الأهلي والاتحاد
لا فرق أن يتأهل الأهلي أو الاتحاد إلى نهائي بطولة الأندية الآسيوية أو أي فريق سعودي آخر لو كان مكان أحدهما.
هذه نظرتنا كسعوديين بصورة عامة مع الاحتفاظ بحق كل ناد في تحقيق أمنيته الخاصة به.
فرحنا أن تواجه الفريقان في نصف النهائي رغم مرارة ذلك لأن في هذا ضمان لوصول فريق سعودي إلى المباراة النهائية وهذا في حد ذاته مكسب للكرة السعودية وعودتها من جديد.
هذا ما قلته في آخر زاوية كتبتها قبل التوقف لإجازة عيد الأضحى بعنوان (الاتحاد والأهلي) وأثنيت فيها كما غيري على إدارتي الناديين بالإجتماع والتفاهم على تهدئة الوضع قبل لقاء الذهاب وهو ما انعكس بأثره على المباراة وامتد إلى الجماهير فخرج اللقاء بصورة مثالية وأعطى الانطباع الحقيقي عن سمو الفكر الرياضي والروح الرياضية، ولكن يبدو أن ذلك الهدوء لم يكن في مجمله نتاج الإجتماع أو البيان المشترك وإن كان له دوره إلا أنه كان هدوءا يسبق العاصفة، حيث كان توجه البيان نحو الجمهور أكثر من أطراف المباراة الأخرى.
كان التخوف من الجماهير لكن هذه الجماهير كانت أكثر عقلانية من اللاعبين الذين كان يضرب بهم المثل على أن ما بينهم لا يتجاوز التنافس داخل الملعب والبحث فقط عن النتيجة.
مباراة الإياب بين الأهلي والاتحاد والتي انتهت لصالح الأهلي 2ـ0 وتأهله بعد أن كان خاسرا الذهاب 0ـ1 كشفت عن أن اللاعب السعودي بصورة عامة ولا أعني من أندية معينة لازال ينقصه الكثير من الوعي والثقافة في التعامل مع الأحداث والفوز والخسارة، وأن الأندية لدينا في عمومها لازالت هي الأخرى تعاني من قصور في كيفية إعداد فرقها ولاعبيها وتهيئتهم نفسياً للمباريات خاصة المصيرية كما تحرص على إعدادهم الفني والبدني.
أجزم لو كانت مباراة الذهاب قد حسمت التأهل بنسبة كبيرة لسارت مباراة الإياب طبيعية في دقائقها وأحداثها أثناء اللقاء وبعده.
لا تلوموا الإعلام
ولا تحملوه وزر ماحدث
وأنه السبب في الإثارة .. إلخ
الإعلام من الصعب السيطرة عليه وتوجيهه وحتى لو أمكن توجيه وسيلة واحدة أوغيرها لا يمكن السيطرة على وسائله الأخرى وقنواته المتعددة والفضاء المفتوح ناهيك من اختلاف ثقافة القائمين على هذا الإعلام وراسمي منهجه وسياسته.
وإذا كان الإعلام يتحمل جزءاً من المسؤولية فإن مسؤولية إعداد الفرق اليوم تقع في مجملها على إدارات الأندية وعلى اللاعب نفسه.
عاملان رئيسيان وراء ماحدث عقب المباراة:
ـ عدم حسم التأهل في لقاء الذهاب وتقارب النتيجة في ظل حساسية التنافس.
ـ أن المباراة بين فريقين أحدهما يرى حلماً ظل يراوده كثيرا يتراءى له في الأفق والآخر يرى أن الأمور تسير في صالحه وأن التأهل مسألة 90 دقيقة فقط.
ما يؤسف له أكثر
أن المباراة ليست في الدوري المحلي وإن كان ما حدث مرفوضا على كل المستويات وإنما في نصف نهائي بطولة الأندية الآسيوية مما يعطي انطباعا عالميا سيئا عن الكرة الآسيوية، وآسيويا عن الكرة السعودية خاصة واللقاء منقول عالميا، وأن ماحدث هو بين فريقين من فرق النخبة على مستوى آسيا وعلى مستوى الكرة السعودية.
يحدث هذا في الوقت الذي تسعى فيه الكرة السعودية جاهدة العودة إلى واجهة الأحداث، وإذا بها تعود ولكن بغير الذي كانت تأمل.
والله من وراء القصد.