مرشح الوسط) ـ إن جاز التعبير ـ وبعيدا عن الأندية الجماهيرية ومراكزالقوى وبالتالي فهو(متفق عليه) وما لبثت القناعة أن تعززت عن برنامجه المدروس وتخطيطه العلمي للمنتخب والمنتخبات السنية التي ينتظرها مستقبل زاهر في ظل إدارته ومنهج عمله وجاء التعاقد مع ريكارد كمدرب للمنتخب في خطوة قال فيها البعض إنها (ضربة معلم).
غادرالمسحل إدارة المنتخبات بعد عشرين شهرا وتساءل هؤلاء عن مصير البرنامج العلمي الذي وضعه ومن سيتابعه وأنه من الخطأ أن يغادر دون أن يتابع ذلك البرنامج وانتهى شهر العسل بين الإعلام والمدرب وأصبحت ضربة (معلم صنايعي) ولم يعد به شيء حسن يذكر وتركز نقده على اختيارلاعب دون آخر وإعادة لاعب معتزل وإشارة القيادة وأنه (لايملك فكرا تدريبياً) وهي أمور لا تقنع المتلقي إذ لم يكن هناك نقد علمي لأسلوب العمل ومنهجيته سواء لدى المدرب أو إدارة المنتخب وبدأ الحديث عن مقر إقامته وتضاربت الأقوال حول مكانها وكثرة سفرياته وبعده عن الفريق والمطالبة بمحاسبة محمد المسحل لأنه هو الذي ورط المنتخب به وبشرطه الجزائي وأن تاريخ المسحل لا يشفع له بالقدرة على التقييم وحسن الاختيار.
بين احتفائية البداية وقرب النهاية تبرزالعديد من علامات الاستفهام وإذا كان ما يقال صحيحا حول ابتعاد ريكارد الفني والوجداني عن المنتخب فهو ما يعزز التساؤل عن الدور الرقابي عليه سواء من قبل اتحاد القدم أوالذين بدأت مصادرهم تمدهم بهذه المعلومات عنه وأين كانوا طوال تلك الفترة إذ لو كانت هذه الرقابة موجودة لأمكن تدارك الوضع بإصلاحه أومعالجته في وقت مبكر.
فهل كون إدارة اتحاد القدم مؤقته أعفتها ـ في نظرها ـ من الدور الرقابي عليه ومتابعته؟ أم أنها انشغلت بمشاكلها الداخلية مع القانونيين والإعداد للانتخابات؟
إذا كان الأمر كذلك فإن ريكارد معذور فقد وجد (أكل ومرعى وقلة صنعة) وهو المنتصر الوحيد في كل الأحوال فإن نجح حقق الحسنيين المادية والمعنوية، وإن لم يكن فقد اكتفى بالمال وهو الأهم دون أن يناله ملام فقد حقق نجاحات عالمية كلاعب وكمدرب ويتعامل مع منتخب يحتل المرتبة الـ 126 في التصنيف العالمي دون أن يسجل أي حضورعلى مدى خمس سنوات مضت أو أكثر وصاحب رقم قياسي في تعاقب المدربين عليه.
أما الأخ محمد المسحل لا أعتقد أنه أوغيره سيتخذ قرارا فرديا بالتعاقد مع أي مدرب وأن يوقع معه بهذه الشروط دون تشاور مع مرجعيته وبالتالي يجب ألا نحمله وحده وزر ما حدث.
ريكارد لم يكن خيارا إستراتيجياً في نظري وإنما كان خيارا وحيدا بدليل مدة البحث وتوقيته وشروطه وللسبب الذي ذكرته آنفاً إذ لم يعد المنتخب السعودي مغرياً لأي مدرب يحترم ذاته وتاريخه.
أعتقد أننا سنحتاج وقتاً طويلا في البحث عن هذا المدرب ووقتاً أطول لنقتنع به.
والله من وراء القصد،،،