صندوق الوفاء (3ـ3)
تحدثت في زاويتين سابقتين (يومي السبت والأحد الماضيين) عن"صندوق الوفاء" بعد إقراره من اللجنة الأولمبية بعد توسيع نطاقه ليشمل جميع الرياضيين دون استثناء، وعن أهدافه وأهميته، وأن نجاحه مرتبط بخطوتين تتعلق إحداهما بمصادر التمويل لضمان استمراريته وتأديته لرسالته وهو ما تحدثت عنه (الأحد)، وتتعلق الثانية بوضع لائحة دقيقة للصندوق تتضمن آلية واضحة ومحددة لكيفية عمله وهو ما أنا بصدد الحديث عنه اليوم.
إن نجاح أي مشروع من هذا النوع وأعني صناديق الدعم أيا كانت مرتبط بالنظام الذي يسير عليه واللائحة التي تحكم عمله و"صندوق الوفاء" الخاص بالرياضيين يجب أن تتوسع دائرة جمهوره المستهدف وألا يقتصر فقط على الحالات الإنسانية ـ كما هو ظاهره ـ من الرياضيين القدامى وإنما يشمل أيضا من تدفعهم ظروف الزمن إلى الحاجة وفق آلية خاصة بهؤلاء وهو ما سآتي عليه عند الحديث عن أبرز ما يمكن أن تتضمنه لائحة الصندوق من وجهة نظري الشخصية والتي من أهمها:
ـ أن يدير الصندوق هيئة مستقلة تضم في عضويتها رياضياً قديماً أو أكثر، ورجل أعمال من المشهود لهم بالأعمال الإنسانية، ومتخصصاً في علم الاجتماع أو مهتماً بالمسؤولية الاجتماعية ومن وجهاء المجتمع، وممثلاً للجنة الأولمبية أو أن تتولى اللجنة أمانته العامة وأن يرتبط مباشرة برئيس اللجنة.
ـ الاستعانة بمستشارين أسريين لمعالجة بعض الحالات ودراستها إذا كانت تستدعي ذلك.
ـ ألا يعتمد على معالجة الحالات المطروحة عبر وسائل الإعلام فقط وأن تهتم بما يتم عرضه عليها مباشرة بل وتتجاوزه إلى التوجه المباشر لبعض الحالات إذا لزم الأمر ذلك والتعامل معها بسرية تامة وحالات الرياضيين في عمومها معروفة مع إصدار تقرير سنوي أو نصف سنوي يوضح ما قام به الصندوق وعدد الحالات التي تعامل معها وكيف تم التعامل؟ والمبالغ التي صرفها دونما إشارة إلى الحالات بعينها.
ـ دراسة الحالة دراسة دقيقة أسبابها وطرق معالجتها وأن تكون المعالجة متوافقة مع الأسباب وتتماشى معها.
ـ تتم معالجة الحالات التي عادة ما تكون مادية وفق ثلاث طرق أو أساليب:
ـ حل كامل للمشكلة سواء بتقديم دعم للرياضي وفق احتياجه وظروفه المثبتة وبعد دراسة الحالة أو بالتعامل المباشر مع الغير إذا كانت المشكلة تتعلق بحقوق وإلتزامات عليه تجاههم.
ـ أو الإسهام في حل جزء من المشكلة (كمعونة) على أن يتحمل هو الجزء الآخر.
ـ أو تقديم سلفة (قرض حسن) وفق آلية واضحة لسداده ما يضمن حق الصندوق
وقد يتم دمج المعونة مع القرض الحسن في حل واحد.
ـ أن تمتد خدمات الصندوق إلى أسر الرياضيين المتوفين (الوالدين أو الأولاد) إذا ما كانوا في حاجة لذلك.
ـ أن تشمل خدمات الصندوق وتوجهاته الرياضيين الحاليين وبالذات اللاعبين المحترفين باقتطاع جزء من راتب الرياضي (إذا ما رغب ذلك) واستثماره ضمن استثمارات الصندوق بحيث يعاد إليه عند حاجته أو بعد اعتزاله في عملية أشبه ما تكون بالمستحقات المالية بعد التقاعد للموظفين وغيرهم.
هذه مجرد إيماءات سريعة أو ومضات وأدرك أن اللجنة الأولمبية السعودية والقائمين عليها أكثر حرصاً مني على أن يحقق الصندوق الهدف الذي أسس من أجله ولديهم وغيرهم الكثير من الأفكارالتي تكفل ذلك لكنها كما أشرت التفاعل مع القرار والرغبة فيما أرى أنه يسهم في نجاحه.
والله من وراء القصد،،،