غياب المتخصص مسؤولية مَن؟
في أولمبياد لوس أنجلوس 1984 التقى صحفي أمريكي زميلا سعوديا في المركز الإعلامي وبعد أن قدم نفسه سأل الأمريكي الزميل عن مهمته فأجابه: ـ جئت لتغطية الدورة. فقال: أعرف ذلك.. لكنني أسألك عن أي لعبة أنت مهتم؟ قال الزميل: كل الدورة. (طارت عيون) الأمريكي ـ على حد تعبيرنا ـ وكرر التساؤل.. ـ تغطي كل الألعاب؟ وبكل زهو وفخر قال زميلنا: نعم. زم الأمريكي شفتيه وهز رأسه لكن زميلنا الذي أراد أن يستمر في الحديث ويثري الحوار سأل الأمريكي: ـ وأنت؟ فقال الأمريكي: ـ سباق 400 م. هذا الحوار حقيقي وغير مبالغ فيه وشهد عليه رئيس وفدنا الإعلامي للدورة آنذاك الأستاذ منصور الخضيري. حال الزميل هذه هي حالنا جميعا من أبناء المنطقة وليس السعوديين فقط إذ نعتمد كثيرا في مثل هذه البطولات العالمية على تغطية وكالات الأنباء العالمية وهو أمر طبيعي إذ لا يمكن للصحيفة أن ترسل عددا من الصحفيين بل إنها لا تملك مثل هذا العدد فيما تنظر وكالات الأنباء للحدث على أنه نوع من الـ (Business) فهي تبيع المعلومة والصورة للصحافة ولذلك تؤهل أكثر من صحفي وتخصص البعض لألعاب معينة أو لمتابعة رياضي معين وتقوم بعض الصحف الرياضية العالمية المتخصصة بشيء من هذا ونكتفي نحن بالحضور والتمشية ومتابعة تحركات المسؤول والوفد السعودي ـ وهذا له حديث آخرـ لكن هذا يقودنا إلى تساؤل هام حول غياب الصحفي المتخصص من صحافتنا؟ لا أعني هنا المقروءة فقط ولكن حتى المسموعة والمرئية، فالجميع يتابع كرة القدم ويحلل كرة القدم و(يفهم) في كرة القدم رغم اتساع قاعدة الإعلام الرياضي لدينا من قنوات فضائية وصحافة مقروءة ورقية كانت أو إلكترونية مما يستدعي وجود الصحفي المتخصص وأهمية تأهيله. وإذا كان بعض اللاعبين الدوليين في كرة القدم برعوا في التحليل الرياضي وأوجدوا لهم مكانة فيه فإن في الألعاب المختلفة الأخرى لاعبون على مستوى فني عال من الفكر والوعي ما يؤهلهم لمثل هذه الأدوار.. تبقى مهمة هذه القنوات في الاستفادة منهم وتأهيلهم وتخصيص مساحة أكبر لهذه الألعاب إذا ما أردنا أن تنتشر ونرتقي بمستواها وعلى الجهات المسؤولة الدور الأكبر في دعم هذه الألعاب والاهتمام بها إذ إن الميزانية المتخصصة لها لا تكفي لتغطية رواتب ومكافآت العاملين في الاتحاد أو حتى تجهيز الرياضيين الذين يمثلون المنتخب ويكفي أن المبلغ المخصص لمعسكر نادي مضر الخارجي لتمثيلنا في كأس العالم لليد 75 ألف ريال فقط وهذه تحتاج وقفة أخرى. والله من وراء القصد. raseel_sa@hotmail.com تويتر A_Aldhuwaihy