البداية من الصفر
تأهلنا للمونديال أول مرة عام 1994 في خطوة اعتبرها كثيرون أفضل إنجاز في تأريخ الكرة السعودية حتى الآن واعتبرها البعض من هؤلاء نتاج تطبيق الاحتراف لدينا. والذين نظروا لها من هذه الزاوية: ـ إما أنهم لايملكون القدرة على التحليل المنطقي وقراءة الأحداث. ـ أو أنهم كانوا يجاملون صاحب القرار. وهؤلاء هم أحد المشاكل التي عانت ولا تزال منها الكرة السعودية. فالاحتراف تم تطبيقه في موسم 92ـ93 ومن غير المنطق والمعقول أن تظهر نتائجه بعد موسم واحد فقط بل إن منتخب 94 بدأ التصفيات في عهد الهواية وبعض من أفراده كانوا هواة. والمتابع للكرة السعودية يدرك أنها تسيدت آسيا في العقدين الأخيرين من الألفية الماضية ففازت بكأس آسيا 3 مرات والوصافة مرتين وكأس الخليج والتأهل للمونديال وفي الثمانينيات كان لدينا أفضل منتخب في نظري من حيث الانضباط الفني والخلقي لم يكن ينقصه إلا التأهل للمونديال لولا بعض الظروف وفي الفترة ذاتها تسيدت الكرة السعودية القارة على مستوى الفئات السنية. في 89 فاز منتخبنا للناشئين بكأس العالم في أسكتلندا ومثلنا في الدورة العربية بدمشق 1992 وطار منها إلى أمم آسيا العاشرة في اليابان تحت مسمى المنتخب الأولمبي وخسر المباراة النهائية أما المضيف بـ 0ـ1 وفي تلك الفترة بدأ الكبار مغادرة الميدان لاعتزالهم أو إصابتهم وواصل ذلك المنتخب مسيرته في تصفيات كأس العالم مع تطعيمه ببعض عناصر الخبرة وأخرى برزت في ذلك الوقت وتأهل. ثم فاز بكأس الخليج 94 لأول مرة وأمم آسيا وتأهل لمونديال 98 والخليج 2000 وطوال تلك الفترة كان تطعيمه مستمراً بعناصر من الشباب بدلاء للمغادرين فكانت الخبرة مع حيوية الشباب هي السائدة فيه. في هذه الألفية غابت الكرة السعودية على كل المستويات وإذا كان التطبيق الخاطئ للاحتراف أحد الأسباب فإن السبب الرئيس في نظري هو هشاشة القاعدة حيث سبق ذلك بفترة غياب منتخبات الفئات السنية عن الحضور على المستوى القاري كما كان من قبل إذ لم يعد لها ذلك الاهتمام سواء على صعيد المنتخبات أو الأندية. قبل أيام فاز المنتخب الأولمبي بكأس الخليج للمنتخبات الأولمبية ومثله كان الحضور الجيد لمنتخب الشباب في كأس العالم للشباب في كولومبيا بقيادة المدرب الوطني خالد القروني وأمامنا مشوار طويل لمونديال 2018 ولأمم آسيا 2015 فيما لاتمثل بقية البطولات أهمية من حيث موقعها على الخريطة ولدينا فرصة كبيرة بإعادة الهيبة للكرة السعودية من خلال الاهتمام بهذا الفريق باعتماده لتمثيلنا في البطولات القادمة مع تطعيمه ببعض عناصر الخبرة المؤهلة وأيضا العناصر الناشئة التي تبرز في عملية إحلال تبادلية مع دعم استقراره إداريا وفنيا لضمان استمراريته من الناحية الفنية. علينا أن نعترف بأن أكثر عناصر المنتخب الحالي تشبعت من كل النواحي، وتشبعت بالنقد حتى فقدت بوصلتها فلم تعد تكترث بالخسارة أو تفرح بالفوز ونحتاج إلى جيل جديد لديه الطموح والرغبة في الحضور الدولي. وعلينا أيضا وضع المجاملات جانباً وألا نلتفت لدعوات بعض البطولات وشروطهم بضرورة مشاركة المنتخب الأول فنحن أولى بمصلحتنا وأدرى بمن يمثلنا وهذا هو منتخبنا الأول أيا كانت عناصره وأعمار لاعبيه. والله من وراء القصد.