المنتخب..مأكول مذموم..
لا أدري لماذا البعض مازال يصر على أن ينظر إلى النصف الفارغ من كوب الماء في تعاطيه مع المنتخب ونتائجه؟ خصوصاً في هذه المرحلة من تصفيات كأس العالم..
ولماذا لا ينظر إلى النصف المملوء..؟
لن أبحث عن مصدر هذه النظرة
ولا إلى الذين لم يعد لديهم ما يقولونه..
أولئك الذين كانت نظرتهم ونقدهم تتمحور حول نقطة واحدة كانوا يرون فيها خروج المنتخب من أزمته إذا ما تحققت أو بقاءه في أزمته إذا لم تتحقق.. هذا إذا كان هناك أزمة من الأصل..
تحقق لهم ما يريدون..
ولم يحقق المنتخب ما نريد..
ولم يعد لديهم ما يقولون..
وفضلوا الصمت..
وهذا يكشف (الأزمة) الحقيقية في التعاطي مع المنتخب وشؤونه..
لن أبحث عن هذا كله..
لكنني أبحث عن الإجابة لدى فئة أخرى يحتار المتابع في تحديد ما تريد.. إن كانت هي تعلم ما تريد..
ــ إذا قدم المنتخب ما يشفع له وظهر بمستوى جيد ولم يحقق نتيجة إيجابية قالوا: المهم النقاط الثلاث بغض النظر عن المستوى ضاربين أمثلة بمنتخبات حققت نتائج ووصلت لنهائي كأس العالم وربما الفوز به.. وفقاً لهذا المفهوم.. متسائلين بتهكم (أين نصرف هذا المستوى وفي أي بنك؟)
ــ وإذا لم يقدم ما يشفع له وفاز.. قالوا:
المستوى غير مطمئن ولا يبشر بخير..
وأصبح المنتخب (مأكول مذموم).. وعفواً لهذا التعبير.. لكنها الحقيقة..
لأن التعاطي مع المنتخب لا يستند إلى فكر راق مبني على أسس واضحة..
والنظرة إليه تنبثق من النظرة إلى لاعب معين أو ناد معين..
لنترك هذا جانباً..
وننتقل لما هو أهم..
وهو موقف منتخبنا من التصفيات التمهيدية الآسيوية المؤهلة لكأس العالم بعد إنتهاء المرحلة الأولى والتوقف في منتصف المسافة ونظرتنا له من خلال النصف المملوء..
هذه النظرة تنطلق من ناحيتين:
ــ حسابية..
ــ وفنية..
أولاً.. الحسابية
ــ تتصدر أستراليا المجموعة بـ9 نقاط إثر فوزها في ثلاث مباريات وهي المرشح الأقرب والأقوى وربما أنها أيضا قد ضمنت صدارة المجموعة ومن ثم التأهل كبطل للمجموعة..
ــ تليها تايلند بـ4 نقاط إثر فوزها على عمان وتعادلها مع منتخبنا..
ــ ومنتخبنا في المركز الثالث بنقطتين إثر تعادله خارج ملعبه مع كل من عُمان وتايلاند..
ــ ثم عُمان في المركز الرابع والأخير بنقطة واحدة إثر تعادلها مع منتخبنا في عُمان..
وعلى هذا الأساس..
وبعملية حسابية بسيطة ونظرة فنية فإن بلوغ الـ 8 نقاط كاف لتأهل ثاني المجموعة بنسبة كبيرة جداً، أما وصول سقف الـ 9 نقاط فيعني ضمان ذلك..
وبغض النظر عن كون المنتخب التايلاندي هو الأقرب منها حسابياً إلا أنني أرى وغيري كثيرون أن المنتخب السعودي الأقدر والأقرب خاصة وأن ترتيب مباريات المرحلة الثانية وجدولتها يسير في مصلحته..
المنتخب السعودي..
لديه مباراتان على التوالي أمام تايلاند ثم عُمان وعلى ملعبه.. وهذا يعطيه الأفضلية والفرصة لكسب المباراتين وبلوغ سقف الـ8 نقاط.
أمام تايلاند..
وفي مباراة الذهاب كان منتخبنا الأفضل لولا سوء الطالع وعدم التركيز.. وبعض الأخطاء التي يمكن تلافيها..
وعُمان..
ستكون خارج الحسابات.. وهذا سيساهم في تسهيل مهمة المنتخب..
تبقى نقطة واحدة لضمان التأهل..
ــ إما..
من تعادله مع أستراليا التي ستكون قد أعلنت صدارتها للمجموعة رسمياً..
ــ أو..
بخسارة تايلاند نقطتين.. وربما تخسر أكثر أمام أستراليا التي سترى في مباراتها أمامها حسماً للموقف والصدارة..
وبالتالي فقد يتم حسم أمر المجموعة بعد مباراتي الجولة الثانية.. إذا ما فاز منتخبنا ــ كما أشرت ــ على تايلاند ثم عُمان وخسرت تايلاند أمام أستراليا..
هذا إذا لم يحدث ما لم يكن في الحسبان كأن تفوز تايلاند على أستراليا ثم عمان..
ثانياً.. فنياً..
الملاحظ في مباراتنا أمام تايلناد أن مستوى المنتخب تحسن كثيراً عما كان عليه أمام عمان ثم أستراليا سواء من حيث الأداء أو شخصية الفريق داخل الملعب أو الانضباط التكتيكي أو وصوله إلى مرمى الخصم..
فالفرص الضائعة والهدف الذي تم تسجيله بغض النظر عن صحته من عدمها ومثله ما يقال عن ضربة الجزاء.. كلها تؤكد القدرة في الوصول إلى المرمى..
يبقى التسجيل..
وهي المشكلة التي عانى منها الفريق وافتقدها في المباراة.. وهذا أمر طبيعي يعود في نظري لعاملين أساسيين..
أولهما..
استعجال اللاعبين على التسجيل والرغبة في تحقيق نتيجة إيجابية نتيجة الضغط النفسي المفروض عليهم من قبل الإعلام ومن ثم الجماهير الرياضية وتصوير هذه المباراة على أنها الحد الفاصل بين التأهل وعدم التأهل..
وثانيهما..
فقدان البعض منهم لحساسيته على الكرة بعد عودتهم من الإجازة.. وهو أمر معتاد في مثل هذه الحالات..
المشكلة التي واجهت المنتخب السعودي في هذه التصفيات تكمن في ناحيتين مهمتين:
الأولى..
تأخر وصول المدرب (التعاقد معه) وحضوره في فترة توقف النشاط الكروي.. وهذا جعل مهمته أكثر صعوبة في التعرف على إمكانات اللاعبين وقدراتهم ولم يعطه الوقت الكافي لذلك..
الثانية..
بدء التصفيات متزامنا مع بداية الدوري وربما قبله.. ومعروف أن اللاعب مع بداية الموسم يكون عائداً لتوه من إجازته مما يفقده الكثير من لياقته البدنية والنواحي الفنية وحساسيته تجاه الكره وهو يحتاج وقتاً كافياً لاستعادة ذلك لا يقل عن منتصف الموسم..
المرحلة القادمة من التصفيات بعد شهر من الآن.. وهي كافية بإذن الله ليرتفع المعدل اللياقي للاعبين واستعادة حساسيتهم على الكرة.. وتعرف المدرب أكثرعلى إمكاناتهم وقدراتهم وتوظيفه لهذه القدرات..
يبقى الأهم وهو..
موقفنا نحن كإعلام وكجماهير رياضية من المنتخب ودعمنا له بالرأي الصادق البناء.. وقبولنا للأمر الواقع..
فالكرة السعودية تمر الآن بمرحلة انتقالية لابد من التعامل معها بما تتطلبه هذه المرحلة من عقلانية تستمد رؤيتها من الواقع..
علاقات .. وتسويق
بالمجان
(بعض) رؤساء الأندية عندما تنتهي مدة رئاسته للنادي أو تنهى (لا فرق).. ويغادر الكرسي لأي سبب كان يفاجأ الجميع بسحبه ملايين الريالات من خزينة النادي بحجة أنه دفعها من جيبه الخاص وسجلها على النادي كـ(ديون) أثناء فترة رئاسته.. وهذا ما يضع الأندية وإداراتها الجديدة في حرج والتي قد تستلم النادي وخزينته خاوية.. وربما بعجز مادي.. بل وأكثر من ذلك ديون متراكمة ومستحقة عليه..
بمعنى..
أن كل رئيس عليه أن يتدبر أموره وداعميه وموارد النادي في عهده..
ويفعل ذلك أيضا بعض أعضاء الشرف الذين يستعيدونها من موارد النادي..
هؤلاء.. كلهم في الغالب رجال أعمال..
ورجل الأعمال في العموم يدرك مفهوم اللعبة الإعلامية والإعلانية..
ويدرك معنى العلاقات العامة وتوظيفها في التسويق لأعماله التجارية والخاصة..
ويدرك أيضا..
أنه ربما يدفع أضعاف هذه المبالغ في الفترة ذاتها وربما أقل لتسويق منتجه وأعماله التجارية..
وأنه لو أراد تسويق اسمه وصورته أمام المجتمع لما استطاع بنفس السرعة والمساحة من الانتشار حتى لو دفع أضعاف هذه المبالغ..
هذا الرئيس يخرج من النادي بعد أن وضع لاسمه ونفسه علامة تجارية وبنى جسوراً من العلاقات وحمل معه جواز مرور لكثيرمن القطاعات
أتساءل..
إذاكان هذا الرئيس (ولا أسمي أو أعني رئيساً بعينه، فمعظم الأندية تعاني من ذلك).. أقول:
إذا كان هذا الرئيس سوف يستعيد ما صرفه على النادي طيلة فترة رئاسته..
وإذا كان في النهاية هو المستفيد إعلامياً..
إذاً ماذا قدم للنادي.. ؟
لا تقولوا.. إنه صرف من وقته..
فقد صرف هذا الوقت لتحقيق ذاته وتسويق نفسه إذا كان الأمر كذلك..
وهذا يعني..
أن كثيراً من رؤساء الأندية إنما جاءوا للأندية لتحقيق ذاتهم والحصول على مكاسب شخصية ولتسويق مصالحهم الخاصة.. حتى وإن بدوا ظاهرياً يعملون من أجل النادي.. مما يفرض إعادة النظر في السياسة التي يتبعها هؤلاء في تعاملهم مع الأندية
وبالتالي..
يفترض أن يعلن ذلك في وقته.. لا أن يتغنى بها إعلامياً على أنها دعم منه للنادي، ويعدد ما صرفه على النادي من جيبه الخاص أثناء رئاسته.. وهي في الواقع ديون محسوبة على النادي..
الوحدة..
والزمن الجميل..
علي داود.. كريم المسفر.. لطفي لبان... دخيل عواد.. وغيرهم..
هؤلاء هم الذين صنعوا زمن الوحدة الجميل في ثمانينيات القرن الهجري الماضي (الستينيات الميلادية) مع الزرد وجميل فرج وأبو يمن والبصيري واللمفون وسعيد لبان وأحمد طاهر.. وغيرهم ممن لا تحضرني أسماؤهم..
وهم الآن..
يتحملون مسؤولية قيادة نادي الوحدة من المكاتب الإدارية بعد أن قادوه ميدانياً إلى منصات التتويح..
يملكون الفكر..
ويملكون الخلق..
ويملكون المثالية والإخلاص..
لكنهم ورثوا نادياً مثقلاً بالهموم الفنية والاقتصادية والإدارية.. أغرقه الربابنة في بحر لجي بعد أن فقدوا البوصلة وعاش مرحلة من التخبطات.. فلبسوا سترات النجاة وتركوه يصارع الأمواج وحده حتى أدركه الغرق..
هؤلاء..
أعني.. علي داود ورفاق دربه.. يملكون البوصلة ويعرفون كيف يستخدمونها ويجيدون قيادة السفينة.. لكنهم يفتقدون للإمكانات التي تعينهم على انتشالها من الغرق والسير بها إلى بر الأمان..
وواجب أهل مكة (وأهل مكة أدرى بشعابها) الوقوف معهم ودعمهم.. إن لم يكن من أجلهم فمن أجل ناديهم الوحدة..
واعترافاً بهم..
ووفاء لهم..
وزمنهم الجميل الذي صنع التاريخ الجميل للوحدة..
التعليق
بين الغرور.. والفقر
في مباراة منتحبنا الأخيرة مع تايلاند والتي انتهت بالتعادل بدون أهداف.. ومعروف وضع المنتخب وموقفه قبل المباراة وأثنائها وأهمية النتيجة بالنسبة له.. في تلك المباراة.. ردد المعلق:
الجمهور السعودي مغرور بمنتخبه..
وأضاف..
أن.. وصوله لنهائي كأس العالم أربع مرات وفوزه بكأس آسيا.. إلخ
هذا المعلق سعودي فهل هو أيضا مغرور بمنتخبه كما نحن جمهور هذا المنتخب..؟
لا أدري أي غرور يقصد..؟
وهل يعي معنى الغرور..؟
وإذا ما كانت الانتصارات السابقة ونجومية الكرة السعوديثة لم تكن عن جدارة حتى نصاب بالغرور..؟
وأي غرور هذا..؟
لا أدري أيضاً..
هل هي زلة لسان.. ؟ أم خانه التعبير..؟
أم..
أن ثقافة هذا المعلق جعلته يقول ما لا يعيه أو يدركه..
كما هي حالة كثير من المعلقين اليوم ــ وللأسف ــ الذي يظل يتحدث دون توقف طوال الـ 90 دقيقة مما يعرضه لمثل هذه المواقف وغيرها..
ومعلق آخر..
في الدوري المحلي.. قال عندما سجل أحد اللاعبين هدفاً لفريقه وتفاعل مع الهدف
(فلان).. يقصد اللاعب.. مثل الفقر يغيب ويطلع مرة في الشهر..
لاحظوا.. مثل الفقر..
وهذه لا تحتاج إلى تعليق أكثر من سابقه..
هل هي ثقافة معلق أيضا؟
أم أنه الحماس وعدم التركيز الذي يأخذ المعلق بعيداً عن أجواء المباراة..
والله من وراء القصد.