2009-12-22 | 18:00 مقالات

هذا العميد ما ضميره ؟!

مشاركة الخبر      

عنوان هذا المقال مستوحى من عنوان كتاب للمفكر عبدالله القصيمي (هذا الكون ما ضميره).. وسبق أن كتبت تحت نفس العنوان.. أو عنوان مشابه.. لكنها إشارة لابد منها.. قبل الدخول في موضوع هذا الأسبوع.. وأذكر.. ويذكر الجميع أننا درسنا في مادة القواعد في المرحلة الابتدائية (باب الضمائر).. أنواعها.. وموقعها من الإعراب.
فهناك ضمير المتكلم (أنا) ومعناه.. وضمير المتكلمين (نحن).. ودلالاته.. والضمير المتصل.. والمنفصل.. وهناك الضمير المستتر.. وأكثر عبارة رسخت في أذهاننا (والفاعل ضمير مستتر تقديره هو)..
وعندما كبرنا.. وتوسعت ثقافتنا.. وتنوعت مصادرها.. عرفنا نوعاً آخر من الضمائر.. التي لا تنتمي لقواعد اللغة.. لكنها تؤثر في (قواعد) الحياة.
فهناك الضمير الحي.. والضمير الميت.. (والضمير الغائب).. وهذه الأخيرة تنتمي للغة والحياة.. بناء على المستخدم.. وكيفية توظيفه لهذا الضمير.
وهناك (الضمير المستتر) الذي يمكن توظيف هذا المصطلح وفق القاعدتين.. وحسب رؤية المتعامل أو المعبر عن المصطلح.
ولهذا يظل الضمير سراً من أسرار اللغة بل سراً من أسرار الحياة.. بمكوناتها بشراً كانوا أو كيانات.
لنترك هذا جانبا.. وندخل مباشرة في الموضوع وتساؤلنا عن العميد.. وضميره.
والعميد.. هو اللقب المحبب لنادي الاتحاد.. والجدير به.
وما حصل للاتحاد هذا الموسم.. خاصة في النصف الثاني من الدور الأول لدوري زين للمحترفين.. يجعل هذا التساؤل مطروحاً وبقوة.
فالاتحاد الذي فاز بالدوري الموسمين الماضيين هو اتحاد اليوم.. بإمكاناته الفنية.. بكل ما يحمله هذا المصطلح من شمولية.
وهو الاتحاد الذي قطع نصف المشوار (حتى الآن).. أعني النصف الأول من الدور الأول.. بنجاح تام مع مرتبة الشرف.. حيث كسب جميع مبارياته الست.. وكان قائد الفرق.. والأكثر ترشيحاً لإعادة ذكرى مواسم 1419، 1420، 1421هـ عندما فاز بالبطولة ثلاثة مواسم متتالية.
الذي تغير في العميد خلال هذه الفترة شيئان.. وأعني بالتغيير.. التغير الحسي والجوهري. وهما:
مدرب الفريق.. حيث تسلم المهمة كالديرون وكان ذلك قبل بداية الموسم الماضي.
وإدارة النادي.. هذا الموسم.. ومع ذلك ظل العطاء هو نفسه.. والنتائج تسير نحو الأفضل.
ومن هنا يبرز التساؤل بصورة أكثر قوة ووضوحاً.. عن (السر) في تغير نتائج الفريق في النصف الثاني من الدور الأول.. رغم أن المكونات الأساسية لم تتغير.
الفريق الذي حقق 15 نقطة من أصل 15 في النصف الأول.. هو الفريق الذي لم يحقق سوى 5 من أصل 15 في النصف الثاني حتى الآن.. ومن فريقين صعدا هذا الموسم. أحدهما يصارع على الهبوط (تعادل معهما) والفوز الوحيد كان على غريمه الأهلي.. في مباراة كان الثاني فيها هو الأضعف وبأخطاء لاعبيه.. ومع ذلك كان الفوز صعباً.
والقضية لا تتعلق بخسارة مباراة.. أو مباراتين في دوري يمتد إلى أكثر من عشرين مباراة.. أو حتى نصف هذا العدد.
والقضية ليست في خسارة العديد من المباريات.. لو كان الفريق غير مهيأ للفوز..
لكن القضية.. انسحبت على شخصية الفريق داخل الملعب.
نزيف نقطي..
إنذارات بالجملة..
طرد لاعبين..
خروج عن النص..
والذين حاولوا اتهام التحكيم بأنه السبب فيما حدث في مباراة الاتفاق (وهي بداية السلسلة).. جاءت مسيرة الفريق بعد ذلك لتؤكد خطأ هذا التصور..
(محمد نور) قائد الفريق.. ولاعب الخبرة واللاعب الذي تميز بالانضباط.. في الموسمين الأخيرين.. وأصبح الرقم الصعب.. ليس في ناديه فقط.. بل وعلى مستوى الكرة السعودية.. تغير فجأة.. وبمقدار 180 درجة.. وتعرض للطرد وللإيقاف.. وخرج كثيراً عن النص.. وهي تصرفات لا يمكن تبريرها.. مهما كانت الأسباب.
أعضاء شرف.. يحاولون تسويق بعض لاعبي النادي.. من مكاتبهم.. في تصرفات تنم عن جهل بأبسط قوانين التعامل.. وأبجدياته.
أو.. أنهم يدركون ذلك.. وبالتالي فإنهم يسعون من خلال ذلك.. إلى سكب المزيد من الزيت على نار الاتحاد المشتعلة هذه الأيام.
لست قريباً من البيت الاتحادي.. لكنني كمتابع يهمه الاتحاد شأنه شأن أي ناد سعودي آخر.. أشير هنا إلى نقطتين هامتين:
ـ الأولى :
لا أحد يمكن أن يشكك في اتحادية د. خالد المرزوقي (رئيس الاتحاد).. أو يزايد عليها.. فتاريخه مع النادي يشهد بذلك.
والدكتور المرزوقي (ما شاء الله لا إله إلا الله) له مكانته العلمية.. وحضوره الاجتماعي.. وأغناه الله بفضله عمن سواه.. وبالتالي لا يمكن لمن يملك هذه المواصفات.. إلى جانب أدبه الجم وثقافته العالية أن يبحث عن تحقيق ذاته.. أو تسويق نفسه من خلال الأندية.
ـ الثانية :
إن الدكتور خالد المرزوقي لم يأت لرئاسة النادي من الأبواب الخلفية.. ولا بقرار خارجي.. وإنما بشرعية كاملة.. وانتخاب من البيت الاتحادي.. والقائمين عليه.. ثقة في شخصه وإمكاناته.
وقد استطاع المرزوقي أن يحقق للاتحاديين ما أرادوا.. وأكثر مما كانوا يطمحون.. عبر نجاحين أيضا:
ـ الأول :
استمرار نجاح الفريق فنيا من خلال نتائجه في النصف الأول من الدور الأول.. (بداية عهده) واستقراره.
ـ الثاني:
وهو ما لم يحققه غيره.. نجاحه في تجاوز الفريق لمشاكله الفنية مع (الفيفا).. والسماح له بتسجيل لاعبين محترفين.. وهو ما لم يكن متاحاً قبل تولي المرزوقي هذه المهمة.
ولا أعتقد أن أي منصف اتحادي يريد أكثر من ذلك.
ومن هنا فإن ما يحدث لا يتجاوز في نظري أحد أمرين.
ـ الأول :
إن ما يحدث في أروقة الاتحاد.. سواء داخل الملعب.. أو على صعيد البيت الاتحادي خاصة الأولى.. هو نتيجة تراكمات سابقة.. وصلت الآن ذروتها. ووجدت متنفساً ظهرت من خلاله على السطح أي أن الفريق كان على (فوهة بركان).. لم يكن أحد يعلم متى يثور.. وإن امتلك معلومات عن نوعية البركان.
ـ الثاني :
أو أن هناك عناصر خارج الإدارة تبحث عن تحقيق ذاتها ولو على حساب الاتحاد.. لأنها تدرك أن استقراره ونجاحه يعني فقدانها لهذه الذات. وبالتالي وجدت في بعض المنتمين للنادي عبر مواقع مختلفة.. أدوات يتم تحريكها بسهولة.. وتشغيلها بطرق مختلفة.. لإثارة البلبلة.. واختراق الصف الاتحادي المتماسك.. للوصول إلى مبتغاها والبحث عن موطئ قدم.
وهو ما أدى إلى هذا التغير المفاجئ في نتائج الفريق.
والذين يحاولون تبرير هذه النتائج بقلة الخبرة لدى إدارة المرزوقي.. أو إنهاء عقد المدرب.. هم أول من يدرك نجاح المدرب في الفترة التي أشرنا إليها.
وهم أيضا يدركون.. أو يفترض أن يدركوا.. أن هناك رؤساء أندية آخرين.. نجحوا في قيادة أندية لمنصات التتويج.. ولا زالوا يقودونها لنجاحات أخرى.. جاؤوا إليها أيضا بدون خبرة في التعامل مع الأندية.
إذاً.. القضية لا تتعلق هنا بخبرة رئيس في العمل الإداري في الأندية.. بقدر ما تتعلق بمنظومة العمل في النادي وتعاون الجميع معه.. ودعمه مالياً ولوجستيا.. وهو ما افتقده د. المرزوقي وصرح به..
الاتحاد.. الذي غاب عن سماء البطولات روحاً من الزمان.. وتمت إعادة بنائه من جديد. على يد الأمير طلال بن منصور بداية الثمانينيات من القرن الماضي (بداية الدوري الممتاز).. ثم د. عبدالفتاح ناظر رحمه الله (على فترتين) وأحمد مسعود.. حيث أثمرت هذه الجهود عن عودة الاتحاد إلى الواجهة.. فحقق بطولة الدوري في السنوات الأخيرة (14 موسماًَ) ثماني مرات.. ناهيك عن بطولات أخرى ووصوله لبطولة أندية العالم.. وقيادته لفرق القارة ...الخ.
هذا الاتحاد.. هو اتحاد اليوم.. بإمكاناته وقدراته ورجالاته.
لكن (ضمير الاتحاد) هو الذي أصبح مثار التساؤل.. ومكمنه.
هل هو ضمير الـ(أنا).؟!
أم ضمير الـ(نحن)؟!
أم أنه (ضمير مستتر) تقديره (هو).!
ورجالات الاتحاد هم الأقدر على تحديد نوعية (الضمير) في العمل الاتحادي.
والله من وراء القصد

رياضة الوطن..
(أبو حاوي).. نموذجاً
موسى سعد أبو حاوي عسيري.. حكم درجة ثانية.. مرشح درجة أولى.. وكان مشروع حكم ناجح.. ومن الذين شاركوا في الدورة الأخيرة في إيطاليا.
الحكم موسى.. استشهد رحمه الله.. حيث كان ضمن أفراد الجيش السعودي خلال تصديهم للمتسللين في الجبهة الجنوبية.. وهو أب لطفل وراع لوالدة مقعدة.. وزوجة صابرة محتسبة.
الرياضة السعودية.. ممثلة في الحكم موسى أكدت مشاركتها في الدفاع عن حياض الوطن.. وأنها ضمن منظومة العمل الأمني.. ناهيك عن كونها أحد روافد التنمية.
ما دعاني لهذه الإشارة.. هو ثقتي أن القيادة الرياضية لدينا.. والتي وقفت كثيراً مع أبنائها الرياضيين.. سواء في علاجهم.. أو التخفيف من آلامهم لن تتردد.. في وقفتها مع الشهيد موسى.. وتكريمه.. خاصة.. وأنه استشهد دفاعاً عن الوطن.
صحيح أنه رحمه الله.. يعمل في الجيش السعودي ويناله ما ينال الذين استشهدوا في هذه الأحداث.. لكن انتماءه الرياضي أيضا.. وجه لهذه الرياضة التي عاشها ثماني سنوات.. مساهما في إدارة المباريات.. يؤكد مساهمة الرياضيين في هذا الشرف وبالتالي تكريمهم من قبل قيادتهم.
أقول هذا.. مجرد تذكير لأنني كما قلت أثق في نظرة القيادة الرياضية.. وأنها تنتظر فقط الفرصة المناسبة لإعلان ذلك.
بين عام (حل)
وعام (رحل)
تمر الأيام..
وتمضي السنون..
يوم.. يتلوه.. يوم..
وعام.. يعقبه عام..
غير محسوبة في عمر الزمن..
لكنها..
ورقة خريف تسقط أعمارنا.
وورقة تقويم تنزع من تاريخنا.
وصفحة تطوى من حياتنا.. هي (عمري.. وصفوتي.. وشبابي).. وهي.. (طيف ذكرى من الأماني عذاب) في كل مرة..
ندعو بأن يكون عامنا خير من الذي قبله.
وفي كل مرة.. ندعو للتسامح.. ونبذ الفرقة.. ومراجعة الذات.
وهكذا.. دواليك.
تمر الأيام.. والأعوام
وتتكرر الدعوات.
نفس أنفسنا.. في خضم الصراعات البشرية.. والبحث عن (الأنا).
نفتقد الشجاعة.. أن نعتذر للآخرين عندما نخطئ.
بل ونمارس الخطأ ذاته.. ونكرره.. ومع نفس الآخر.. ولنفس الأسباب.
عودوا.. إلى مواسمنا الكروية الماضية.. وراقبوا.. موسمنا الحالي.
ونحن ندخل عامنا الجديد.. أناجيك يارب.. وأنت علام الغيوب.. وما تخفيه الصدور.
اللهم..
إنني اجتهدت فيما مضى.. وفيما طرحت من رؤى..
فإن أصبت فهو بفضلك وتوفيقك..
وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان..
اللهم..
ما كان بيني وبينك فاغفره لي.. وتجاوز عني.. وأنت غفار رحيم.
وما كان بيني وبين خلقك..
فإنني أشهدك.. وأشهدهم.. إنني عفوت عن أخطائهم تجاهي.. وزلاتهم – إن وجدت – علي.. وأحسبها اجتهاداً منهم.. فلا تحرمهم أجر الاجتهاد.
وما كان علي من حقوق تجاههم.. أسألك يارب.. أن تعينني.. على ردها.. وقضائها.. والوفاء بها..
اللهم..
اجعل عامنا هذا خيرا من سابقه.. وأدم علينا نعمة الأمن والاستقرار.. واحفظ وطننا.. وقيادتنا.. وأمننا.. من كل مكروه.
والله من وراء القصد