العالمية.. صعبة قوية
على المستوى الفني وقبل بدء بطولة الأندية الآسيوية لم يكن أكثرالمتفائلين يتوقع أن يسيرالاتحاد قدما في البطولة بهذه الإنسيابية والتألق ولم يكن أكثرهم تشاؤما يعتقد أن الهلال سيخرج بهذه الصورة من الذل والهوان. أتحدث هنا عن التعامل مع البطولة والسيرفيها ليس تقليلا من الاتحاد وقدراته ولامدحا للهلال وإمكاناته. أبارك أولا للاتحاديين والأهلاويين حفظهم ماء الوجه للكرة السعودية وضمان مقعد في النهائي سيتوج بإذن الله بالبطولة. أما الهلال فسأترك الحديث عن الجوانب الفنية وامتصاص الغضب ونقد الأشخاص فقد أشبعه المحللون والكتاب ومرتادو مواقع التواصل الاجتماعي وسأتحدث عن نقطتين : الأولى: "العالمية صعبة قوية" شعارأطلقه البعض سواء كان بذكاء أوبهدف التقليل من شأن الهلال وهذا هوالأقرب وهو أمر طبيعي في ظل التنافس ولا اعتراض عليه حيث صدقه الهلاليون فأصبحت الـ 55 بطولة وزعامة آسيا بالبطولات الست وكل النجاحات لاقيمة لها مالم تتحقق العالمية فيما عادلت لدى الآخرين كل البطولات وأنستهم الغياب. مشكلة الهلال مع آسيا ليست فنية بقدرماهي نفسية وإدارية بحتة ونحن في رياضتنا حتى الآن لانؤمن بهذا الجانب ومهما حاول الهلاليون تبرئة أنفسهم بعدم الضغط على اللاعبين إلا أن الضغط النفسي موجود في ذات اللاعب ومن خلال الجمهور والإعلام. يفوز الهلال بالدوري المحلي ويتألق فيه لأنه يشعر أنه الأقدر والأفضل وأنه فريق النفس الطويل. ويفوز الاتحاد في آسيا ويتألق لأنه يشعرأنها بطولته وأنه الأكفأ وأنها لعبته مهما كان مستواه محليا. قلت أكثرمن مرة أنه لا خوف على الهلال إلا من الهلال نفسه ولعل مراجعة سريعة لسجل الهلال مع بطولة آسيا للأندية في السنوات الأخيرة يؤكد هذه الحقيقة فقد خرج من فرق لاترتقي إلى مستواه الفني ولا إمكاناته أمام الشارقة والوحدة الإماراتيين وأم صلال وذوب آهان وغيرها بأخطاء مباشرة من لاعبيه وآخرها (هرماش) في الذهاب مما صعب مباراة الإياب وكان ماكان. الهلال لا يضغط على لاعبيه ولكنه يعجزعن إخراجهم من الضغط الذي هم فيه. الثانية : غاب الهلال عن البطولات وظل يخسربعوامل نفسية فاتخذ الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رحمه الله قرارا بإبعاد 7 من أعمدة الفريق في مرحلة تغييرأعادت له توازنه ثم عاد بعدها بطلا بعد 13 عاما من الغياب واستمر كذلك. الهلال بحاجة الآن لقرار مماثل وإبعاد من لايحترم الشعارالذي يرتديه (ولا أقول اللون حتى لا يأتي من يقول نحن في زمن الاحتراف) مهما كان تأريخه وموقعه وعمره الرياضي والزمني بعيدا عن المجاملات والزيارات المنزلية والشفاعات وحب الخشوم. اللاعب الذي يتثاءب أثناء التمرين والذي يترك الفريق في معمعة الدوري لتحقيق (نزواته الشخصية) والذي يساوم و(يغلق الجوال) في مرحلة لاتقبل المساومة يجب ألا يكون لهم مكان في الفريق والعودة إلى مدرسة الهلال والاعتماد على أبنائه بفريق لايعرف (العقدة) هي الكفيلة بعودته زعيما في كل مكان. تساؤل أخير هل استقالة الأمير عبدالرحمن بن مساعد كافية لامتصاص الغضب ومعالجة الوضع.؟ أم أنها هروب من تحمل المسؤولية.؟ وبين التساؤلين يكمن مستقبل الهلال. والله من وراء القصد