دورة الخليج قيادة المنتخب
منذ 45 عاماً عندما كنت طالباً في الإعدادية وأنا أتابع الكرة السعودية والمنتخب على وجه الخصوص قارئا للصحافة أو عبر الإذاعة وهي تنقل المباريات.
كان ذلك في منتصف الستينيات الميلادية عندما سافر المنتخب إلى باكستان وأجرى لقاءات ودية هناك ومثلها في الرياض أمام الأردن وتونس والبحرين وتركيا والأندية المصرية وغيرها ثم في دورة الخليج الأولى والثانية والثالثة فإعلامياً يتابعه عن كثب بعد ذلك إلى يومنا هذا مرورا بالأولمبياد وأمم آسيا والمونديال ومن الطبيعي أن تمربه أجيال من اللاعبين ذوي ثقافات وأعمار مختلفة ويقوده عدد منهم مثل: سلطان مناحي (الهلال) أحمدعيد وعبدالرزاق أبوداود (الأهلي) ناصرالجوهر و خالد التركي وتوفيق المقرن وماجد عبدالله (النصر) إبراهيم تحسين وفؤاد أنور(الشباب) صالح خليفة (الاتفاق) سميرعبدالشكور(أحد) أحمدجميل (الاتحاد) وفي فترات مختلفة يوسف خميس (النصر) ثم يوسف الثنيان (الهلال) وغيرهم الكثير ممن لا تحضرني أسماؤهم لكني قصدت هذا الكم لهدف سيتضح مع سياق الموضوع.
سلطان مناحي تقلد شارة القيادة في وقت كان في المنتخب من هو أكبر منه سناً وأقدم كالغراب والنور و الراجخان والبكر وفي دورة الخليج الأولى وبعد مشاكل المنتخب أعطيت الشارة لأحمدعيد وعندما تولى السيد مانيللي (برازيلي) تدريب المنتخب 1980 لم يكن قد مضى على انضمام صالح النعيمة للمنتخب عام واحد لكن مانيللي رأى فيه مواصفات القيادة فقلده الإشارة التي كانت مع تحسين رغم أنه أحدث لاعب وسبقه كثيرون خبرة وعمرا أمثال تحسين وصالح خليفة وتوفيق وماجد وغيرهم فكان أسرع وأصغر لاعب يصل إلى قيادة المنتخب ومن أفضل الذين تشرفوا بقيادته.
أوردت هذه الأمثلة وأسهبت وهناك الكثير لأشير إلى نقطة هامة وهي أنه رغم هذا كله لكننا (جيلي وأنا) لم نسمع أونقرأ يوما اعتراضاً سواء من لاعب أو ناقد أوغيرهم أو اختلافاً على قيادة المنتخب التي تعطى ممن هم أدرى بالأهلية بل إن لاعبين مثل سلطان مناحي وتحسين وغيرهم تقبلوا القرار برحابة صدر وقناعة إيمانا منهم بالمصلحة العامة واحتراما للقرار.
كان أمل اللاعب في ذلك الوقت أن ينضم إلى المنتخب لأنه يرى في تمثيله للوطن شرف كبير إلى جانب كونه دلالة على ما وصل إليه من مستوى رفيع يؤهل لذلك وكان تسلم القيادة شرف أكبر لذلك كان وصف لاعب دولي أو قائد المنتخب له قيمة ودلالة.
في مباراتنا أمام العراق أمس الأول وبعد خروج قائد المنتخب ياسرالقحطاني دارت الشارة على أكثرمن لاعب واعتذروا عن (حمل الأمانة) رغم خبرتهم وسابق عهدهم بها.
لن أشكك بوطنية هؤلاء وقد يحسن البعض الظن فيقول إنها نوع من الإيثارلكن المؤكد أنها لم تأت من فراغ فهل أصبحت قيادة المنتخب هم إلى هذه الدرجة؟ وهل أصبح الانضمام إليه لايقل هما هو الآخر؟
في يوم المبارة وقبلها يتساءلون عن مدى أحقية ياسر بالقيادة؟ ولماذا لاتعطى لفلان؟ ويتناقشون بعد المباراة عن الموضوع نفسه ويشككون في وطنيته ويتركون ماهو أكثر أهمية بمباركة من القنوات الفضائية التي تستضيفهم،
هؤلاء أسسوا لثقافة معينة انعكست على جيل كامل ونظرته للمنتخب وإلى طبيعة التنافس الداخلي وقد يورثها لمن بعده.
الفرق بين هؤلاء وجيل الأمس أن أولئك ينظرون للاعب المنتخب على أنه سعودي وهؤلاء ينظرون إليه على أنه (هلالي ونصراوي واتحادي وأهلاوي).
والله من وراء القصد،،،