نقدٌ.. ظاهرة الرحمة.!!
هل النقد فعل؟!
أم ردة فعل؟!
هل هو حالة عاطفية؟!
أو بالأحرى
تعبير عن موقف عاطفي؟!
تساؤل.. ربما عبر في حقيقته أو مضمونه من حالة شمولية لدينا..!! لكنني أود هنا أن أختزله في المجال الرياضي.. وهو محور حديثي.. بل ربما أنه يبرز في هذا المشهد أكثر من غيره؛ باعتبار العلاقة الفسيولوجية بين الرياضة.. ومناطق الإثارة العصبية في الجسم.!
-- والنقد كما هو معروف لدى علماء اللغة.. وفقهاء البلاغة.. هو إبراز المحاسن وإشارة للعيوب.. لتعزيز تلك ومعالجة هذه.. بأسلوب تقويمي حقيقي مبني على أسس ونظريات يهدف للبناء.. فهو أداة تقويم لا معول هدم.!!
هذا هو المتعارف عليه.. وما يجب أن يكون سائداً كمفهوم!
لكن الواقع غير ذلك.!
-- ربما لأننا لا نفهم النقد على حقيقته.. دلالته وأدواته.!!
-- أو
أننا نريد أن نضربه بابا (ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب).
وربما تجاوز ذلك.!!
ولم يكتف بإبراز مساوئ.. أو أخطاء المنقود.. بل إنه جعل النظرة إلى هذا المنقود.. على أنه (كتلة) من الأخطاء.. تمشي على الأرض..!! لا حسنات فيها.!! وهذا يخالف طبيعة البشر.. ويختلف مع الفطرة التي فطر الله عليها الخلق.!!
ولعلي لا أخالف الحقيقة.. لو قلت إنه تجاوز ذلك في بعضه.. إلى اتهام المنقود.. بما ليس فيه.. لفرض قناعات معينة.. أو رؤى.. يسعى الناقد (وهذا الوصف تجاوزا).. لتثبيتها كقناعات يفرضها على المجتمع.!! للوصول إلى أهداف معينة.! ومصالح ذاتية.!!
لست ضد النقد.. كمبدأ ومنهج!!
ولا أحد ضده.. كما أنه.. لا أحد.. فوقه.!!
بل إن هذه الحياة الدنيا قامت.. أو ابتدأت بخطأ.. عندما (وعصى آدم ربه فغوى)
ووجه له خالقه.. نقداً قاسياً وعقوبة جراء ذلك..
(فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم، قلنا اهبطوا منها جميعا...... الآية).
ويمثل القرآن الكريم وهو دستورنا وقائدنا ودليلنا المرشد الحقيقي.. وما يجب أن يكون عليه أسلوب الحوار.. ومنهج النقد.. في حواره جل وعلا مع إبليس.. وفي توجيهه لموسى وهارون وكيف يتعاملون مع فرعون.. ومع محمد صلى الله عليه وسلم وكفار قريش.. وفي تعامل الإنسان مع أخيه الإنسان.. الخ..!! لكننا لا نتدبر هذه الآيات.. ونمر عليها ونحن عنها معرضون!!
هذه مقدمة.. لم أكن أنوي لها أن تطول كذلك.. لولا تداعي الكلم.. وتزاحم الرؤى..!!
لا أحد ضد النقد..
ولا.. أحد فوقه.. كما أشرت.
لكن المشكلة في كيفية التعامل معه.. سواء كمتلقين.. أو نقاد.. أو منقودين!!
لم يعد (المنقود).. أياً كان موقعه.. وطبيعته – وللأسف- يأبه بالنقد.. – وربما كان له الحق في ذلك- لأنه تولدت لديه الكثير من القناعات أن ما يطرح أو يمس عمله وأداءه.. لا يخرج عن انطباعات شخصية تسيرها عواطف ذاتية!! حتى لو كانت صادقة في بعضها.. ولهذا.. يمارس العديد من الأخطاء.. ويكرر هذه الأخطاء.!!
وفتح الإعلام.. بمختلف قنواته ووسائله.. أبوابه للطرح والمناقشة.. دون اهتمام بالمضمون وبأهمية الرسالة الإعلامية.. ونوعية المتلقي.. وكيفية التعامل معه! وتاهت الوسيلة طريق الهدف لتغيير موقعه وتبدله!! وتحولت الغاية.. إلى وسيلة.. ولم يعد خافيا أن العملية أصبحت (تسويق).. أكثر من أي شيء آخر.!!
لكن ما هو أكبر.. وأخطر.. أن التسويق هنا ليس تجاريا بحتاً!! لكنه في بعضه.. تسويق فكر.. وأدلجة رؤى.!! والأدوات المستخدمة هنا.. لا تدرك ذلك في كثير من الأحيان.. لأنها هي الأخرى تجد في ذلك مناخاً مناسبا لتسويق فكر خاص بها.. يتفاعل أو ينسجم- دون أن تشعر- مع ذاك.. ليصل في النهاية إلى الهدف أو المبتغى المقصود.!!
قبل أكثر من عقدين.. وربما ثلاثة من الزمن.. لم تكن هوية القائمين على الإعلام الرياضي وممارسيه واضحة ومعلنة!!
وحتى لو كانت معروفة.. وهذا أمر طبيعي باعتبار أن كل إنسان له ميول.. إلا أن أياً من هؤلاء.. لا يتجرأ على إعلانها.. ويسعى كثيراً لإخفائها.. وعدم بروزها عبر طروحاته أو حتى بين ثناياها.!! وحتى لو أصبحت معروفة لدى المجتمع الرياضي بمختلف أطيافه وتركيباته.. فإن هذا المجتمع.. لا ينظر إليها.. على أنها صفة سلبية أو معيبة باعتبارها جزءا من تكوين الشخص وطبيعته ولأنها أيضاً وهذا مهم.. لا يتم توظيفها من هذا المنطلق!!
أو.. – وهذا أضعف الإيمان- لا يتم توظيفها في الإساءة للآخر.. وسلب حقوقه.. أو التقليل من قيمته!!
الآن..
تغير الوضع
وانقلبت كثير من المفاهيم..
وأصبح من السهل أن تصنف هذا الكاتب.. أو ذاك وفق المعسكر الذي ينتمي إليه.!!
بل إنك لم تعد في حاجة لذلك!!
فقد تولى المهمة نيابة عنك. وأصبح يقدم نفسه معلنا عن ميوله بصورة واضحة وصريحة.. ومفاخراً بها وأنه يتولى مهمة الدفاع عن حقوق ناديه.!
بل إن بعض المنتمين إلى الأندية باتوا يعلنون بكل صراحة سلبية إعلام ناديهم.. وعدم أدائه الدور المنوط به في الدفاع عن حقوق ناديه.. وكأن مهمته في الانتماء للإعلام.. وأداء رسالته تهدف إلى خدمة ناديه ونصرته..!!
والمتابع لما يطرح في وسائل الإعلام يدرك هذه الحقائق ويستطيع تلمسها..!!
ولهذا.. أصبح من الصعب - في نظري – بناء جيل إعلامي قادم.. يملك مقومات الإعلام الحقيقي إذا كان هذا الجيل يتربى.. أو يتعلم من هؤلاء الذين من المفترض أن يكونوا قدوتهم لا في طروحاتهم فقط!! ولكن حتى في سلوكياتهم ورؤاهم الشخصية.!!
والغريب أن بعضا من هؤلاء.. عايشوا أجيالاً سابقة.. ولم يكونوا كذلك.. ويبدو أنهم وجدوا صعوبة في مواجهة الموجة.. أو ضالة في هذا الاتجاه..فساروا مع ركب التيار.. نحو ذلك الهدف.!
والمشكلة الكبرى أن أثر ذلك لا ينعكس على كيانات فردية.. أو خاصة.. بقدر ما يؤثر في المجموع.. والمصلحة العامة.. وهنا تكمن الخطورة.. وما لم يكن هناك تحرك واسع وصريح من الجهات المسؤولة.. لمعالجة الوضع وتداركه..! فإن الأيام ربما كانت حبلى بما هو أكبر.. والشق يزداد اتساعاً.. وأخشى أن يأتي يوم يتسع فيه الشق على الراقع ولا ينفع معه الترقيع!!
لست متشائماً..
ولا محبطاً..
وأدرك أن غيري أكثر حرصاً مني!!
لكنني انطلق من قناعات وولاء صادق وصحبة لهؤلاء.. وحب للوطن.. ومصلحته.!
- بقي نقطة مهمة
فانطلاقا من هدي معلم البشرية وتأسيا به صلى الله عليه وسلم.. فإنني أعتمد (ما بال أقوام.......)!
واستثني آخرين.. يستحقون الاحترام والتقدير والثناء..معتمدا أيضاً.. التبعيض وعدم التعميم
والله من وراء القصد
يموت (.....)
وفي نفسه شيء من (.......)!!
كنت قد انتهيت من موضوعي.. وإذا بي أقرأ استقالة عبدالرحمن الزيد نائب رئيس لجنة الحكام الرئيسية.. فأعدت صياغته وتجزئته.!!
وإذا كان في فم عبدالله الناصر رئيس اللجنة ماء.. وهو يتحدث عنها.. فإن هذه الاستقالة لا تحتاج إلى بحث وتدقيق..في أسبابها ومسبباتها!
وسواء أصر الزيد على استقالته وابتعاده أو عاد وبضمانات معينة..!!
هل ستحقق هذه الضمانات؟!
وإذا لم يعد.. وابتعد.. هل سيتحقق لمن دفع به إلى ذلك مراده!!
أم أن المراد استهداف لشخص الزيد نفسه!!
دعونا نسأل وبكل صراحة..
منذ لجنة عبدالرحمن الدهام وما واجهه من نقد على مختلف الأصعدة والمستويات..وإلى يومنا هذا..
كم عدد اللجان التي أقيلت؟!
والتي تكونت؟!
ورؤساء اللجان.. وأعضائها؟!
وما الذي تغير في التحكيم!!
وهل الحل في حل اللجان وتغييرها.. أعني لجنة الحكام.؟!
وإذا كان في كل مرة سنقوم بحل اللجنة وتغييرها.. فإننا لن نعطي اللجنة الفرصة لكي تعمل وتخطط!!
لست في مجال الدفاع عن الزيد.. لكنني أعرفه كشخص نقي.. تقي.. يراقب الله ويخافه.. واسألوا أقرانه وزملاءه خارج محيط الرياضة والإنسان لايتجزأ.. ولا يتغير!! في عموم سلوكه!! نحسبه كذلك.. والله حسيبه!!
(ثم)
ما هو ذنب نائب رئيس اللجنة سواء كان الزيد أو غيره.. في أخطاء حكم (لو حدثت)..!!
لماذا لا ننتقد رئيس اللجنة مثلاً.؟
بل.. لماذا لا تنتقد اللجنة ككل إذا كان الهدف إعداد الحكم.. وتجهيزه!! لأنها هي المسؤولة.. وليس الرئيس.. أو نائبه.. أو أي من أعضائها.!
وما حدث في برنامج كل الرياضة مساء الجمعة الماضي خير دليل على الخروج عن النص.. وتجاوز مفهوم النقد والتقويم لذاته.. إلى أمور أخرى!!
في كل اللجان السابقة بدءاً من لجنة الدهام. كان لكل أعضائها ورؤسائها ميولهم المعروفة.. ولبعض الأندية مواقف سلبية.. تناولت الحرية الشخصية لكن أيا من هذه الأندية لم يصف أخطاء هؤلاء على أنها تصفية حسابات.!! بقدر ما عزاها إلى سوء تدبير أو تقدير!!
شخصياً..
مع استقالة عبدالرحمن الزيد
ومع رفضها.. وعودته!!
مع العودة.. لأننا لا نريد أن نخسر شخصا
بمثل كفاءته ونزاهته!!
ومع الاستقالة.. لنرى هل سيتغير شيء.. أم لا.؟!
والله من وراء القصد
بين ماضٍ من الزمان وآت
أمس بدأ العام الهجري الجديد.. وغداً نودع العام الميلادي.. ومن آيات الله سبحانه وتعالى التي تدعونا للتفكر في ملكوته.. هذه المصادفة بين العامين.. (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار........الآية..... لآيات لقوم يعقلون) البقرة.
مع نهاية عام.. وبداية آخر..
إلى كل قارئ تشرفت به.. وإلى كل صديق.. وزميل.. وقريب..
إلى كل فرد.. وإلى كل كيان.. أقول:
تمر الأيام..
وتمضي السنون..
بين عام مضى.. وآخر آت
اللهم إنك اصطفيت لي صحبة أخيارا أحببتهم فيك
اللهم من أحسنت إليه منهم فهو بفضلك وكرمك.
ومن أخطأت بحقه فهو بسوء تدبيري فاعف عني وتجاوز.. فإني له أعتذر.!!
اللهم من أحسن لي منهم فإنه صاحب الفضل فأعني على رد الفضل له.
ومن أخطأ بحقي فأجره على اجتهاده فإني أحسن الظن به.
اللهم تجاوز فيما مضى، وبارك لنا فيما هو آت، وأدم علينا نعمة الأمن والأمان ومتعنا بصحة الأبدان.
وكل عام والجميع بخير
والله من وراء القصد