2012-07-30 | 08:01 مقالات

السياسة مازالت موجودة

مشاركة الخبر      

تعتبر لندن المدينة الوحيدة التي استضافت الأولمبياد ثلاث مرات وذلك في أعوام 1908 و1948 و2012 فيما تم تنظيمها على أرض الولايات المتحدة أربع مرات باستضافة مدن سانت لويس 1904 ولوس أنجلوس 1932و1984 وأتلانتا 1996 لكن التنظيم عادة ينسب إلى المدن وهي التي تتقدم بالطلب وليس الدول وحسبي أن اللجنة الأولمبية الدولية أرادت بذلك النأي بالدورة عن السياسة وسيراً على تقليد قديم. ومع أن الميثاق الأولمبي ينص في أحد بنوده على عدم الفصل بين السياسة والرياضة وعدم الخلط بينهما إلا أن السياسة التي تصر على أن يكون لها في كل عرس قرص لابد أن تلقي بظلالها على الدورة بطريقة أو بأخرى ولم تستطع اللجنة الأولمبية الدولية الخروج من عباءتها مهما حاولت إثبات ذلك والسعي إليه بل إن البعض يرى أن الدورات الأولمبية قامت في أساسها لخدمة أغراض سياسية إذ يعتقدون أن البارون دي كوبرتان عندما أسس اللجنة الأولمبية الدولية 1894 والدورة الأولمبية 1896 كان يهدف إلى تهدئة العلاقات الدولية التي كانت متوترة في تلك الفترة من خلال الرياضة بل ويتهمه البعض بأن هدفه كان خاصا وهو تقوية الشباب الفرنسي بعد هزيمة فرنسا في حربها 1870 ناسباً تلك الهزيمة إلى تفوق الجنود الألمان بسبب ممارستهم المكثفة للرياضة. وعلى أرض الواقع فقد عوقب المهزومون في الحرب الأولى ولم تتم دعوتهم لأولمبياد اتنورب البلجيكية 1920 وهم ألمانيا والنمسا وبلغاريا وتركيا والمجر . وفي 1936تم إسناد تنظيم الأولمبياد إلى برلين عاصمة ألمانيا النازية كنوع من الترضية وبهدف عودتها إلى المنظومة الدولية واستغل زعيمها هتلر الدورة للدعاية لحزبه النازي. ولم يكن الاتحاد السوفيتي يشارك في الأولمبياد على اعتبار أنها ألعابا بورجوازية ولم يبدأ المشاركة فيها إلا عام 1952 . وفي 1964 أُسندت إلى طوكيو تعويضاً لها عن 1944 كما كان مقررا وبهدف إدماج الإمبراطورية اليابانية في العائلة الغربية عقب خسارتها في الحرب العالمية الثانية وضربها بالقنبلة النووية. وطلبت أثينا استضافتها 1996 بمناسبة مرور100عام على بعثها من جديد على أرضها وباعتبارها مهد الألعاب لكنه تم إسنادها إلى أتلانتا (الأمريكية) و2000 سيدني الأسترالية ثم أعطيت هذا الحق 2004. ناهيك عن المقاطعات التي حصلت في السنوات الأخيرة وأبرزها موسكو 1980ولوس أنجلوس1984وغيرها والتي تحدثت عنها أمس ألأول. وإذا كانت التغييرات الديموغرافية التي شهدها العالم في العقدين الأخيرين قد قللت من حجم التأثير السياسي المباشر على الأولمبياد فإن السياسة لازالت تؤثر بصورة أو بأخرى سواء فيما يتعلق باختيار المدن المستضيفة أو في مجرى بعض القرارات وهو الأمر الذي لا يمكن تجاهله وإن نفى الأولمبيون ذلك. والله من وراء القصد.