2012-09-09 | 06:48 مقالات

5 أهداف ..و5 حقائق

مشاركة الخبر      

 


رغم خسارة منتخبنا أمام نظيره الأسباني(5 ـ 0) في المباراة الودية الدولية التي جرت بينهما في أسبانيا مساء أمس الأول، إلا أنني لا أرى هناك مبررا منطقيا لأولئك الذين سخروا منها ووجدوها فرصة للتشفي من المنتخب وأفراده ومدربه ريكارد ومن اتحاد القدم بل ومن الرياضة السعودية عموما، وهي عادة ظلت تتكرركلما خسرالمنتخب.


الخسارة واردة في كرة القدم، والنتيجة منطقية ومقبولة في ظل فارق الإمكانات بين الفريقين وظروف المباراة، فالمنتخب الأسباني هوبطل العالم وبطل أوروبا وأفضل منتخب خلال السنوات الأخيرة، وفازعلى إيطاليا في نهائي مونديال 2010(أي في كامل جاهزيته) بـ 0 ـ 4 وهو مايؤكد تفوق الكرة الأسبانية.


  قد نختلف حول جدولة المباراة وتوقيتها، وقد نتفق على نقد الفريق وتبيان أخطائه، لكن هذا لايعني النظرة التشاؤمية المسبقة والتجاوزفي النقد قبل وبعد المباراة بل وأثنائها إلى النظرللنتيجة فقط وإلى الهدرالمالي وتوظيفه في مشاريع تنموية أهم والمطالبة بإسقاط بعض الرؤوس .. إلخ.


في رأيي الشخصي أننا :


ـ خرجنا بفوائد كثيرة، وتعرفنا على أخطاء في زمن قياسي مالم نتعلمه خلال سنة كاملة، والمهم هو كيفية معالجة هذه الأخطاء وعدم تكرارها.


ـ أدركنا ضعف خطوطنا الخلفية ليس على مستوى المنتخب فقط ولكن حتى على مستوى الأندية وهذه جديرة بالاهتمام والمعالجة.


ـ كشفت لنا هذه المباراة وغيرها ومن خلال عدم الاستقرارفي تشكيلة المنتخب أن عمر اللاعب السعودي قصيرفي الملاعب ونجوميته كذلك.


ـ أكدت لنا الفارق الكبير بيننا وبين الكرة العالمية في منهجية الأداء وسلامة التخطيط وثقافة اللاعب.


ـ كشفت لنا عجزالإعلام الرياضي سواء الخاص بالمنتخب أو في عمومه في توصيل الرسالة إلى الجمهور المتلقي حول أهداف المباراة ودلالاتها وكل مايحيط بها


وتحول بعض الإعلاميين (وأصرعلى بعض) إلى مشجعين يمارسون نفس الدور في التعامل مع الحدث.


وهذا ما أكدته مواقع التواصل الاجتماعي أو الحوارات الشخصية ممن يستنكرون الخسارة أو يستغربون النتيجة ويعتبرونها وصمة عارفي جبين الكرة السعودية أو يطالبون بمحاسبة الاتحاد السعودي عليها ومحاكمة مسؤولي رعاية الشباب على هدر12 مليون ريال أو 10 ملايين ودفعها للاتحاد الأسباني، وكثيرمن هؤلاء بعيدون عن الاهتمام بكرة القدم وأسرارها ولوائحها والأنظمة الخاصة بها.


   مالايدركه كثيرون أن المنتخبات العالمية لاتلعب دون مقابل حتى في كأس العالم، وتختلف القيمة حسب مستوى المنتخب ودرجة تصنيفه وجماهيريته، حتى المنتخب السعودي بعد مونديال أمريكا 94 كان كذلك، ومع تراجع الكرة السعودية تحول إلى دافع بعد أن كان يدفع له،


  وأن هناك شركات ترعى هذه المباريات وتتكفل بالدفع مقابل استثمارها، والاتحاد السعودي في هذه المباراة تحمل فقط مصاريف الإركاب والإقامة.. وهي في مجموعها قد لاتصل إلى 10% من الهدرالمالي الذي يتحدثون عنه وهوغير موجود.


لست هنا في مجال الدفاع عن المنتخب أو اتحاد القدم والأخطاء، فقد أشرت لبعضها وعلينا معالجتها، لكنني أتحدث عن أهمية النظربمنطق وواقعية عند تعاملنا مع الأحداث ونقدها لنكون أقدر على حلها.


والله من وراء القصد.