أسرع أعلى أقوى
تتجه أنظار العالم الليلة إلى لندن لمتابعة الحدث الرياضي الأكبر على مستوى العالم دورة الألعاب الأولمبية الـ31 . اليونان أو بلاد الإغريق وتحديدا مدينة أولمبيا كانت مهد هذه الألعاب ومنها انطلقت عام 776ق.م مرة كل 4سنوات بسباق واحد للجري بطول الملعب (192 مترا و27سم) ثم توقفت في القرن الخامس ق.م يعتبر البارون دي كوبرتان هو باعث الألعاب الأولمبية الحديثة عام 1896في اليونان بعد أن أسس اللجنة الأولمبية الدولية عام 1894 وأصبحت مسؤولة عن تنظيم هذه الألعاب. شعار الألعاب الأولمبية (أسرع , أعلى , أقوى) في إشارة إلى نوعية المنافسات التي تتم ومدى قدرة الإنسان على استثمار إمكاناته ومؤهلاته الذاتية في صناعة التفوق من خلال منافسة شريفة تنبذ أي مؤثرات خارجية يمكن أن تساعده على ذلك ومن أبرزها المنشطات التي تشن عليها اللجنة حربا بلا هوادة للحفاظ على روح الرياضة وشرفها. ويترقب الرياضيون خاصة في الألعاب الفردية هذه الدورة كل 4 سنوات لإبراز قدراتهم وإمكاناتهم للتفوق في المنافسة على شرف الحصول على الميدالية الأولمبية. عندما نتأمل هذه الألعاب ونتأمل هذا الإنسان الذي يقطع 100م بين غمضة عين وانتباهتها ويقفز في الهواء أكثر من 2.5م دون مساندة من قوى خارجية أو أكثر من 6 أمتار مستندا على عصا تتقوس تحته أو مسابقات السباحة بأنواعها والغطس.. لابد أن نقف بكل إجلال وخشوع أمام عظمة الخالق الذي أوجد هذه الإنسان وأودع فيه هذا السروهذه الإمكانات وترك له حرية التصرف والبحث عن ذاته واكتشاف هذه القدرات وتطويرها وبالتالي فإن علينا أن نتجاوز لحظة الإبهار بإنجاز البشر إلى تقوية إيماننا بإعجاز خالق هذا البشر ووجوده. إن وحدة الله سبحانه وتعالى وعظمته تتراءى في وحدة هذا الكائن وقدرته على صناعة التفوق ليس من منطلقات ذاتية فقط وإنما أيضا في القدرة على اكتشاف هذه القدرات وتطويرها (وفي أنفسكم أفلا تبصرون). الإنسان عندما يولد سليما على فطرته لا فرق بين موطنه أو منطقته في عمومه وتبقى القدرة على اكتشاف مواهبه وتطويرها هي الفارق بين ثقافات البشر وحضارتهم. هذه القدرة ترتبط أيضا بالظروف المحيطة بالموهبة التي تساعد على تقديمها وإبرازها أو العكس وربما لعبت الصدفة أو الحظ دورا كبيرا في ذلك إذ من المؤكد أن هناك العديد من المواهب في أنحاء العالم شرقه وغربه بما فيها الدول المتقدمة وفي كل المجالات ربما كانت لديها إمكانات أكبر لكنها لم تكتشف لأسباب عديدة أبرزها ثقافة المجتمع ومدى تقديره ورعايته للمواهب والاهتمام بها. والله من وراء القصد