منبع التعصب
بين الأهلي والاتحاد ( تعصب ) لكنه لم ولن يصل حد التعصب الذي يتنافس عليه الهلال والنصر .
ـ في الدرجات .. على وسائل الإعلام وحتى في المجالس تبقى نغمة التعصب المقيت ماركة هلالية نصراوية مشتركة في ظاهرها كرة قدم وفوز وخسارة وفي باطنها أشكال أخرى من ( الهمجية ) و ( التعنصر) .
ـ هؤلاء وأعني بهم رموز التعصب في المعسكرين الهلالي والنصراوي يشكلون الخطر على الرياضة وعلى أجيالها بل أن ما يفتعل في تصرفاتهم ومفردات أقلامهم لا يمثل فروسية الرياضة ولا نبل منافساتها بل على العكس فما يفتعل ظاهرة تتنافى مع الحضارة ومع الوعي والرقي وتهذيب الأخلاق .
ـ حتى المنتخب لم يسلم من تعصب هؤلاء ، فبعد أن أغلقوا ملف ( سيدني ) وبعد أن أوشكوا على إنهاء الطقطقة ( بجحفلي ) تحولوا هذه المرة وكعا¡دتهم إلى حيث الأخضر السعودي فئة يركز على نصراوية السهلاوي وفئة تركز على هلالية الشهراني والنتيجة ( تفرقة ) صبيانية لا تليق .
ـ تعصب كهذا أوجد التنافر ورسخ مفهوم العدائية لابد وأن يجابه بالرفض لا بالقبول ، أقول يجب أن يجابه اعتقادا مني بأن استمراريته على منوال مايدور بين الخصمين النصر والهلال قد يسهم في الكثير من الأزمات بما فيها أزمة الطبيقية وكأن رياضة الوطن بأكمله تختزل فقط في هؤلاء .
ـ من الضرورة يا سادة أن يكون للعقلاء في الهلال والعقلاء في النصر دورا مؤثرا وفاعلا يحضر لينسف مثل هذه الثقافات التعصبية التي أخرج رياضة كرة القدم عن سياق منافساتها الصحيحة فالأمر لم يعد تهكما على فوز أو خسارة بل هو أضحى بمثابة التنافر والعدائية التي يتسابق عليها المراهقون في المعسكرين وهنا الخطر .
ـ بالأمس نازل منتخبنا الوطني ماليزيا وما أن انتهت المهمة إلا وتكالب المتعصبين على هدف السهلاوي وتمريرة الشهراني وكأن الذي يمثل الوطن الهلال والنصر لا جميع الأندية التي لا يتم التركيز عليها حين يلعب المنتخب إلا أصحاب القلوب المريضة بداء التعصب .
ـ لم نسمع أهلاويا قال تيسير هو كل شيء في المنتخب ولا اتحاديا يناضل من أجل مختار فلاته وفهد المولد فما رأيناه في الماضي في ثقافة الاتحاديين والأهلاويين تمثل الرقي والحضارية والأمل في أن يستوعب المتعصبين في النصر والهلال من هذا الوضع حتى لا تتفاقم مشاكل التعصب ولكي لا يتأثر جيل اليوم وجيل الغد بنفس الثقافة المتوارثة والتي لا مكان لها من الإعراب في قلوب العقلاء والمتحضرين .
ـ لم يظهر الأخضر في ماليزيا بالمستوى المقنع ولايزال يحتاج الكثير على اعتبار أن ما قدمه في هذه المواجهة السهلة الصعبة لا يمكن الاعتماد عليه كوسيلة للتأهل .
ـ المنتخب يحتاج للروح والتجانس والرغبة الجماعية في تجاوز خصومه حتى يصل غايته المنشودة وهذا مرهون باللاعب والمدرب وبكل من يقف خلف صناعة القرار فيه..
وسلامتكم .