ما بعد الانتخابات اللعبة (3)
قبل الانتخابات بليلة (الأربعاء ليلة الخميس) وهي ليلة المناظرة بين المرشحين لمنصب رئيس اتحاد كرة القدم الأستاذين أحمد عيد وخالد المعمر كنت أتحدث مع أحد الأصدقاء من فريق عمل الأستاذ أحمد عيد أعتذر له عن عدم حضوري مؤتمره الصحفي بعد أن دعاني إليه وأنا الذي اعتذرت عن عدم حضور المؤتمر الصحفي للمرشح الآخر الأستاذ خالد المعمر لتوافقه مع موعد مسبق هو ورشة العمل في نادي الشباب عن الإعلام الرياضي، ودورة في المسؤولية الاجتماعية في الأندية.
أخذنا الحديث إلى حظوظ كل من المرشحين لمنصب الرئيس، وبدا واثقا تماما من فوز الأستاذ أحمد بل ذهب إلى التأكيد على أن خالد المعمر لن يفوز بأكثر من15 صوتا على أكثر تقدير، مشيرا إلى بعض الأسماء من الناخبين المحسوبين على معسكر المعمر بأن هذا غير صحيح وأنهم سيصوتون لأحمد عيد.
في المقابل بدا الأستاذ خالد واثقاً من نفسه وهو يعلن ثقته في الفوز بنسبة 70% من الناخبين كما هي ثقة أحمد عيد في نفسه، فيما أكد فريق عمله ثقتهم بالفوز بل إنهم ذهبوا لأبعد من ذلك بتحديد عدد الأصوات بـ38 صوتا سوف ينتخبون المعمر وهناك من نشرها عبر الإعلام وحدد الأسماء أيضا.
دخلنا قاعة الانتخابات وتمسك كل فريق برؤيته وبدأت الانتخابات وبدأ القلق والوجوه تتغير مع العد التصاعدي لأعداد المصوتين لهذا أو ذاك.
وإذا كان كل من عيد والمعمر أعلن ثقته بنفسه بالفوز كنوع من الإيحاء بشخصيته والرغبة في التأثير على الناخبين ومحاولة استمالتهم لصالحه كجزء من اللعبة الانتخابية فإن فريقي العمل لم يدركوا الجانب الآخر منها لأنهم في أحاديثهم لم ينطلقوا من ذات الفكر الذي انطلق منه المرشحان.
قلنا كثيرا والكل يدرك ذلك أن قلة من الناخبين من يعلن صراحة توجهه حيث تطغى العلاقات الشخصية والمجاملات والرغبة في كسب ود الطرفين على العملية فيما يصوت خلف الأسوار وداخل الغرف الانتخابية لمن يتماشى مع قناعاته الشخصية سواء لكفاءة المرشح أو لأسباب أخرى.
وإذا كان المعمر قد ضمن 38 صوتا ـ كما يقولون ـ قبل إجراء الانتخابات فهل يمكننا القول إن هناك 8 أصوات خذلته على اعتبار أنه كسب 30 صوتا فقط؟ والتساؤل نفسه يطرح حول أحمد عيد الذي كسب 32 صوتا.
الواقع يقول لا
فالذين خذلوا المعمر وإن كنت لا أميل لهذا التعبير وأرى أن التعبير الأفضل هو(الذين لم يصوتوا له ممن وعدوه) أكثر من أولئك الـ8 وقد يصل العدد إلى 15 وكسب بدلا منها أصواتا هي الأخرى (خذلت) أحمد عيد.
التركيز على منصب الرئيس أنسى كثيرين انتخابات الأعضاء الـ 17 والمفاجأة الكبرى التي حدثت هناك أو لنقل طغت عليها.
والمفاجأة ليست في فوز عناصر معينة غير متوقعة ولكن في عدم فوز آخرين كان إعلان أسمائهم مسألة وقت ينتهي بانتهاء الزمن المحدد لفرز الأصوات وكانوا واثقين مطمئنين لدرجة أثق أن البعض منهم لم يكثف جهوده في البحث عن أصوات لناخبين وهم الأساتذة (أبجديا) إبراهيم الربدي وطارق كيال ومحمد الخراشي وناصر الهويدي الشمري.
انتهت الحفلة كما يقولون وتشكل مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم وغابت عنه أسماء وكيانات بارزة، غاب الهلال وغاب المدربون واللاعبون المحترفون وغابت مناطق حيوية كالقصيم وحضرت أخرى باثنين وهذا لا يعني التشكيك في المجلس فهو للكل ويمثل الكل لكنها (لعبة الانتخابات) وللحديث بقية.
والله من وراء القصد،،