ديربي الثأر والتأكيد
منذ أن خسر النصر من الهلال على نهائي كأس الملك ومن بعده السوبر وهو يعاني.
ـ هكذا هي لقاءات الديربي تأتي لترفع من قوة الفائز كما تأتي لتثبط من عزيمة المهزوم، ولعل التاريخ يشهد على هذه الحقيقة أعني حقيقة أن الفائز في الديربي تتعالى حظوظه في المنافسة والخاسر يجد نفسه أمام أوراق مبعثرة تحتاج إلى فترة من الزمن كي يعاد ترتيبها سواء تلك المتعلقة بالمدرب والإدارة أو تلك الأخرى المرتبطة بروح اللاعب وحماسه.
ـ لن أفتح الماضي بما حفل بحثاً عن تأكيد الحقيقة لكنني وبعيداً عن هذا الجانب أقول ما بين بقاء الهلال منافساً على الدوري (فوز) على النصر وما بين تعديل مسار النصر (انتصار) على الهلال فهل ينجح الهلال في تأكيد تفوقه الأخير على خصمه النصر أم أن لهذا الأخير قراراً يستعيد به توهجه ويثبت بأن عودته لساحة الأقوياء ستبدأ من شباك الهلال؟
ـ نترقب وننتظر ديربي هذا المساء ومهما كانت الرؤية الفنية إلا أن الوصول إلى نتيجة قاطعة يعتبر من الأمور المعقدة على اعتبار أن كل الاحتمالات والخيارات في مثل هذه المواجهات التي تجمع الخصمين الكبيرين الهلال والنصر متاحة مع اليقين التام بأن اللقاء فرصة سانحة لكليهما من أجل أن يثبت علو كعبه في الديربي ويجدد مع جماهيره علاقة الفرح التي دائماً ما يكون لها مردود كبير فنياً ونتائجياً ومعنوياً وحتى شرفياً كون كبار الناديين يحرصون على أن يبادلوا فريقهم الفائز بالمزيد من الاهتمام وبالمزيد من الدعم والتشجيع والتحفيز الذي بالطبع يختلف كماً وكيفاً عما هو سائد في بقية المواجهات.
ـ شخصياً أراها صعب على الهلال فالنصر يرغب هذه المرة أن يسدد فواتير الخسائر الأخيرة التي أفقدته كأسي الملك والسوبر ولا أعتقد بأنه سيظهر على غرار ما ظهر به في الجولات الأخيرة بل على العكس فالنصر سيكون له وهذا ما أتوقعه حضوراً قوياً وحماسياً قد ينتهي بما يتطلع إليه من فوز ونقاط ثلاث يضيفها إلى رصيده.
ـ بالتوفيق لديربي الكبار والأمل أن نرى حضوراً فنياً وجماهيرياً يليق بتاريخ هذه المواجهات كما نتمنى في المقابل من ذلك أن يظهر لقاء الأهلي والقادسية في جدة موازياً لما يترقبه الجميع في مرحلة السباق على معرفة من سينهي الدور الأول متصدراً ومن سينهيه متعادلاً.
ـ المهم أولاً وأخيراً أن نرى صورة التحكيم مثالية ورائعة في حضورها على أن تكون القرارات فيه سليمة وصائبة لا كما تعودناه منذ زمن في سياق التخبيص وسلامتكم.