2010-01-26 | 18:00 مقالات

الشباب .. (فكر).. و(حلى ) و التتويج

مشاركة الخبر      

يمتاز الشباب “ النادي “ بفكر راق وتفكير خلاق ينبع من وعي إداري.. سواء.. كان للنادي.. أو فريق كرة القدم.
يتمثل هذا الفكر.. في انتقائيته للأحداث وكيفية التعامل معها..؟
يعرف.. كيفية الفوز بالبطولات.؟
ويدرك.. متى يفوز بها..؟
لا يتنازل.. لكنه (يعـف عند المغنم ) و(عفة) الشباب عن البطولة.. محمودة.. لأنها عن قناعة ودراسة. لأنه.. يعي معناها.. ودلالتها ويدرك البدائل.. وأبعادها..
و كعادة الشبابيين.. في أن يكون لبطولاتهم تميز خاص.. ومذاق خاص (يحلون) بها بطولتهم.. كان (حلاهم) هذه المرة هدفين جميلين.
ولأول مرة يسجل فريق هدفين في أكثر من مرمى.. لأكثر من ناد في آن واحد.
و الهدفان.. هما توقيع العقد مع الشقيقين أحمد وعبده عطيف. قاطعا الطريق بذلك على كل المحاولات وبمبلغ أقل بكثير مما كان يعلن ويروج له.. مما يؤكد تلك المزايدات.. وأن الإدارة الشبابية عندما تقول تفعل.. وعندما تعد تفي.
و الفوز الشبابي بهذه البطولة.. لم يكن مصادفة فهو يعلم أن (تكاثر الظباء).. تفقد الصياد التركيز والظفر بغنيمته.
و أن من أراد “ الكل “
قد يفقد هذا “ الكل “
و بالتالي..
فهو لا يرضى من الغنيمة بالإياب.
ولا بد أن يأخذ حصته من (الكعكة)
و كان “ كأس مسابقة الأمير فيصل “ حصته بعد أن أدرك أن غيره بدأ الإعداد لنيل النصيب الأوفر. في انتظار المنافسة على قطعتين لا تقلان أهمية.. ليدخل قائمة كبار هذا الموسم بل أول الداخلين. بعد أن حصل على شهادة المطابقة على هذا اللقب منذ عدة مواسم
والفوز الشـبابي بهـذه البطولة لم يكن مصادفةً أو يشوبه الحظ
والطريق لم يكن سهلاً.. أو ممهداً ومزروعاً بالورود والذين يقللون من أهمية هذه المسابقة.. أو قوتها.. هم أول الساعين للفوز بها.. والبحث عنها. وربما كانت منتهى طموحاتهم.. في وقت تمثل الحد الأدنى من الطموحات لدى الشـبابين
فالأندية.. شاركت بنجومها
والمجموعة الشبابية لم تكن سهلة
والنهائي.. كان صعباً.. لأن الطرف الثاني كان “ الأصعب “
وعندما يأتي التفوق عبر “ الأصعب “ يصبح أكثر جدارة..
و بالتالي.. ألذ..طعماً.. وأحلى مذاقاً وأبقى في الذاكرة..
فاز الشباب بهذه الكأس.. فقفز إلى الرقم 21 في سجله البطولي. متساوياً مع النصر في المركز الرابع في سجل الأندية بعد الهلال (49) ثم الاتحاد (31) ثم الأهلي (26).
و القضية ليست في الأرقام فقط.. ولكن في القدرة على التميز والحصول عليها.
الشباب.. حقق ذلك في عقدين من الزمان بمعدل بطولة في كل عام.. متجاوزاً بذلك آخرين حققوها في ضعف المدة الزمنية تلك. وبالمعدل ذاته سبق آخرين في مـدد تجاوزت ذلك الرقم.
وهذا يعني..
أن الشباب في سباق مع الزمن لتقديم نفسه.. وإثبات حضوره.. وقد حقق ذلك.. وأصبح الآن من الساعين لتأكيد الحضور.. أكثر من البحث عنه..
وإذا ما سار على النهج ذاته.. قد يجد نفسه على المدى المنظور في مركز أكثر تقدماً.. معلناً دخوله “ نادي العمالقة “.. بعد أن تجاوز “ نادي الكبار “.
والله من وراء القصد


تتويج.. البطل
رغم تاريخنا العريق في كرة القدم.. ومع المسابقات المحلية.
ورغم أننا نوشك أن نودع الموسم الخامس والثلاثين من الدوري العام على مستوى المملكة.. وفي عصرنا الحديث.
و رغم ما نمتلكه من خبرات إدارية.. سافرت واطلعت.. وشاهدت..
و رغم إمكانية التواصل مع الآخر.. والاستفادة من خبراته وتجاربه..
رغم هذا كله..
لازلنا.. حتى الآن.. لا نملك آلية واضحة لتتويج بطل الدوري
في بداية الدوري قبل 35 عاماً.. تم تتويج البطل في فندق بعد نهاية الدوري
ثم أصبح في الملعب.. في إحدى مباريات البطل..
وبعد انتهاء مرحلة المربع الذهبي.. والعودة إلى النظام المعتمد عالميا.. عدنا إلى الدوران في الحلقة ذاتها وطرح التساؤل مع نهاية كل موسم
اكتب هذا الموضوع.. وقد حسم الهلال بطولة الدوري لصالحه قبل نهايته بثلاثة أسابيع.. ولا أدري كيف سيتم تتويجه..؟ إذ لا زال الموضوع بين أخذ ورد.. وإن كان الأقرب والأنسب أن يتم في مباراته القادمة مع الاتفاق خاصة وأنها تقام على ملعبه وبين جماهيره.
لكن..
بعيداً عن الهلال..
وعن هذا الموسم..
لماذا لا يكون هناك آلية واضحة ومعروفة يتم اعتمادها والتمشي بموجبها في كل من المواسم..
آلية.. تضع كل الاحتمالات.
وتضع لكل احتمال طريقته..
والاحتمالات.. لا تتعدى ثلاثة :
.. حسم مبكر وفي مباراة محددة.. كما هو حال الهلال هذا الموسم..
.. حسم في آخر مباريات الدوري.
.. حسم في أسبوع واحد (أيا كان) ويعتمد على نتيجة أكثر من لقاء..
وأعتقد أنه.. من السهولة التعامل مع هذه الاحتمالات.. ووضع الآلية المناسبة لكل منها من خلال الاستفادة من تجارب الآخرين في هذا المجال.
ربما كان الحديث مبكراً عن طرح بعض الرؤى حول ذلك للمواسم القادمة، لكن من المهم أن نفكر بجدية في تتويج البطل.. بما يستحق.. لأنه لا يقل أهمية عن فوزه بالبطولة.

لا.. يا (بابا )
كعادتهم في سرعة الحسم.. أنهى الشبابيون خلال سـاعات التعاقد مع الدولي الكويتي مساعد ندا لاعبا رابعا غير سعودي
( آسيوي) لمشاركتهم المرحلة القادمة بعد أن ظلت المفاوضات أياماً مع البعض لم تنته إلى نتيجة.
صفقة ندا.. جاءت بديلاً للبحريني حسين بابا.. بعد أن اكتشف الشبابيون.. الخطأ القانوني في ذلك.. وأن اللائحة تمنعهم أو بالأحرى تمنع تسجيل اللاعب لثلاثة أندية في موسم واحد.
والحديث هنا عن حسين بابا.. والذي صرح بأن هذه ليست مسئوليته.. وأن المسئولية تقع على وكيل أعماله كونه متفرغاً للعب.. ولا يفقه في اللائحة وقضية حسين بابا.. تطرح تساؤلاً هاما ً :
هل كان وكيل أعماله يعرف اللائحة جيداً.. وأراد تسويق اللاعب والاستفادة بخداع الآخرين ظنا منه أنه قادر على ذلك..؟
أم أنه فعلاً.. لا يفهم اللائحة.؟
وأيا كان الوضع.. فأحدهما مصيبة.. والآخر أعظم.
والقضية -أيضاً- ليست وكيل أعمال.. لكنها مرت على أكثر من طرف.
وعندما يتخلى اللاعب عن مسئوليته في فهم اللائحة فإن هذه تؤخذ عليه.. وعلى ثقافته.
صحيح أن هذه مسئولية وكيل أعماله..
وأنه ليس مطلوباً منه الإلمام بها..
لكن على الأقل أن يفهم الحد الأدنى منها وخطوطها العريضة..
ثم السؤال الآخر..
إذا آمنا بأن هذا نتيجة عدم فهم الوكيل للائحة..
إذا.. ما هو دوره.؟؟
إن كثيراً من وكلاء اللاعبين نظر إليها كعملية تجارية بحتة.. وفق عمليات الربح والخسارة.
وكثير من الوكلاء أوقعوا لاعبيهم في مشاكل هم في غنى عنها نتيجة لذلك..
وأنا هنا أتحدث على نطاقنا المحلي والخليجي.. ودائماً ما كنا نطالب بتثقيف هؤلاء.. والارتقاء بمستواهم.. ونطالبهم بتثقيف أنفسهم ذاتياً.. وإدراك الدور الذي يقومون به وأهميته ناهيك عن فهم الأندية.. وتأكدها من سجل اللاعب وتاريخه قبل التعاقد معه.. أو مجرد التفكير في ذلك.

التوثيق
بين التحليل والتعليق

في مباراة ضمن دوري زين للمحترفين كان طرفها النصر قال معلق المباراة :
إن النصر فاز ببطولة الدوري ثمان مرات..
رغم أن الجميع وإن لم يعرف عدد مرات فوز النصر بها وهي خمس.. إلا أنه يدرك أن هذا الرقم غير صحيح
و المعلق الذي أدلى بهذه المعلومة صاحب خبرة ومعاصر للدوري منذ انطلاقته.
وفي مباراة الحزم والهلال مساء أمس الأول قال أحد المعلقين :
إن الهلال فاز ببطولة أول دوري.. وهذا صحيح.. ثم عاد ليؤكد مرة أخرى وكأنه يصحح خطأ ارتكبه أن النصر فاز بأول بطولة
وفي مباراة كان طرفها الأهلي قال أحد المحللين بين الشوطين إن الأهلي فاز بآخر بطولة عام 1403هـ , 1983م..في وقت يفترض أن يكون فيه هذا المحلل الأقرب بمعرفة أن الأهلي فاز بها عام 1304 هـ , 1984 م
حيث فاز الاتفاق بها عام 1403 هـ وجاء معلق تلك المباراة في شوط المباراة الثاني وذكرهذه المعلومة الخاطئة عن تاريخ الأهلي.
هذا غيض من فيض
ولو تتبعنا ما يقوله المعلقون والمحللون.. وما يطرح في وسائل الإعلام.. لوجدنا أخطاء أكثر..
والمشكلة ليست في المعلومة الرياضية فقط. ولكن حتى في اختيار العبارات.. مما لا يتفق بعضه مع الأعراف والتقاليد.. وحتى الدين.
و المشكلة الكبرى أن المتلقي يأخذ هذه المعلومات سواء الرياضية.. أو غيرها.. وما يطرح عبر هذه الوسائل على أنه معلومة مسلم بها.. تتشكل من خلالها ثقافته
إن مشكلة بعض المعلقين والمحللين أو المتعاطين مع الشأن الإعلامي في تقديم المعلومة.. يعتقد أنه وصل إلى درجة من الخبرة يتجاوز فيها مرحلة التحضير والإعداد.. وافتراض المواقف وكيفية التعامل معها.. حتى ولو كانت خبرته لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة..
ويكتفي آخرون بتلك الخبرات دون محاولة لتطوير ذاتهم وتنمية معلوماتهم غير مدركين لتطور الزمن.. وأنه أصبح (زمن المعلومة )
والمعلومة الصحيحة.
و يبدو أن الانفتاح الإعلامي.. وتعدد القنوات الفضائية.. وتسابقها في كسب المتلقي والبحث عن كوادر وكفاءات لهذا الغرض.. جعلها تبحث عن الكم.. دون تركيز على الكيف. من أجل سد الفراغ.. وإن كنت لا أعفي الأشخاص أنفسهم عن هذه المسئولية.

( ولا تلقوا بأيديكم
إلى التهلكة )

أولاً.. نحمد الله على سلامة بطل الراليات السعودي يزيد الراجحي وزميله.. وراح ضحيته كما يقول الخبر - مجوهرات.. وأجهزة و… بما يقدر ثمنه 700 ألف ريال. نتيجة سطو مسلح أثناء عودته من الأحساء إلى الرياض ونقول له :
( إذا سلم العود.. الحال تعود )
يقول ملخص الخبر كما تم نشره :
أن السيارة توقفت به لانتهاء الوقود وأنه ذهب مع سيارة أخرى لإحضار بعض الوقود وعندما وصل سيارته وجد العصابة أمام سيارته وقد هددت زميله …الخ الخبر.
ليسمح لي الأخ يزيد.. بعد أن حمدنا الله على سلامته وغيره.. ممن يملكون الخبرة والثقافة.. وحتى الذين لا يملكونها.. أن أتساءل عن وقوعنا في أخطاء.. وزلات لا تغتفر و يفترض ألاتحدث على الإطلاق
لن أتساءل عن حمل مثل هذه الأشياء الثمينة معه في السيارة.. فهذا شأنه.. وربما كان له ما يبرره.. لكنني أتساءل:
عن اللامبالاة – وعفواً لهذا التعبير – لدرجة أن ينسى معه الشخص أن يتفقد وقود السيارة.. خاصة وأنه في مناطق يتوفر فيها.. ولا مبرر لحدوث مثل هذه الأخطاء..
وأن نلقي بأيدينا إلى التهلكة.
و ليحمد الله ونحمده معه.. أن هؤلاء اللصوص من تلاميذ (ارسين لوبين).. أو المتأثرين به... واكتفوا بما غنموه. دون التجاوز إلى ما هو أبعد وأخطر
والله من وراء القصد