2012-12-15 | 07:00 مقالات

ناصر بن سيف

مشاركة الخبر      

 


(انتقل إلى رحمة الله والدي ناصر عبدالله السيف..)


رسالة على جوالي كانت مرسلة الساعة 3:10 فجر الثلاثاء من رقم غريب، فتحتها مبكرا وعادة ما أستعيذ بالله وأدعوه من خير نغمات الجوال المبكرة أو التي تأتي في ساعة متأخرة من الليل. قرأتها لم يلفت نظري الاسم فعوائل السيف كثيرة، وأكملتها بما فيها من عبارات نابعة من إيمان قوي بالله سبحانه وبقضائه، وإذا بها موقعة بـ (ابنه ياسر).


وكمن أذكر بعد أمة ذكرت الله كثيرا ورددت (إنالله وإنا إليه راجعون لاحول ولاقوة إلا بالله فـ(الصبر عند الصدمة الأولى)، إذ كنت في حديث معه قبل أيام قلائل عندما كتب عن صديقه إبراهيم الشايب (رحمهما الله جميعا) وقبلها في تواصل دائم كان (رحمه الله) صاحب المبادرة في أغلبه.


عرفت ناصر السيف في منتصف الستينيات الميلادية عندما كان لاعبا في أهلي الرياض ثم اليمامة (الرياض حاليا) مع رفقاء دربه آل مطرف ومبارك الناصر وجوهر السعيد ودحمان ومرشد العتيبي ومطلق وبن حمد وطارق التميمي وغيرهم، ونجما من نجوم منتخب الوسطى في دوري المنتخبات ومنتخب المملكة في رحلته إلى باكستان ومبارياته الودية أمام تونس والأردن وغيرها، وفي دورة الخليج الأولى مع سلطان بن مناحي وأحمد عيد وعبدالرزاق أبوداود والعميل ومبارك عبدالكريم والغراب والنور وعبدالله يحيا وسعد وناصر الجوهر والدنيني ومحمد سعد العبدلي وعثمان بخيت ونادر العيد وغيرهم من جيل ذلك الزمن الجميل (رحم الله من قضى نحبه وأعان على طاعته من منهم ينتظر).


عرفته وأنا طالب في المراحل الإعدادية يتابع الرياضة بشغف وقارئا للصحافة بنهم، وتعرفت عليه أو التقيته للمرة الأولى بعد وفاة والده (رحمه الله) قبل بضع سنوات، عندما اصطحبت معي رفيق دربه سلطان مناحي (شفاه الله وعافاه) لتعزيته، حيث نمت العلاقة بيننا والتواصل إلى ما قبل وفاته بأيام قلائل.


وتعززت هذه المعرفة عندما شكلنا مجموعة كان طرفا ثابتا فيها معي لزيارة بعض الرياضيين القدامى تقديرا ووفاء لهم ومعنا الأستاذ عبدالرحمن العليق، وتناوب بصحبتنا لاعبون قدامى العميد د. صالح العميل وناصر الجوهر والطعيمي، وبالتواصل مع أحمد عيد حيث زرنا الأستاذ صالح القاضي مدير رعاية الشباب الأسبق وسلطان بن مناحي كابتن المنتخب ووضعنا هو وأنا برنامجا لزيارة عدد آخر وخارج الرياض أيضا لكن القدر لم يمهله.


كان (رحمه الله) على مستوى عال من الخلق والكرم والتواضع والاستقامة، وكان واحدا من قلائل لم تشملهم عقوبات دورة الخليج الأولى التأريخية والمشهورة.


لا أتذكر طوال معرفتي به أن خرج عن النص في حديثه أو ذكر زميلا بما يكره، كان نقده للعمل وبالعموميات، حتى إذا انتقد كان نقدا مهذبا يهدف للتصحيح وبأسلوب راق.


كان محبا للخير وساعيا للتواصل الدائم مع أصدقائه خاصة زملاء الأمس والسؤال عنهم وتفقد أوضاعهم، ودائما ما يهاتفني يسأل عن أحدهم أو يخبرني عن وضع آخر.


غادر أبوياسر الحياة الفانية كما كان يعيشها عافا كافا تاركا أولادا صالحين بارين، فاختار الله له أن لايتعب ولايتعب من حوله بين أهله وأولاده، لكنه موت الفجأة التي استعاذ منها صلى الله عليه وسلم.


رحم الله أبا ياسر رحمة واسعة وجزاه عنا وعن زملائه وأصدقائه ومعارفه خير الجزاء، وجعل كل ما قدمه في ميزان أعماله، وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.


والله من وراء القصد.