2012-12-13 | 07:42 مقالات

خالد الفيصل ورجاء الله

مشاركة الخبر      

قبل أن أقوم من مقامي وأنا أتابع القناة الرياضية علمت أنها ستبث بعد قليل (مساء أمس الأول) لقاء خاصاً مع الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة يجريه الزميل رجاء الله السلمي. كان السؤال الأول عن دورة الخليج وكيف تولدت الفكرة؟


انتظرت رغبة في أن أسمع الإجابة من صاحبها على أن أكتفي بذلك لارتباطي ببعض الأمور الخاصة لكنني وجدت نفسي (أسري مع هاجس) مازال يوقظ فينا الكثير من الحنين (وأنوخ ركاب فكري) عند حوار بين ضيف يأسرك بحديثه بلغة عربية فصيحة تزيدك أسراً كأنما يلقي قصيدة وبين محاور يملك ثقافة الحوار وملكة الحديث واحترام الآخر فجلست وقد (أطلت الوقوف حين دعاني) ذلك الحوار لمتابعته.


تحدث خالد الفيصل ساعة كاملة طاف بنا ركبه بين الرياضة والفكر والثقافة وهموم الشباب معتذراً في البداية أن الذاكرة قد شاخت وقد لا تسعفه لكن (أبا بندر) ـ ما شاء الله ـ أثبت أنه مازال شاباً بفكره وذاكرته وشيخاً بوقار حديثه وهو يسرد قصة دورة الخليج وكيف تحولت (كلمة) لم تقل لصاحبها دعني إلى فكرة ثم وحدة وتجمع هو الأول على مستوى الخليج على مختلف الأصعدة وهو النواة لتجمعات أخرى في شتى المجالات.


تحدث عن وضع الأندية كأحد المنتمين إليها والعارفين بهمومها، وعن الإعلام الرياضي كأكثر المتابعين له بدقة في طروحاته واهتماماته وتوجهاته.


قدم لنا معلومة جديدة وهي أن الأمير عبدالله الفيصل (رحمه الله) قد ترأس اللجنة الأولمبية واتحاد كرة القدم لفترة قصيرة بين دورتي الخليج الأولى 1970 والثانية 1972 بعد إعادة تشكيلهما وأنها تاريخياً تعتبر المرة الأولى التي يترأس اللجنة والاتحاد شخصية خارج المؤسسة الرسمية بمعنى فصل الجهتين عن رعاية الشباب أو بالأحرى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في ذلك الوقت عندما كانت رعاية الشباب ضمن جهاز الوزارة.


وبإيثار شديد قال إن دورة الخليج الثانية التي استضافتها المملكة كانت في عهد الأمير الراحل فيصل بن فهد (رحمه الله)، وهذا صحيح لكن طلب الاستضافة والإعداد لها وتجهيز ذلك المنتخب التاريخي كان في عهد سموه وبإشراف الأمير عبدالله الفيصل، إذ إن تعيين الأمير فيصل كمديرعام لرعاية الشباب سبق الدورة الثانية بفترة قصيرة، وأشار سموه إلى برنامجه الإذاعي اليومي الصباحي (يا شباب الإسلام) والفترة التي كانت تمر بها الأمة العربية ذلك الوقت والتقلبات السياسية وتعدد الأيديولوجيات مما استدعى وجود ذلك البرنامج التوجيهي الذي لا تتجاوز مدته خمس دقائق وتوقفه لعدم قدرته على المواءمة بينه وبين عمله وعودة البرنامج في عهد الأمير فيصل بن فهد فترة قصيرة وأشير هنا إلى أن اسمه في عهد الأمير فيصل كان (مع الشباب).


لا أريد أن أطيل لكنني أشير إلى تطلعات سموه إلى دورة الخليج وآماله التي مازالت تحدوه تجاهها بأن تكون أكثر شمولية في اهتماماتها محاكية الدورات الأولمبية رياضة وفكراً وثقافة.


فقط تمنيت أن الزميل رجاء الله أثار مع الأمير خالد القرارات التاريخية التي صدرت بعد دورة الخليج الأولى ومنها العقوبات الصارمة تجاه لاعبي المنتخب ودورها في تعديل مسار الكرة السعودية واهتمامه بالمدرب الوطني ووضع اللبنة الأولى للمنشآت الرياضية.


عموماً جاء الحوار لينظف أسماعنا من الغوغائية وتقاطع الأصوات التي طغت على الساحة الرياضية بما يملكه الضيف من رزانة وفكر وهدوء وليعيد للبرامج الرياضية وقارها بما كان عليه المحاور من ثقافة واحترام للضيف والمشاهد. والله من وراء القصد،،،