صكوا.. عليهم
لا أعتقد أن حكما سيتعمد هزيمة فــريـق أوتغلـيب آخـرمـن خـلال قـراراته أثنـاء المبـاراة أو محاولة التأثيرعلى النتيجة، وإذا كان هناك حكام أعلنوا بطريقة أو بأخرى عن ميـولهم وتسخـيرعـلاقاتهم الشخصـية لمـثل هذه الأمور عبر رسائل الجوال أو غيرها، فإن أمثال هـؤلاء لايستحقون أن يبقـوا فـي سلك التحكيم ويفترض في لجنة الحكام إبعادهم نهائيا وليس مجرد الإيقاف لمدد محددة أو الإنذار. لوحدث مثل هذا في أي لجنة حكام دولية لكان الإقصاء النهائي مدى الحياة والتشهير بهم هوالقرارالصادربحقهم. الحكم مثل القاضي يجب أن يكون بمنأى عن كل ما يؤثرعلى سلوكه وعدالته حتى لوكانت ميوله أو توجهاته أو صلة القرابة وعلاقاته الاجتماعية معروفة، بل إن الشرع والنظام يلزم القاضي بعدم الحكم في أي قضية إذا كان مريضا أومرهقا أو متعبا نفسيا مالم يكن حاضرالذهن ومهيئا نفسيا لها. معظم أخطاء الحكام لدينا نتيجة ضعف تحضيره الذهني للمباراة أوضعفه اللياقي فهو: ــ إما أن يدخل المباراة وهو يفكرفي ردود الفعل تجاه أي قرار يتخذه وتأويل القرار وبالتالي يتردد في اتخاذه ومن ثم يخطيء فيه. ــ أو نتيجة وقوفه الخاطئ (زاوية الرؤية) أوعدم المتابعة، وكل هذا نتيجة ضعف إعداده اللياقي بما يؤثر في النهاية على قراراته. قبل فترة عجزعدد كبيرمن الحكام تجاوزاختبارات الترقية من درجة إلى درجة أعلى.. مشكلين النسبة الأكبرمن المتقدمين، وقد كتبت عن ذلك في حينه عبرهذه الزاوية تحت عنوان (اثبات الذات في الاستراحات)، ووقتها صرح أحد الأعضاء بأن النتائج لاتبشر بخير، وقبل أيام أعلن مصدرفي لجنة الحكام الرئيسية أن الحكام يعانون من ضعف لياقي نتيجة السهرفي الاستراحات وعدم الاهتمام بالتغذية، وأنهم ــ كما قال المصدر ــ يسهرون أثناء المعسكرالإعدادي على أجهزة التواصل الحديثة كالبلاك بيري والجوالات والنت، وأنهم سيستعينون بخبرة فهد المصيبيح وخالد المعجل في كيفية إجبار اللاعبين على النوم المبكر. تعجبت كثيرا من هذا التصريح وضحكت أكثر. إذا كان الحكام الذين وصلوا هذه المرحلة من الخبرة والمعرفة والعمرالزمني (ولا أقول النضج العقلي) لا يعرفون مصلحة أنفسهم ولايدركون أهمية المحافظة على لياقتهم فهذا يؤكد لامبالاتهم وأنهم جاءوا للتحكيم لأهداف تتجاوزالرغبة في مزاولته كمهنة، ومن هنا فلا عجب أن يرتكبون أخطاء بدائية وأن تكثرهذه الأخطاء بل وتتجاوز المعقول وتصل لمرحلة تغييرالنتائج، وبالتالي فإن أمثال هؤلاء لايستحقون الانضمام إلى هذه المهنة أو البقاء فيها. أستثني بطبيعة الحال عددا من الحكام الذين احترموا المهنة وكان جزاؤهم ومكافأتهم التفوق ونيل التقديرعلى كل المستويات الداخلية والخارجية. وإذا كانت اللجنة ستتعامل معهم وفق هذه المعاييروالبحث عن أساليب وخبرات الآخرين في كيفية إجبارهم على النوم المبكر، معلنة عجزها عن متابعتهم، فإن خطوتها المقبلة فيما يبدو التعامل معهم كطلبة مرحلة ابتدائية أومتوسطة، وأن تلاحقهم في الاستراحات وتخرجهم منها قبل العاشرة مساء، وفي المعسكرات تسحب منهم الأجهزة قبل الحادية عشرة وتضعهم في غرف خالية إلا من سريرالنوم فقط، وتطفيء عليهم الأنواروتغلق الأبواب عليهم بإحكام، ولامانع أيضا من (المناوبة) الليلية عليهم بالتناوب بين أعضاء اللجنة. والله من وراء القصد.