دورة الخليج سن الرشد
وعادت دورة الخليج
ومهما ابتعدت المسافات وطالت الأزمنة أواقتربت يظل الترقب قائما والانتظار.
ومع دورة الخليج وعنها يحلو الحديث فلا صوت يعلو على صوتها هذه الأيام وستظل محور حديثي إليكم قدر الإمكان.
قبل حوالي42 عاما وتحديدا في 27 مارس 1970 انطلقت دورة الخليج من هنا حيث عادت من البحرين من مهد دورة الخليج.
هذه معلومة أصبحت راسخة ومعروفة في ذهن كل خليجي، ولا أعتقد أن تأريخ بطولة ارتبط في أذهان المهتمين بها والمنتمين إليها كارتباط كأس الخليج بأبناء الخليج بل إنها تجاوزت الرياضيين إلى الشارع العام وهومالم يتوفرلأي بطولة أخرى في أي بقعة من العالم حيث أصبحت جزءا من ثقافة متوارثة، ذلك لأنها اتصفت مع انطلاقها بميزتين إحداهما اجتماعية والأخرى رياضية.
الاجتماعية:
الثقافة المشتركة بين أهل الخليج والعلاقات الاجتماعية التي تربطهم سواء على المستوى الأسري أوالجذوروالأصول، وهذا ما جعلهم ينظرون إليها كتجمع يجسد وحدتهم أشبه باللقاءات الدورية بين أبناء العائلة أوالأسرة الواحدة.
رياضيا:
إنها الدورة الرياضية الوحيدة التي تشارك فيها دول المنطقة خارجيا على مدى ما يقرب من عشرسنوات واستمرت كذلك لبعض دولها سنوات أخرباستثناء الكويت التي كانت تشارك آسيويا منذ 1972 وهذا ما أعطى لدورة الخليج بعدا آخركان الأساس في ترسيخها وتثبيت قواعدها حتى أصبحت جزءاً لايتجزأ من الخليج ككيان وأسست لقاعدة رياضية صلبة من المنشآت الرياضية وعلى صعيد الكوادرالفنية والإدارية، بل إنها كانت البداية لكيانات خليجية في المناشط والاهتمامات الأخرى في الإعلام عبرتلفزيون الخليج والصحة والتربية التي تولد عنها إنشاء جامعة الخليج، مما يؤكد المعاني السامية للرياضة وأبعادها الاجتماعية والثقافية.
دورة الخليج كأي وليد آخريمربفترات متقلبة من حياته طفلا يرعاه أهله بالدلال تارة والعطف والحنان أخرى ثم مراهقا يتمرد على بعض القيود وتتقاذفه الأمواج كما حصل لها وهي تتم العشرين من عمرها، لكن الابن البارلابد أن يعود لأهله، والتربية الحسنة لابد أن تحافظ عليه قبل أن يتمرد ليعود أفضل مما كان.
دورة الخليج بلغت الآن أشدها ودخلت العقد الخامس من عمرها أي الأربعينيات وليس الرابع كما يخطئ كثيرون وهذه مرحلة النضج والرشد التي تستوجب الشكر على هذه النعمة وتطلب المزيد من العمل للمحافظة على صحتها ورونقها وديمومتها.
والذين عاشوا بدايات دورة الخليج وعايشوها على مدى تأريخها هم أكثر المتمسكين بها والداعين لاستمراريتها والمحافظة عليها لأنهم أكثر المدركين لها كحقيقة ولأنها أصبحت في نظرهم جزءا من إرثهم التأريخي الذي يتوارثونه ويورثونه لمن بعدهم، أما أولئك الذين يحملون لواء الدعوة لتوقفها من منطلق أنها استنفدت أهدافها فهم لايدركون تلك الأبعاد ويعتقدون أن الهدف الأساس منها هوأن تصل منتخبات الخليج إلى العالمية وهذه وإن كان أحد الأهداف لكنه لم يكن الهدف الرئيس، بل إن هذا جاء تلقائيا مع استمراريتها ونتيجة طبيعية لها دون أن يكون هدفا مرسوما في بدايتها التي قامت على أهداف أبعد من ذلك وانعكست على البرامج الشبابية والرياضية في عمومها وإنشاء البنى التحتية وتطوير الفكر الإداري وإعداد القادة والكوادرمن أبناء المنطقة الذين أصبحوا يقتعدون الصفوف الأمامية في المنظمات والهيئات القارية والدولية في مختلف المجالات.
والله من وراء القصد.