دورة الخليج الاعتراف
في زاويتين سابقتين (السبت والأحد الماضيين) تحدثت عن عدم انتظام دورة الخليج زماناً ومكاناً فقد تنقلت على مدى تاريخها الذي أنهى 42 عاما و21 دورة بين شهور العام والسنوات الزوجية والفردية والحال ذاته من حيث الاستضافة وإن كان المكان ليس ذا تأثير كبيرعلى اعتبار أن المهم أن تقام كما هي البطولات العالمية فإن دورة الخليج تختلف من حيث توفر الإمكانات والتأهيل وكذلك الرغبة لدى جميع دولها بتنظيم البطولة مما يعني أن تدويرها أمر هام يسهم في نجاحها.
ومع كل دورة تنطلق أصوات تطالب الاتحاد الدولي بالاعتراف بها، فيما تؤكد أصوات أخرى أنه معترف بها حتى أصبح المتلقي حائرا في نوعية الاعتراف ثم ما تلبث هذه الأصوات أن تخفت بمجرد إنتهائها ثم تعاود الصدور مع الدورة التالية.
والحقيقة أن الاعتراف الحالي هو اعتراف جزئي أو ناقص لكنه مقنع إلى حد ما فالفيفا يعترف بها كدورة قائمة تخضع لأنظمته وقوانينه ويشارك فيها حكامه ويحضرها رئيسه ومسؤولوه القياديون ومبارياتها معتمدة كمباريات ودية دولية وهذا في حد ذاته إنجاز كبير للدورة.
ما تبحث عنه دورة الخليج الآن هو اعتراف رسمي بحيث يضعها (فيفا) ضمن أجندته الرسمية وبالتالي الإشراف عليه والسماح لمنتخباتها بالاستفادة من خدمات لاعبيها الدوليين المحترفين في الخارج.
أعتقد أنه من الصعوبة الحصول على اعتراف كهذا لعدة أمور وهو ما ألمحت إليه سابقا ووعدت بمناقشته فيما بعد.
هناك عدة شروط للاتحاد الدولي كي يعتراف بأي بطولة والإشراف عليها وأن تكون ضمن أجندته الرسمية لعل من أبرزها:
ـ ألا تقوم على أساس عرقي أو ديني أو لغوي وما إلى ذلك.
ـ أن تكون هناك تصفيات تمهيدية أو تأهيلية لها.
ـ أن تكون منتظمة في مواعيدها ومدتها باليوم والتاريخ بمعنى أن يكون لها موعد ثابت لا يتغير.
ولو لاحظنا الدورات أو البطولات التي يشرف عليها (فيفا) وتدخل ضمن أجندته الرسمية ويسمح فيها للمشاركين بالاستفادة من محترفيهم في الخارج نجد أنها:
ـ كأس العالم.
ـ بطولة الفارات.
ـ بطولة العالم للأندية.
هذا إلى جانب البطولات القارية للمنتخبات وجميعها تنطبق عليها شروط (فيفا).
وكل هذه الشروط لاتنطبق على دورة الخليج حتى لو تجاوزنا بعضها فإن (المواعيد) وهي الأهم هو ما تعانيه ولم تستقرعليه طوال 42 عاما في حين ينشد (فيفا) ذلك على المدى البعيد بالإضافة إلى صعوبة إقناع الأندية والاتحادات الأوروبية بالسماح للاعبيها والتأثيرعلى برامجها وستقف بقوة ضد القرار وهو شرط آلي التنفيذ فيما لو اعترف (فيفا) بها ودخلت ضمن أجندته وتدور الآن فكرة لدى منظمي دورة الخليج بإعادتها إلى السنوات الزوجية حتى لا تتعارض مع بطولة أمم آسيا مما يؤكد أننا تابعون للبطولات ويجب أن نتكيف معها وليس العكس.
أعتقد أن الاعتراف الذي تم من قبل (فيفا) حتى الآن والذي أشرت إليه في البداية مقنع وانتصار للدورة في الوقت الحالي على أن هذا لا يمنع تحرك دول المنطقة وهذا من حقهم للبحث عن اعتراف رسمي ووضعها ضمن أجندة (فيفا) دعماً للدورة وإن كنت أستبعد ذلك على المدى القريب، وعلينا الآن أن نهتم أكثر بانتظامها في ظل معرفة أجندة الاتحادين الآسيوي والدولي ـ كما أشرت في زاوية السبت ـ وبما يتوافق والبطولات العالمية.
والله من وراء القصد،،