دورة الخليج ثالث الثلاثة
فقدت دورة الخليج الشيخ فهد الأحمد في 2 أغسطس 1990 بعد دورتها العاشرة في الكويت ذلك العام ثم فقدت الأمير فيصل بن فهد في 21 أغسطس 1999 بعد دورتها الـ 14 في البحرين 98 والحقيقة أن أكثر من فقدهما هو الشيخ عيسى بن راشد ثالث الثلاثة، فكل الموجودين الآن هم في مقام أبنائه وأحفاده كما قال ذات مرة يقبلون رأسه ويخجلون من مداعبته ويحترمون قدره ومقامه.
عيسى وفيصل وفهد كان لكل منهما شخصيته المستقلة وكاريزما خاصة به لكنهم مع بعضهم يشكلون مثلثاً متطابق الأضلاع.
الشيخ عيسى صاحب نكتة لاذعة ممزوجة بالوقار وكلمات شاعرية وقصائد يطرز بها المجلس ويضيف إليه عبقاً خاصاً لا يمله الجالس وقد تحدثت عنه أمس مع خالد الفيصل.
الأمير فيصل له كاريزما خاصة وهيبة إذا دخل مقصورة الملعب أو مر من أمامها.
فيصل صاحب نكتة وهو ما لا يبدو على محياه وقليل من يدرك ذلك لكنه يعرف متى وكيف يطلقها؟ فالتوقيت عنده مهم والمقام كذلك.
مجلسه لا يمل فهو ذو ثقافة موسوعية في كل المجالات تتمنى عندما يتحدث ويسترسل في الحديث أن لايتوقف وهوصاحب ذاكرة كانت مضرب المثل ومثارالإعجاب.
إعلامي من طرازنادرقال لي ذات مرة في مقابلة معه في جريدة الرياض قبل 35 عاما أنه لو لم يكن رئيسا عاما لرعاية الشباب لتمنى أن يكون إعلاميا . يعرف كيف يتعامل مع الإعلام وكيف يوظف الإعلام ومتى وأين !؟
الشيخ فهد صاحب شخصية مختلفة وإبتسامة لا تفارقه لا نقول إنه يلعب على الحبلين ولكنه يعرف كيف يتعامل مع كل الفئات وكيف يستثمرقدراته وخبراته وإمكاناته لخدمة الكويت والكرة الكويتية على كافة الأصعدة والمستويات.
يعشق الإعلام ليس حباً في الأضواء ولكن رغبة في توظيفه لمايريد ولتحقيق أهداف تغيب عن كثير من الإعلاميين.
تصريحاته مثيرة يأخذها الإعلاميون من هذا المنطلق لكنه يهدف من خلالها إلى أبعاد أخرى.
يطلق الكلمة ويمضي فتسير بها الركبان وتتردد في الأصداء وينزل كثيرا إلى بهو الفندق فيجتمع حوله الإعلاميون وغيرهم ويقف كثيرون لعدم وجود أماكن لهم ويبدأ أبو أحمد في ممارسة لعبته المعتادة كما حدث عندما قال مقولته الشهيرة في جمع من الإعلاميين وغيرهم في بهو فندق في الرياض في بداية الثمانينيات وفي تصفيات كأس العالم عندما سأله أحدهم متى تفوزالسعودية بكأس الخليج وكان قد مضى منها 5 دورات فقال بعد أن سبقها بابتسامته المعهودة وأعقبها بضحكة مجلجلة (إذا صارت الكورة مربعة) فراحت مثلا لفترات طويلة وكان لها تأثيرها ولازال البعض يذكرها رغم مضي 30عاما عليها.
يمتاز بروح مرحة وقدرة على المناقشة وتقبل الرأي الآخر وهو صديق للجميع لكنه كثيرا ما يقع ضحية (مقلب) أو (نكتة) دبره له الأمير فيصل أو صاغها بالتخطيط مع الشيخ عيسى.
يقول الشيخ عيسى بن راشد:
أحياناً ونحن في المنصة (يغمز) لي الأمير فيصل وأفهمها ثم يطلق سموه عبارة أو تصرف فيثورالشيخ فهد فنضحك سوياً ويدرك أنه وقع.
رحم الله الأمير فيصل بن فهد، ورحم الله الشهيد الشيخ فهد الأحمد، وأمد في عمر الشيخ عيسى بن راشد ومتعه بموفورالصحة والعافية. ثلاثي لن يتكرر لم يشعر بهم إلا من عايشهم.
والله من وراء القصد،،